أطفال الخلافة.. أذرع داعش "اللا إنسانية" لمواجهة التحالف الدولي

الأحد 01/مايو/2016 - 03:40 م
طباعة أطفال الخلافة.. أذرع
 
في ظل مواصلة العمليات الدامية والأساليب الإجرامية لتنظيم داعش الإرهابي، ما زال التنظيم يمارس أفعالا غير شرعية على وجه الإطلاق، فعلى الرغم من مناداته بتطبيق الخلافة الإسلامية، إلا أن كافة تصرفاته وأفعاله لا تمت للإسلام بصلة.
أطفال الخلافة.. أذرع
ويقوم داعش باستغلال عناصره والدفع بهم لمواجهة التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضده؛ حيث دفع التنظيم الإرهابي بالأطفال ليواجهون ضربات التحالف الدولي في توقع منه بأن الضربات ستتراجع حال تواجد الأطفال في المواجهة.
وهدد تنظيم داعش الإرهابى بشن مزيد من الهجمات الانتحارية داخل الدول المشاركة في التحالف الدولى الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للحرب على التنظيم في العراق وسوريا.
ونشر التنظيم شريط مصور لمجموعة من الأطفال وهم يرتدون الزي العسكري والأحزمة الناسفة لتدريبهم على تفجير أنفسهم، والقتال ضد دول أعضاء التحالف الدولى، وقال التنظيم في الفيديو وهو باللغة الفرنسية: "تمنحون أنفسكم حق قتلنا باسم الحرية، ستسيل دمائكم بسبب جرائمكم البغيضة". مضيفًا: "أموالكم وحياتكم ليست معصومة لدينا وأطفالنا جاهزون لقتلكم".
من جانبها قالت صحيفة "التايمز" البريطانية: "إن هناك فظائع يرتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق الأطفال". وقالت في تقرير لـ"توم كولان": "إن التنظيم يغسل أدمغة "أشبال الخلافة"، ويعلمهم كيفية معاملة آبائهم كأعداء".
وأضافت الصحيفة- وفقًا لمقتطفات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي"- أن التنظيم يعلم جيل من الأطفال في معسكرات التدريب التابعة له على التنصت على آبائهم وحتى قتلهم.
ونقل كولان عن محمد علوة الناشط السوري في منطقة دير الزور السورية قوله: "إن التنظيم ينشئ جيلاً من التكفيريين الجادين"، مضيفاً أن "الأطفال عندما يكبرون، يبدءون بتعليم الأجيال التي تليهم ما تعلموه وهم في عمر الزهور".
أطفال الخلافة.. أذرع
الناشط السوري بديع أبو جانا، يقول إن "خطر داعش لا يكمن الآن، بل سيكون أكبر في الأيام المقبلة". مشيرًا إلى أن أهالي هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم في حالة عجز عن منع أطفالهم من الانغماس الكامل والتعمق في أيديولوجية التنظيم وأفكاره.
ووفق الآراء فإن الطفل يصبح أكثر عدوانية ووحشية من عناصر التنظيم أنفسهم؛ لأنهم كالأوراق البيضاء يمكن أن يخطوا عليها ما يشاءون".
ووفق إحصائيات فقد تلقى نحو 2000 طفل تدريبات داخل معسكر في مدينة الميادين التي تبعد 15 ميلاً جنوب دير الزور في شرقي سوريا.
ويروي الكاتب في المقال، قصة الطفل الإيزيدي مراد 9 أعوام على لسان والدته التي أسرت واغتصبت لمرات عدة على أيدي التنظيم. وتقول الوالدة، إن التنظيم المتشدد الذي قتل زوجها الذي ينتمي إلى الطائفة الإيزيدية، عمل على "غسل دماغ" ابنها، مضيفة أنه رفض الهروب معها عندما سنحت لهما الفرصة، إلا أنه اقتنع أخيراً.
وتابعت الوالدة: "أجبرت على مشاهدة تسجيلات فيديو لأطفال إيزيديين وهم يشاركون في قتل سجناء"، مضيفة أن "إحدى هذه التسجيلات شارك فيها خمسة أطفال أعطي 4 منهم مسدسات لقتل السجناء، فيما أعطي الخامس سكينا لنحر سجين آخر".
"التنظيم يعلم الأطفال كيفية القتال والمشاركة في المعارك ضد الكفار"؛ حيث يركز على الأطفال من عمر السابعة ويخصص أموالًا ضخمة لتدريبهم وتعليمهم شئون القتال"، وفق ما ذكر الكاتب في مقاله.
وكانت صحيفة "أي بي تايمز" البريطانية نشرت موضوعًا في ديسمبر الماضي حول كيفية معاملة التنظيم للأطفال، وقالت تحت عنوان "أشبال خلافة داعش": "الأطفال الذين لديهم شعر إبط يقتلون. إن التنظيم الإرهابى كان يقتل من لا يظهر عليه أنه طفل ودخل مرحلة الشباب".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الطفل أحمد أسلف نجا من الموت؛ لأن إبطه لم يكن به شعر، ما يعني للإرهابيين أنه أصغر من أن يقتل.
أطفال الخلافة.. أذرع
وتحدثت الصحيفة مع الطفل أحمد، وسرد لها كيف شهد مقتل صبية، وكيف أجبر على أن يكون جنديًّا ضمن جناح الشباب في التنظيم والمعروف بأشبال الخلافة.
ويقول أحمد: "كنت ولدًا جيدًا للغاية، تعلمنا أن نستخدم الأسلحة، وتعلمنا كيف نلقي بالقنابل لأبعد مسافة، وكنا نجري كثيرًا لوقت طويل". مشيرة إلى أن أحمد عمره كان 10 أعوام عندما جند مع مئات الأطفال الإيزيديين خارج قرية "كوتشو" العراقية.
واستطرد أحمد، الذي يعيش الآن في ألمانيا، للصحيفة؛ أن داعش لم تكن تسمح للصبية بالذهاب للمدرسة مع الفتيات، كما أنه لم يتعلم الرياضيات؛ "أنا ذهبت لمكان به الكثير من الأطفال الآخرين، وتعلمنا كيف نستخدم الأسلحة".
وكان كشف تقرير حديث في مطلع العام الجاري، نشرته منظمة الأمم المتحدة، أن ما بين 800 إلى 900 طفل خطفوا، على أيدي تنظيم داعش، من مدينة الموصل العراقية، في سنة 2015 وحدها، لتدريبهم دينيًّا وعسكريًّا.
وتابع التقرير، الذي نشرته بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن عملية الاختطاف تمت في  يونيو 2015.
وجرى تقسيم الأطفال إلى مجموعتين: الأولى، لأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس إلى 10 سنوات. ووضع هؤلاء في مخيمات لتلقي تكوين ديني، والمجموعة الثانية، للأطفال بين الـ10 إلى 15 سنة. واقتيد أصحابها إلى مخيمات تدريب عسكرية، في معسكري العزة والغزلاني جنوب الموصل.
وتجند داعش الأطفال بالقوة، ولا يعرف العدد الحقيقي للأطفال المجندين لديها، إلا أنه في كل مرة تظهر إحصائيات جديدة، تؤكد ارتفاع أعدادهم؛ حيث لا يتوانى التنظيم المتشدد في تجنيد أطفال المدارس.
ويعتبر داعش "أطفال الخلافة" كما يطلق عليهم، هم ذراعه الحامي لمواجهة كافة الأعداء على حد وصفه.
للمزيد عن تجنيد الأطفال اضغط هنا

شارك