الإرهاب يضرب حلوان.. وأصابع الاتهام تشير إلى "داعش"
الأحد 08/مايو/2016 - 01:06 م
طباعة

في الواحدة إلا الربع من صباح اليوم الأحد 8 مايو 2016، استيقظ أهالي حلوان على دوي اطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية استهدفت سيارة للشرطة المصرية وكان نتيجة هذا الاستهداف ثمانية قتلى ضابط وسبعة افراد، وقال بيان للداخلية المصرية: إن 4 مسلحين كانوا يستقلون شاحنة صغيرة نزلوا منها واعترضوا حافلة صغيرة تقل رجال شرطة، من مباحث حلوان، في أحد الشوارع وأمطروها بالرصاص من بنادق آلية.
وأضاف أن رجال الشرطة كانوا يرتدون الزي المدني وكانوا يتفقدون الحالة الأمنية في المنطقة عندما تعرضوا لإطلاق النار.
واستمعت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد الأبرق، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار هشام حمدي، المحامي العام الأول، لعشرة من شهود العيان، في واقعة الحادث الإرهابي بمنطقة حلوان.
وأكد الشهود في أقوالهم أمام النيابة، أن المتهمين كانوا ملثمين، ويحمل كل فرد منهم سلاحا آليا، وخزينة إضافية، واعترضوا سيارة الشرطة، وأطلقوا عليها وابل من الرصاص من جميع الجهات، للتأكد من مصرع جميع أفراد الشرطة الموجودين بها.
وكشف أحد الشهود عن مفاجأة، حيث أكد رؤيته لعلم، يشبه علم تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو عبارة عن قطعة قماش سوداء وعليها عبارة التوحيد، كان موجودًا أعلى سيارة الإرهابيين.
وكانت وزارة الداخلية، قالت في بيان لها، صباح الأحد، إنه في الساعات الأولى من فجر اليوم، وأثناء قيام قوة أمنية من مباحث قسم شرطة حلوان - يرتدون الملابس المدنية ، بتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم مستقلين سيارة ميكروباص تابعه لجهة عملهم، وأثناء سيرهم بشارع عمر بن عبدالعزيز بدائرة القسم، قام مجهولون يستقلون سيارة ربع نقل باعتراض سيارة المأمورية - ترجل منها عدد أربعة أشخاص كانوا مختبئين بالصندوق الخلفي للسيارة - وقاموا بإطلاق أعيرة نارية كثيفة تجاة السيارة الميكروباص من أسلحة آلية كانت بحوزتهم، ولاذوا بالفرار.
وأضاف البيان، أن الحادث أسفر عن استشهاد كلٍّ من "ملازم أول محمد محمد حامد، أمين الشرطة عادل مصطفى محمد، أمين الشرطة أحمد حامد محمود، أمين الشرطة علاء عيد حسين، أمين الشرطة صابر أبوناب أحمد، أمين الشرطة أحمد مرزوق تمام، أمين الشرطة داوود عزيز فرج، أمين الشرطة، أحمد إبراهيم عبداللاه".
وبعد الحادث مباشرة، قطع أهالي حلوان طريق "الكورنيش" أمام مستشفى النصر، احتجاجاً على مقتل 8 من رجال الشرطة، إثر إطلاق إرهابيين النار عليهم في الساعات اﻷولى من فجر اليوم اﻷحد.
واحتشد أهالي حلوان و"ذوو الضحايا" أمام المستشفى، بعد أن تم نقل جثمان الشهداء إليها، ومنعوا السيارات من المرور.
وردد اﻷهالي، هتافات مطالبة بالقصاص من مرتكبي الحادث.
وفي السادسة والنصف من صباح اليوم رفعت، الأجهزة الأمنية
السيارة الميكروباص التي استشهد بداخلها 8 أفراد من قوة قسم شرطة حلوان، إلي محيط ديوان عام قسم الشرطة، عن طريق سيارة "ونش" بعد انتهاء نيابة حلوان برئاسة المستشار إسلام سرور من معاينة أثار الحادث.
بينما تحولت مدينة حلوان، إلى ثكنة عسكرية، في أعقاب الحادث وقامت قوات العمليات الخاصة، وفرق البحث الجنائي، بتمشيط كافة الشوارع المحيطة بمكان الحادث، كما قامت دوريات أمنية بتفتيش السيارات المارة على الطريق. وفي نفس السياق، اقتحمت قوات اﻷمن، بعض المنازل - المشتبه بها - للبحث عن الجناة.
ومن جانب آخر، فتحت قوات الأمن الشارع الغربي المؤدي إلى طريق مصر - حلوان الزراعي "كورنيش النيل" أمام حركة السيارات والماره، عقب رفع الآثار، وخروج جثامين شهداء الشرطة من مستشفي النصر إلي مشرحة زينهم لاستخراج تقرير طب الشرعي استعداد للجنازة العسكرية.

ومن بين ردود أفعال المسئولين عن هذا الحادث أكدت جيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن الحادث الإرهابي الذي شهدته منطقة حلوان بالعاصمة المصرية القاهرة جاء ردا على المشاريع والإنجازات التي افتتحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بواحة "الفرافرة" لإفساد فرحة المصريين بهذه المشاريع والإنجازات.
وأعلنت نائب محافظ القاهرة من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباحك عندنا" على قناة "المحور" الفضائية اليوم الأحد، أن ظهور الإرهابيين في العديد من المناطق بالقاهرة وخاصة منطقة حلوان يأتي بسبب صعوبة حصر الأمن للسكان ببعض المناطق العشوائية والداخلية لكبر مساحة القاهرة، مطالبة المواطنين إبلاغ أجهزة الأمن في حالة الاشتباه بأي تحركات مريبة. وأشادت جيهان عبد الرحمن بجهود رجال الشرطة في حفظ الأمن والمرور، معربة عن دعمها وتضامنها.

كما علق السفير البريطاني، جون كاسن، على الهجوم الإرهابي الذي استهدف عناصر الشرطة، في الساعات الأولى من اليوم الأحد، قائلًا: "نقف معا لنهزم هذا الإرهاب".
وقدم السفير البريطاني، من خلال حسابه الشخصي على موقع التدوين تويتر، تعازيه لعائلات وزملاء عناصر الشرطة الذين قتلوا في حلوان.
وفي بيان لها عقب الحداث مباشرة أصدرت نقابة الصحفيين بيان تدين فيه العمليات الإرهابية جاء فيه تدين نقابة الصحفيين، بكل قوة، الجريمة الإرهابية الخسيسة التي استشهد فيها ثمانية من رجال الشرطة، مساء أمس، على أيدي عصابات إرهابية لا تريد لمصر أمنًا ولا استقرارًا.
وتقدمت النقابة في بيانها اليوم الأحد، بعميق عزائها إلى أسر الشهداء، وإلى رجال الشرطة المصرية الشرفاء الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم فداء لأمن الوطن، فإنها تشدد على ماسبق وأكدته مراراً من أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، تستوجب التوحد في مواجهة العدو الداخلي المشترك، وهو الإرهاب الأسود وكذلك مواجة كافة التحديات الخارجية التي يواجهها وطننا في هذه الظروف . وأكد البيان أن هذه العمليات الإرهابيه الخسيسه لن تزيدنا إلا إصرارا على اجتثاث الإرهاب من جذوره.

وتعيد نقابة الصحفيين، التأكيد على أن الصحفيين المصريين الذين وقفوا دائماً صفا واحداً خلف رجال الجيش والشرطة، وخلف كل مؤسسات الدولة المصرية، سيظلون دائمًا في مقدمة الصفوف دفاعًا عن وطنهم في كل المعارك و في مقدمتها معركة الحرب على الإرهاب بكل أشكاله.
وإلى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الحادث بينما تبادرت التخمينات أن تكون الجماعة التي نفذت العملية مرتبطة بتنظيم الدولة في العراق والشام "ولاية سيناء" التي كانت سابقًا تسمى أنصار بيت المقدس والمتواجدة حاليًا في شبهة جزيرة سيناء وفي حرب حقيقية منذ عام مع الجيش المصري في منطقتي الشيخ زايد وجبل الحلال، وهذا الربط يرجعه المراقبون والمحللون وخبراء الحركات الإسلامية إلى تشابه تنفيذ العملية مع العمليات التي يقوم بها التنظيم في شبه جزيرة سيناء، بينما هناك رأي آخر يقول بأنه لا علاقة بين هذه المجموعة وتنظيم ولاية سيناء، فتنظيم الدولة "داعش" مغرم بتصوير ونشر عملياته التي يقوم بها وبإعلان مسئوليته فور تنفيذ العملية، وهذا لم يحدث حتى الآن، فيما أرجعوا ارتكاب هذه العملية لمجموعة من جماعة الإخوان كرد فعل على أحكام الإعدام لستة من أعضائها بالأمس وتأجيل النطق بالحكم في قضية التخابر الخاصة بالمعزول محمد مرسي، وبناء على ما تقدم نظل في طور التكهنات إلى أن تتضح الصورة في الساعات القليلة القادمة عن الجهة المنفذة والخطوات التي تقوم بها وزارة الداخلية لتفادي تكرار مثل هذا الحادث في القاهرة أو غيرها من المحافظات.