بعد فشله سياسيًّا وعسكريًّا: الغرب يواجه "إغواء" داعش لمواطنيه بالخطط السرية

الثلاثاء 03/مايو/2016 - 12:33 م
طباعة بعد فشله سياسيًّا
 
في محاولة من الغرب لمواجهة فشل خططه العسكرية والسياسية في مواجهة داعش كشفت صحيفة الجارديان عن خطة للحكومة البريطانية للتصدي لإغواء "داعش"، من خلال سلسلة من الحملات الدعائية السرية لإحداث "تغيير في وجهة نظر وسلوك" الشباب البريطاني المسلم ضمن برنامج للتصدي للتطرف.
بعد فشله سياسيًّا
وقالت إنه في مؤشر على القلق المتزايد لدى الحكومة البريطانية بشأن دعاية تنظيم "الدولة" المقنعة على الانترنت، طورت وحدة في وزارة الداخلية البريطانية عملية سرية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات الاسترلينية  وذات نطاق واسع، وإن أساليب "وحدة البحث والمعلومات والاتصال"، التي تخفي دور مشاركة الحكومة في هذه الحملة، قد تصيب بعض المسلمين بالصدمة، وقد تقوض الثقة في برنامج مكافحة التشدد، الذي يواجه بالفعل انتقادات واسعة، وإن إحدى مبادرات "وحدة البحث والمعلومات والاتصال" تتنكر في صورة تقديم النصح عن جمع التبرعات للاجئين السوريين، وفيها دارت محادثات وجهًا لوجه مع آلاف الطلبة في الجامعات دون أن يدري الطلبة أنها ضمن برنامج حكومي، وأن الحملة التي كان اسمها "مساعدة سوريا" أرسلت منشورات وكتيبات إلى 760 ألف منزل دون أن يعلم متلقوها أنها رسائل حكومية.
وكشفت عن  أن الكثير من أعمال "وحدة البحث والمعلومات والاتصال" تضطلع به شركة اتصالات غير حكومية تدعى بريكثرو ميديا نتوورك، التي أنتجت عشرات المواقع على الانترنت والمنشورات وتسجيلات الفيديو وصفحات فيسبوك وتويتر بأسماء تشبه "حقيقة الإسلام" أو "ادعم سوريا"  وإن بريكثرو تنظم أيضًا أنشطة في المدارس والجامعات وتعمل عن كثب مع منظمات إسلامية لنشر رسائل وحملات لمكافحة التطرف، وإن وزارة الداخلية البريطانية تدافع بشدة عن عمل الوحدة و"نشعر بالفخر إزاء الدعم الذي أسدته وحدة البحث والمعلومات والاتصال للمنظمات التي تعمل للتصدي لأيديولوجيا داعش ولحماية المجتمع".
بعد فشله سياسيًّا
هذه الخطط الغير مجدية تؤكد أنَّ الغربَ تجاهلَ أسبابَ انضمام المقاتلين الأوروبيين لداعش، والمتمثلة فيما يلي: 
1- فشل القيادات الإسلامية في أوروبا في استقطاب واستيعاب الشباب المسلم هناك، ما نتج عنه الفهم الخاطئ للإسلام الحقيقي الذي يدعو للحب والرحمة والتسامح والانفتاح.
2- النمو المتسارع لظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام، خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر، أدى إلى وجود تطرف مضاد من قبل الشباب الأوروبي المسلم المتحمس الذي يُفكر في الانتقام.
3- الاستغلال الخبيث الذي يُمارسه تنظيم داعش لكل وسائل ووسائط تكنولوجيا الاتصال والإعلام الحديثة كتويتر والفيس بوك واليوتيوب وإنستغرام لاستدراج الشباب الأوروبي المسلم، خاصة وأن أغلب قيادات داعش من الشباب، ويعرفون جيداً كيف يُخاطبون ويؤثرون على الشباب الأوروبي المسلم.
4- تزايد حالة الضياع وفقدان الهوية لدى الكثير من الشباب الأوروبي المسلم، جعلهم فريسة سهلة لدعاة التحريض والتغرير والتوجيه الذين يُمثلون جسر عبور لداعش الإرهابية.
بعد فشله سياسيًّا
5- البروز الواضح في المجتمعات الأوروبية لبعض التمايزات الثقافية والعرقية والعنصرية والصعود الكبير لليمين الأوروبي المتطرف، الذي يُمارس خطاباً كريهاً ومُعادياً للأجانب وللمهاجرين المسلمين بالتحديد، جعل هؤلاء الشباب يشعرون بالغربة والإحباط واليأس في أوطان تلفظهم وتسخر من معتقداتهم وعاداتهم، فكانت "الهجرة" من "بلاد الكفار" إلى "دولة الخلافة" هي الأكذوبة التي كرّسها تنظيم داعش في عقول وقلوب هؤلاء الشباب المُحبط.
6- الفراغ الروحي الذي يعيشه الشباب المسلم في أوروبا نتيجة غياب الإجابات الشافية والمقنعة والمباشرة لأسئلته الملحة والمتكررة والمتجددة؛ ما أتاح لداعش وغيرها الفرصة لممارسة غسيل دماغ وتعبئة طائفية وأدلجة مركزة للشباب الأوروبي المسلم.
7-  الوهم الذي دفع بأولئك الشباب إلى الانخراط في هذا "التنظيم الجهادي" الذي سيُحقق لهم الحلم الخرافي بأن يكونوا أبطالاً أسطوريين تماماً كنجوم هوليود الخارقين.
بعد فشله سياسيًّا
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يجب على الغرب مواجهة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انضمام الشباب الأوروبي المسلم إلى داعش،  والأهم  هو إيقاف تدفقهم إلى ساحات وبؤر الاقتتال  الداعشية من خلال خطط حقيقة وليس مخططات سرية لا تتجاوز أدراج متخذي القرار هناك.

شارك