مع اقتراب تحريرها.. "داعش" يسن أنيابة في "سرت" الليبية

الأربعاء 04/مايو/2016 - 11:53 ص
طباعة مع اقتراب تحريرها..
 
مع مواصلة المساعي لتحرير مدينة سرت الليبية من أيدي "داعش"، شدد التنظيم الخناق على سكان المدينة التي أحكم سيطرته عليها بالكامل منذ نحو سنة.
مع اقتراب تحريرها..
وتسعى حكومة الوفاق الوطني، إلى تحرير المدينة منفردًا بعيدًا عن الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، في حين يواصل الفريق أول خليفة حفتر معركته لتحرير المدينة تحت اسم "معركة سرت الكبرى".
وقالت مصادر ليبية: إن مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، يمنعون منذ فترة العائلات من الهروب من المدينة، وذلك بعد موجة نزوح كبيرة لأهالي المدينة تحسبًا لاندلاع المعركة المرتقبة.
من جانبه أعلن الجيش الليبي أمس الثلاثاء 3 مايوم 2016 على لسان الناطق باسم غرفة عمليات معركة تحرير سرت الكبرى قرب انطلاق هذه المعركة لدحر تنظيم داعش من هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية، أنه منذ انبثاق حكومة الوفاق الوطني، وتدور خلافات عديدة بين الأخيرة والبرلمان الشرعي المعترف به دوليًا في طبرق، حيث لم يمنح البرلمان للحكومة الثقة حتي الآن بحجة عدم اكتمال النصاب القانوني في كل جلسة، ولكن في الحقيقة فإن البرلمان بقيادة عقيلة صالح يرفض تدخل حكومة الوفاق في الشأن العسكري وبالأخص التدخل فيما يخص القيادة العسكرية اللواء خليفة حفتر؛ الأمر الذي أحدث جدالًا حادًّا خلال الفترة الماضية.
وحذر السراج من محاولات تدخل الجيش الليبي بقيادة حفتر في معركة تحرير "سرت" من أيدي التنظيم الإرهابي "داعش"؛ وذلك حتى يبسط سيطرته منفردًا ويظهر أمام الشعب الليبي صاحب البطولة هو ومجلسه، ويثبت للجميع بأنه قادر على عودة الاستقرار للبلاد، فضلًا عن رفضه لاستمرار حفتر في منصبه.
مع اقتراب تحريرها..
ووفق شهادة النازحين من مدينة سرت وصلوا أمس الثلاثاء إلى العاصمة الليبية طرابلس، فإن تنظيم داعش أغلق بواباته الرئيسية على منافذ المدينة شرقًا وغربًا أمام العائلات التي تريد مغادرة المدينة إثر تزايد الحديث عن عمل عسكري وشيك للجيش ضد التنظيم في سرت، مؤكدين على تلقيهم اتصالات ممن تبقى من أسرهم وأقربائهم في سرت تفيد بأن العناصر المسلحة لتنظيم داعش أرجعت كل العائلات التي ترغب في النزوح وأوقفت إعطاء الموافقات التي اشترطها على الأهالي في حالة مغادرتهم المدينة.
والجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي أعلن سيطرته بالكامل على مدينة "سرت"، في يونيو الماضي، بعد انسحاب الكتيبة 166 المكلفة من قبل المؤتمر المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، بشكل مفاجئ من قواعدها لتفسح المجال بذلك أمام تقدم العناصر المُسلحة لتنظيم داعش التي كان يقتصر وجودها على مناطق محاذية للمدينة منها منطقة النوفلية.
وفي ظل فشل التنظيم الإرهابي داعش في الاستحواذ على مدينة "درنة" الليبية، فقد حول معقله إلى سرت لتكون الذراع الحامي له في البلاد، وقد أعلنها عاصمة له في نوفمبر من العام الماضي؛ نظرا لأهميتها الاستراتيجية بسبب قربها من حقول النفط الرئيسة، فضلا عن موقعها القريب من السواحل الإيطالية.
وتعاني سرت من حصار جعلها تفتقر إلى أبسط أساسيات الحياة اليومية والمعيشية، ومن بينها إغلاق البنوك لأكثر من عام بعد سرقتها ونهبها مرات عديدة؛ مما تسبب في نقص شديد في السيولة، فيما يبدي أهالي المدينة استيائهم من الوضع المتردي التي آلت إليه المدينة، وصعوبة الاتصالات الهاتفية واستخدام الانترنت، إضافة إلى إهمال المرافق الصحية والطبية، حيث يصف السكان الفارون من جحيم داعش قرار منع العائلات من مغادرة سرت بالإعدام البطيء.
ويرى مراقبون أن تنظيم "داعش" يسعى من وراء ذلك إلى استعمال العائلات كدروع بشرية في صورة ما إذا اقتحم الجيش الليبي المدينة أثناء معركة التحرير المرتقبة.
مع اقتراب تحريرها..
وشدد التنظيم الخناق على السكان في محاولة منه لسن أنيابه قبيل عملية التحرير؛ حيث أعدم قبل يومين شقيقين من منطقة "سلوق" كانا معتقلين لديه منذ نحو شهر، كما قام قبلها بأيام بإعدام ثلاثة مواطنين في بلدة بن جواد شرق سرت، بعد اتهامهم بالردة والتجسس لصالح الجيش الليبي.
وتدور صراعات في البلاد بين حكومة الوفاق في طرابلس والبرلمان الليبي المعترف به دوليا في طبرق، على استمرار الجيش الليبي بقياد حفتر في منصبه، ولم يمنح البرلمان لحكومة الوفاق الثقة حتى الآن.
وبينما يرى محللون أن الجدل الدائر حاليًا لا يصب في صالح الحرب على تنظيم داعش الذي ما كان ليكون له موطئ قدم في ليبيا لولا الانقسامات السياسية، فيما يرى متابعون أن حكومة الوفاق، والمجلس الرئاسي التابع لها، يتحملان إلى حد بعيد مسئولية الوضع الراهن؛ بسبب رغبتهما في تثبيت نفسيهما على أنهما السلطة الشرعية والوحيدة رغم عدم حصولهما على مباركة السلطة التشريعية على حساب التوافق مع باقي الأطراف الليبية، ويعاضدهما في ذلك المبعوث الأممي مارتن كوبلر.
وقد ذكرت بوابة الحركات الإسلامية من قبل أن حكومة السراج تسعى إلى اقتناص دور البطولة حتي تُظهر أمام الغرب أنها الرهان الوحيد لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد، ولكن هذه الرغبة لا تقف أمامها فقط مسألة عدم حصولها على دعم البرلمان، بل أيضًا هي لا تملك حقيقة القوة العسكرية المؤثرة على الأرض، والتي ستخوّلها خوض معارك تحرير ضد داعش، أو غيره من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في العديد من أنحاء ليبيا.

شارك