هل تنجح الطائرات الأمريكية في القضاء على "بوكو حرام" بنيجيريا؟

السبت 07/مايو/2016 - 03:54 م
طباعة هل تنجح الطائرات
 
في ظل المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الجماعات الإرهابية في العالم؛ دشنت العام الماضي ما سمي، بـ التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي ضم أكثر من 40 دولة لمواجهة التنظيم.

هل تنجح الطائرات
في هذا السياق أعلن أمس الجمعة 6 مايو 2016، مسئول أمريكي أن واشنطن تعتزم بيع طائرات خفيفة للعاصمة النيجيرية "أبوجا"، والتي صممت خصيصًا لمكافحة العصابات الإرهابية بهدف مساعدة نيجيريا في محاربة الجماعة الإرهابية "بوكو حرام".
وقال المسئول إنه بعد زيارة رئيس نيجيريا محمد بخاري إلى واشنطن والتي لقي خلالها استقبالا حارًّا وأعقبها استئناف التعاون العسكري بين البلدين تنظر واشنطن في بيع أبوجا حوالي عشر طائرات هجومية خفيفة من طراز سوبر توكانو ايه-29.
وهذه الطائرات تصنعها شركة امبراير البرازيلية، وقد اشترى سلاح الجو الأمريكي عددًا منها قبل أن يبيعها في مطلع 2016 للجيش الأفغاني لمساعدته في قتال متمردي حركة طالبان، موضحًا أن بيع هذه الطائرات لأبوجا لن يتم بين ليلة وضحاها؛ لأنه يستدعي إجراءات إدارية معقدة تمر بكل من وزارتي الخارجية والدفاع والبيت الأبيض والكونجرس.
من جهته رفض المتحدث باسم مكتب الشئون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية ديفيد ماكبي التعليق على أي صفقة تسلح قبل أن يتبلغ بها الكونجرس أولا، لكنه أكد أن "نيجيريا شريك استراتيجي للولايات المتحدة، ونحن نواصل التعاون معها في مسائل أمنية".
وكان الرئيس النيجيري السابق غود لاك جوناثان أعرب عن انزعاجه من رفض واشنطن بيعها سلاحًا؛ بسبب اتهامات وجهات إلى الجيش النيجيري بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
هل تنجح الطائرات
وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت في نهاية أبريل الماضي الجيش النيجيري بإطلاق النار عمدًا على 350 شيعيًّا ودفن جثثهم في مقابر جماعية وطمس الأدلة على المجزرة؛ حيث أوقعت أعمال العنف التي تسببت بها جماعة "بوكو حرام" أكثر من 17 ألف قتيل في شمال نيجيريا منذ العام 2009.
ووفق أحد المصادر فإن خطوة بيع الطائرات  بمثابة التعبير عن الثقة والدعم لسياسة الرئيس النيجيري محمد بخاري الرامية إلى إصلاح الجيش النيجيري والقضاء على جماعة "بوكو حرام" والمتطرفين الآخرين.
وتنشط جماعة "بوكو حرام" المتشددة في جنوب شرق نيجيريا، وتقف وراء أغلبية الأعمال الإرهابية التي تنفذ في نيجيريا وفي الدول المجاورة لها، مثل النيجر، وكاميرون، وتشاد، وقد ذهب 13 ألف شخص ضحية لهذه الجماعة المتشددة منذ عام 2009.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن حركة "بوكو حرام" مصنفة دوليًّا كأحد أخطر التنظيمات الإرهابية، أصبحت في السنوات الأخيرة تشكل تهديدًا حقيقيًّا لأمن منطقة غرب ووسط إفريقيا، لا سيما بعد مبايعتها لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في نفس التقرير، أنه منذ تولي الرئيس النيجيري محمدو بوخاري، منصبه في مايو عام 2015، كثفت القوات المسلحة النيجيرية عملياتها في شمال شرق البلاد، وقامت بطرد الجماعة من المدن التي استولت عليها، وهو ما أدى إلى عودة "بوكو حرام" إلى أساليبها القديمة للحرب غير المتكافئة وشن هجمات متفرقة ضد المدنيين. وسجلت قوات الأمن النيجيرية 2608 حالة وفاة على يد "بوكو حرام" منذ يونيو عام 2015 حتى يناير 2016.
وتمتلك جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة في نيجيريا ما بين 4 إلى 6 آلاف مقاتل متشدد، حسبما نقل عن مسئولين بالاستخبارات الأمريكية "سى آي أيه."
هل تنجح الطائرات
وتخوض "بوكو حرام" صراعًا عسكريًّا داميًا منذ سنوات مع الحكومة النيجيرية بهدف "إنشاء دولة إسلامية" في شمال شرق البلاد، منذ أن تحولت الحركة في عام 2009 من حركة أيديولوجية متطرفة إلى تنظيم دموي، وإلى طائفة متمردة تفضل نشر الإرهاب من خلال المجازر العشوائية والتفجيرات الانتحارية المتفرقة وعمليات الخطف الجماعي، وعبر ترهيب الناس في شمال نيجيريا، تمكنت الجماعة من استنزاف الموارد الحكومية وفضح نقاط الضعف في مؤسسات الدولة.
وقد استفادت الجماعة في حملة العنف التي تشنها من تعقيدات وهشاشة المشهد السياسي في البلاد، إلى جانب مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة والمصالح المتشابكة.
ولكن التوسع والسيطرة على الأراضي خارج شمال شرق نيجيريا أدى إلى تحالف دولة المنطقة في مواجهة التنظيم الإرهابي الأبرز في القارة الإفريقية.
وفق إحصائيات فإن الهجمات التي تشنها جماعة "بوكو حرام" منذ عام 2009 أسفرت عن مقتل نحو 14 ألف شخص على الأقل.
ويعتبر تهديد "بوكو حرام" لدول الغرب عاملًا رئيسيًا لدعم واشنطن بالطائرات لنيجيريا، ولكن في نفس الوقت وعمومًا، فإن تهديد "بوكو حرام" للغرب لا يزال غير مباشر.

شارك