الجزائر تُلقن "داعش" درسًا وتسقطه قتيًلا داخل أراضيها

الثلاثاء 03/مايو/2016 - 12:51 م
طباعة الجزائر تُلقن داعش
 
مع محاولات توسعه وتناميه في الدول العربية، فشل التنظيم الإرهابي "داعش" في إنشاء فرع له في "الجزائر"، وذلك بعد مساعٍ طائلة منذ سيطرته على مناطق ليبية متعددة.
الجزائر تُلقن داعش
ووفق متباعين فإن تنظيم "داعش" فشل في تجنيد شباب جزائريين، مكتفيًا بعدد لا يزيد عن 150 منشقًّا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وأكدت الجزائر، أن جميع محاولات التنظيم لإنشاء فرع له في البلاد باء بالفشل الذريع؛ حيث قتلت قوات عسكرية جزائرية طيلة الـ20 شهرًا الأخيرة 44 عضوًا في فرع محلي لتنظيم داعش الإرهابي، بينهم أميران فيما تمكن التنظيم من تنفيذ عملية إرهابية وحيدة في نفس الفترة تقريبًا؛ حيث أعلن مسئوليته عن اختطاف وقتل مواطن فرنسي شرق العاصمة في سبتمبر 2014، وهو ما يراه خبراء نهاية التنظيم في الجزائر في مهده.
والجدير بالذكر أن الجزائر اتخذت حذرها في سبتمبر الماضي، عن طريق إنشاء عازل ترابي على طول الشريط الحدودي مع تونس ينطلق من إقليم محافظة الوادي الجزائرية ليصل إلى حدود محافظة تطاوين بإقليم بلدية دوار الماء جنوب تونس، كما استحدثت أبراج مراقبة، على امتداد العازل الرملي، تسمح باستكشاف المنطقة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة.
وكان "داعش" قد نشر في وقت سابق مقطع فيديو هدد فيه الجزائر سلطةً وجيشًا وشعبًا وأئمةً، وقال رجل ملتحٍ موجهًا كلامه إلى الجزائر، إنهم قادمون إلى الجزائر مهما طال الزمن.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الجزائر تسعى إلى منع تسلل الجماعات المتشددة والمهربين بأي مركبة؛ حيث أصبحت الحدود مع تونس مؤمّنة بالكامل، بعد التعزيزات العسكرية والإجراءات الوقائية المعتمدة للتغلب على العجز البشري، إضافة إلى استحداث ثكنات متنقلة، وقواعد جوية بأقصى الجنوب بإقليم محافظة إليزي.
ووفق إحصائيات رسمية جزائرية، صدرت بين ديسمبر 2014 ومارس 2016، قتل 44 من أعضاء جماعة مسلحة بايعت خليفة داعش، تطلق على نفسها جند الخلافة، ما اعتبره خبراء جزائريون نجاحًا لبلادهم في الحد من خطورة الفرع المحلي للتنظيم.
الجزائر تُلقن داعش
وتأسست جماعة جند الخلافة على يد منشقين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، في خريف 2014، وبايع المنشقون داعش، وفي منتصف سبتمبر من نفس العام تبنت جند الخلافة عملية اختطاف وإعدام سائح فرنسي في منطقة تقع شرق العاصمة، إلا أن العملية التي نفذت قبل نحو 20 شهرًا، كانت الأولى والأخيرة للجماعة في الجزائر.
ويرى متابعون أنه لا يجب الحديث عن فشل جند الخلافة في الجزائر، دون ربطه بفشل الجماعة الأم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب؛ حيث تراجعت قدرة الجماعة الأم داخل الأراضي الجزائرية وباتت عاجزة عن تنفيذ عمليات كبيرة وتهديد الأمن في البلاد.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليون بفرنسا، عبدالعزيز مليك، في تصريحات صحفية: "إن تنظيم داعش في الجزائر انتهى". مضيفًا: "قتلت قوات الجيش أول أميرين للتنظيم في غضون أقل من 8 أشهر حيث قتل الأول، عبدالمالك قوري في ديسمبر 2014، ثم قتل الثاني، عثمان العاصمي في شهر مايو 2015، مشيرًا إلي أنه وفق الإحصائيات الأمنية، الجيش تمكن من قتل 44 عضوًا في داعش الجزائر من سبتمبر 2014 إلى أبريل 2016، وفي نفس الوقت فشل التنظيم في تجنيد شباب جزائريين، مكتفيًا بعدد لا يزيد عن 150 منشقًّا عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وتأتي تعزيزات الجزائر بعد تمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدد من المدن والمناطق المحورية في ليبيا ومشاركة العديد من المقاتلين التونسيين المنضوين تحت لواء كتائب منشقة عن القاعدة ضمن صفوف التنظيم المتشدد.
وفي منتصف شهر فبراير الماضي تداولت المواقع الجهادية تسجيلًا مصورًا، بعنوان "سحروا أعين الناس واسترهبوهم"، ظهر فيه 3 من أعضاء جند الخلافة الموالي لداعش، يطلب فيه أحدهم من الشباب الجزائري نصرة التنظيم والانضمام له، واعترف المسلحون الثلاثة الذين تحدثوا من موقع جبلي غير معروف، برفض الجزائريين الالتحاق بصفوف التنظيم، رغم كل المحاولات التي يقوم بها، والاستراتيجية التي انتهجها في استمالة الشباب؛ ما اعتبره الخبراء تأكيدًا على فشل جند الخلافة في تجنيد الشباب الجزائري.
الجزائر تُلقن داعش
من المعروف أن قوات الأمن الجزائرية، تواجه منذ تسعينيات القرن الماضي، جماعات معارضة للنظام توصف بـ"الجهادية"، يتقدمها حاليًا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تأسس عام 2007 على أنقاض الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لكن نطاق نشاط هذه الجماعات انحصر خلال السنوات الأخيرة، في مناطق جبلية شمالي البلاد، وفي مواقع بعيدة عن المدن، فضلًا عن أن بعضها نقل تحركاته إلى مناطق شمالي مالي.
جدير بالذكر أن تخوفات دولتي تونس والجزائر، جعلتهما يكثفان من اتخاذ الحذر الأمني، وبالأخص في المرحلة الأخيرة عقب تصاعد التهديدات الإرهابية في ليبيا.
كان الجيش الجزائري نشر نحو 25 ألف جندي على الحدود الشرقية مع تونس، مباشرة بعد العملية الإرهابية في مدينة سوسة التونسية، وذلك ضمن سلسلة إجراءات أمنية اتخذتها القيادة الجزائرية استباقاً لأي عملية إرهابية أخرى.
ويرى بعض الخبراء في المجال الأمني أن الجزائر لديها تجربة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب بإمكانها أن تستفيد منها اليوم لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يشكلها تنظيم "داعش" انطلاقًا من الحدود الليبية، إذ يقول الخبراء: "إن الجزائر كانت ترافع منذ سنوات على أن الإرهاب ظاهرة عالمية وخطر كبير يهدد الجميع، عندما حذرت من تزايد حجم التهديدات على إثر تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة عقب ما يعرف بـ"الربيع العربي"".

شارك