أزمة الإخوان واتجاهات بين الحل والانقسام
الأحد 08/مايو/2016 - 03:51 م
طباعة

لم يعد أحد يعمل في مجال الحركات الإسلامية إلا وصار متابعًا للأزمة الطاحنة التي تمر بها جماعة الإخوان، وتحولها من مجرد أزمة بين القيادات من الممكن أن تحل إلى صراع قد يؤدي في النهاية إلى انقسام الجماعة وتحللها. إلا أن هؤلاء المتابعين لا يستطيعون بحال الوصول إلى رؤية واحدة للأزمة فكل يوم هناك جديد وهناك تضارب في البيانات من أكثر من جهة إخوانية، بل تعدى الأمر إلى أن لكل مكتب إداري في الجماعة حساباته الداخلية والخارجية، والتي تحدد له الجانب الذي سوف يقف بجانبه، كل هذا في ظل توتر عام يسود توجهات الفرقاء داخل الجماعة ويجعلهم يتخذون في أفضل الظروف قرارات موتورة فمنذ ساعات قليلة صباح هذا اليوم الأحد 8 مايو 2016، أصدرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانًا، طالبت فيه قواعد الجماعة بإجراء انتخابات داخلية شاملة للتنظيم وفق اللائحة القديمة للجماعة.

وقد أعلنت ما تسمى بـ«اللجنة الإدارية العليا بالإخوان»، المؤيدة للقيادي الإخواني محمد كمال، ما أسمتها «خارطة الطريق» لإنهاء الخلاف الداخلي بالجماعة، وجاء فيها أنهم انتظروا كثيرًا للرد على المبادرات التي قُدمت على مدى الخمسة أشهر الماضية من جبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت، ولكن دون جدوى.
وذكرت اللجنة، في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي، أن سبب الأزمة داخل الجماعة هو غياب المؤسسات الرئيسية في الجماعة من مكتب إرشاد ومجلس شورى عام ومجالس شورى المحافظات، وهو ما كان يوجب على كل طرف أن يضطلع بمسئوليته في سرعة بناء هذه المؤسسات.
وجاء في بيان اللجنة: «وبناء على كل ما تقدم وتعرفونه عن قرب، كل ذلك أوجب علينا أن نرسم خارطة طريق واضحة، وتتمثل في تراجع جميع أطراف الأزمة خطوة للخلف، وترك الفرصة لجيل جديد يختاره الإخوان بكل حرية وشفافية، والحرص على إجراء انتخابات شاملة وفق اللائحة القديمة بكل مكاتب الجمهورية بدء من شورى الشعبة، وانتهاء بشورى المحافظة، وكافة المكاتب التنفيذية خلال شهر مايو الجاري».
وطالبت اللجنة بضرورة انتخاب حصة المحافظة بالشورى العام وفق اللائحة خلال الأسبوع الأول من يونيو، وتأجيل اعتماد اللائحة العامة الجديدة للجماعة حتى يتم انعقاد مجلس الشورى العام الجديد للجماعة، وعقد اجتماع أعضاء الشورى العام الجدد، بالطرق المناسبة لهم ولأمنهم، أي كان عددهم لانتخاب مسئولي القطاعات السبعة بنهاية الأسبوع الأول من يونيو، بجانب أن يكونوا مسئولو القطاعات المنتخبين هم الإدارة العليا الجديدة، التي تقوم بإدارة شئون الجماعة، ولها كافة صلاحيات مكتب الإرشاد، أو اعتماد اللائحة الجديدة.
وتابعت: "يحق للجنة الإدارية أن تعين أعضاء بها بموافقة أعضاء الشورى المنتخبين بعد انتخاب رئيسا لها من بين أعضائها المنتخبين، تمضي اللجنة الإدارية الجديدة في عملها دون انتظار لمحافظة أو قطاع متأخر ويلحق بالشورى العام من يتم انتخابهم من محافظاتهم لاحقًا بعد بدء اللجنة عملها، تسلم اللجنة الإدارية الحالية المنتخبة ما لديها من ملفات ومشاريع مثل اللائحة، والرؤية والتغيير، وغيرهما إلى اللجنة الجديدة المنتخبة". في أول اجتماع لها بعد انتخاب رئيس لها، وتعتمد كافة الانتخابات التي تمت بالمحافظات.

وقد أثارت تصريحات القيادات الإخوانية بقرب انتهاء الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان، حفيظة جبهة القيادات الجديدة للجماعة التي أكدت أن محمود عزت بدأ يضع استراتيجية جديدة للتنظيم تتضمن إقصاء كل من يخالفه من أجل الاستحواذ بشكل كامل على جميع مؤسسات التنظيم. وأحدثت تصريحات محمود حسين، الأمين العام للإخوان، بأن الخلافات الداخلية للجماعة قاربت على الانتهاء وأن التنظيم أخذ خطوة كبير في سبيل حل خلافاته التنظيمية، غضب جبهة القيادة الجديدة للتنظيم الذي أكدت على أن عواجيز الإخوان فاشلون لو لم يستطيعوا حل الأزمة الداخلية، وأن هناك محاولات لإقصائهم- أي الشباب- من التنظيم.

وقال عز الدين دويدار، القيادى الإخواني في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "إن محمود حسين الأمين العام للجماعة كشف أن دور إخوان في المشهد العام، لن يكون كما كان قبل 3 يوليو 2013، فالأحداث تتغير والظروف تتبدل، وفق قوله، رافضا الإفصاح عن طبيعة دور الجماعة المرتقب، وهذا تأكيد على أن هناك خطة يدبرها محمود حسين للعصف بجماعة الإخوان. وأضاف القيادى الإخواني في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "هذا أول تأكيد لما قلنا عن تغيير دور الجماعة وعلى لسان محمود حسين نفسه أين المكذبون". وأشار إلى أن جبهة محمود عوت وضعت رؤية للخلافات الداخلية للإخوان تتضمن الاستماع لمشايخ الإخوان وطاعتهم، والاعتماد على جملة مبادرات وتطمينات في كل الاتجاهات الداخلية والخارجية لتأكيد سعينا الدائم للتوافق وتغليب مصلحة الوطن، ورؤية خارجية تدعو فيها إلى تشكيل لجنة لإدارة العمل بالخارج تتبع القائم بأعمال المرشد مباشرة..

ويرأسها الدكتور محمود حسين وتتولى مهام التواصل مع القوى الدولية وكافة الملفات الداعمة للإخوان، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية ستورط جماعة الإخوان. من جانبه وصف محمد إلهامي، القيادي الإخواني، قيادات مكتب إرشاد الإخوان بالفاشلة العاجزة على حل الأزمة الداخلية للتنظيم، وأضاف في بيان له:"موقف أحمد داود أوغلو، رئيس حزب العدالة والتنمية التركي محرج، يستقيل من الحزب وهو ناجح منعًا للانقسام، ولدينا قيادات فاشلة متيبسة متحنطة تقود الانقسام لتبقى في أماكنها ولو على جثثنا".
بدوره قال سيد نوح، أحد شباب الإخوان، أن أزمة الانشقاقات داخل الإخوان نشبت في شهر مارس من العام الماضي، وسببها أن قيادات الإخوان القديمة سعت لعمل انقلاب على القيادات الجديدة للتنظيم التي تم تصعيدها بانتخابات داخلية، وهو ما كانت نتيجته انشقاقات مارس 2015. من جانبه قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بجماعة الإخوان: إن تيار محمود عزت القائم باعمال مرشد الإخوان مدعوم دوليًّا من جانب بعض لدول التي تعد من حلفاء التنظيم في أوروبا، مشيرًا إلى كل أوراق الضغط والقوة يمتلكها تيار محمود عزت لحسم الخلافات الداخلية لصالحه على حساب القيادة الجديدة للجماعة. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، "إن هناك بعض الدول التي تعد حليفة للجماعة تدخل لإيقاف الأزمة الداخلية للتنظيم التي استمرت عدة أشهر وانتصرت لجبهة القائم بأعمال المرشد على حساب محمد كمال عضو مكتب إرشاد التنظيم". متابعا: "تيار محمود عزت التقليدي مدعوم دوليا على عكس تيار محمد كمال الذي ينهار الآن وليس له أي داعمين سواء في الداخل المصرى أو في الخارج".
فيما أعلن المكتب الإداري لجماعة الإخوان بالإسكندرية، ترحيبه ببيان جبهة اللجنة الإدارية العليا والذي يتضمن تحديد تفاصيل إجراء الانتخابات الداخلية للجماعة وفقًا للائحة الداخلية القديمة، واعتبروا أن هذا البيان سيحسم الخلاف من خلال إنشاء مؤسسات منتخبة لمعالجة ما أسموه بـ"حالة الفراغ المؤسسى التي تعاني منها الجماعة". وأكد بيان المكتب الإداري، التزامه بالمواعيد التي حددتها خارطة الطريق، والعمل على حث كافة الإخوان في كافة الأطراف للاجتماع على كلمة سواء. وقال البيان: "إن إجراء الانتخابات باللائحة القديمة، وبناء مؤسسات منتخبة تقوم بالنظر في اللائحة الجديدة واعتمادها بطريقة شورية من مجلس الشورى، هي خطوة جيدة"، وطالبوا كافة الأطراف بالجماعة في الداخل والخارج، بأن يحذو نفس النهج. كانت جبهة اللجنة الإدارية العليا بجماعة الإخوان، تراجعت في بيان صادر عنها عن مطلب إجراء انتخابات داخلية وفقا للائحة جديدة وأعلنت استعدادها لإجراء الانتخابات وفقًا للائحة القديمة، وهو المطلب الذي تمسكت به جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان.