آخر هذه التصريحات العنترية ما اعتبره وزير الخارجية الأمريكي، بأن "عواقب" ستترتب على عدم التزام نظام بشار الأسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، خصوصًا في حلب، وأنه في حال لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار، والعودة إلى الحرب في سوريا، ولا أعتقد أن روسيا تريد عدم استمرار وقف الأعمال القتالية في سوريا الذي بدأ تنفيذه نظريا في 27 فبراير 2016م، ولا أعتقد أن (نظام) الأسد يمكنه الإفادة من ذلك.

 وأشار إلى أن "عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها، وحاليًا نبذل جهودًا حثيثة في محاولة لتنفيذ وقف إطلاق النار بهدف حماية حلب، وأن فريقينا الأمريكي والروسي سيحاولان إنهاء ما عملنا عليه في الساعات الـ48 الأخيرة؛ بهدف محاولة إحياء وقف كامل للأعمال القتالية، وأن في حوزته اتفاقًا في شأن حلب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف".

كيري سَبَّقَ هذا الاتهام باتهام جديد  يتهم فيه الأسد باستهداف المدنيين خلال اتصالاً هاتفياً مع المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ومنسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب،  وبحسب ما نشرته صفحة الخارجية الأمريكية الناطقة باللغة العربية، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقد أعرب كيري عن قلقه إزاء الوضع المتدهور في المدينة السورية المنكوبة، واستمرار نظام الأسد في استهداف المدنيين، مبرئا جبهة النصرة، التي اتهمها النظام السوري بارتكاب المجازر وأكد  على أن جهود إحياء الهدنة لا يجب أن تقتصر فقط على اللاذقية وشرق الغوطه، ويجب أن تشمل أيضاً حلب. 

وأوضح أن وقف العنف في حلب والعودة إلى وقف دائم للأعمال العدائية يمثل أولوية الأولويات، وأنه حث روسيا على اتخاذ خطوات لوقف انتهاكات النظام السوري، خاصة الهجمات الجوية العشوائية وتعهد كيري بمواصلة العمل من خلال المجموعة الدولية لاستعادة الهدنة، وإنهاء عرقلة النظام للإغاثة، وإحراز تقدم نحو الانتقال السياسي. 

وزير الخارجية الأمريكي الذي لا تتوقف اتهاماته اتهم أيضًا إلى جانب  نظام الأسد- روسيا بالسعي إلى فرض حل عسكري على الأرض وليس حلًّا سوى قول "كيري": إن "الهجوم المستمر من جانب قوات الأسد، بدعم من الضربات الجوية الروسية، ضد المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، وكذلك استمرار حصار النظام والميليشيات الحليفة لمئات الآلاف من المدنيين، يشير إلى نية للسعي إلى حل عسكري بدلًا من حل سياسي".

وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "إن كيري دعا نظام الأسد وروسيا للتوقف عن قصف المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار وخصوصًا في حلب وإنهاء حصارها للمدنيين طبقًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن أمله أن تستأنف محادثات السلام السورية في وقت لاحق هذا الشهر".

 ولم يكتفِ وزير الخارجية الأمريكية  بمهاجمة الأسد  بل اعتبره العقبة الوحيدة أمام حل سياسي في سوريا، وأن الولايات المتحدة وروسيا وإيران وأوروبا متفقة على بقاء سوريا موحدة، وعلى أن الشعب السوري هو من يختار قيادته وقال: "الأسد يظل العقبة الوحيدة أمام تنفيذ المبادئ التي اتفقت عليها تلك القوى من أجل حل سياسي للأزمة القائمة في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات".