الدواعش السعوديون بالأرقام.. 282 انضموا للتنظيم خلال عام واحد

الأحد 08/مايو/2016 - 06:03 م
طباعة الدواعش السعوديون
 
مع مرور الوقت يتكشف العديد من الحقائق حول تنظيم داعش الدموي، فتحت اسم "بيانات مجاهد"، حصل السعودي، أبوالدحداح الشرقي، على عدد من الاستمارات الداعشية لمجاهدين سعودين بعد تزكيته من الناشط السعودي في العالم الافتراضي، أبو ليث الجزراوي المعروف بـ"السمبتيك"، للالتحاق بتنظيم (داعش) الدموي. 

الدواعش السعوديون
وضمت الاستمارات 282 سعودياً اختاروا تصنيف أنفسهم ضمن فئة "المقاتلين" في صفوف التنظيم، و48 "استشهاديًّا"، و32 "انغماسيًّا" وتضم استمارات عضوية تنظيم "داعش" المسرّبة، معلومات تفصيلية عن منتسبي الجماعة، تقع في 23 خانة، معنونة بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، (تغير الاسم في العام 2014 وأصبح "الدولة الإسلامية" بعد إعلان "خلافة" أبو بكر البغدادي)، ثم عبارة الإدارة العامة للحدود، وتبدأ المعلومات التي يملؤها الراغبون في الالتحاق بالتنظيم، بالاسم واللقب ثم الكنية، واسم الأم، وفصيلة الدم، وتاريخ الولادة والجنسية، والحالة الاجتماعية، والعنوان ومكان الإقامة، والتحصيل الدراسي، والمستوى الشرعي، والمهنة، والبلدان التي سافر إليها وكم لبث فيها والمنفذ الذي دخل منه والواسطة، وتاريخ الدخول، وهل سبق له الجهاد وأين، ونوع التخصص هل مقاتل أم استشهادي أم انغماسي، والاختصاص (مقاتل، شرعي، أمني، إداري)، ومكان العمل الحالي، والأمانات التي تركها.

الدواعش السعوديون
ويتضح من الاستمارات التي نشرها موقع "زمان الوصل" السوري، ضآلة التأثير لعمليات تجنيد السعوديين عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إذ لم تتجاوز حالات التزكية عبر الموقع 4 أفراد وتكررت وبشكل ملحوظ، عمليات انتحال منضمين إلى "داعش"، لشخصيات أخرى؛ من أجل السفر إلى سوريا إذ أقر بعض العناصر السعوديين، باستخدامهم جوازات سفر تعود لأحد أقاربهم، أو أصدقائهم، إذ يُكتب في الاستمارات أن الجواز لـ "شبيه" للعنصر المنضم إلى "داعش".
 وتكشف بيانات سعوديي "داعش" تنوعًا مناطقيًّا لافتًا، إذ انضم سعوديون من مختلف مناطق المملكة إلى التنظيم، فيما زادت الكثافة العددية للعناصر الملتحقة بداعش من مناطق وسط المملكة (الرياض والقصيم وحائل)، والمنطقة الغربية (مكة المكرمة والمدينة)، والمنطقة الشرقية. ووفقًا لما رصده معدّا التحقيق، عبر الاستمارات، فإن غالبية العناصر الملتحقة بالتنظيم من هذه المناطق (313 داعشيًّا أي ما يوازي 86% من إجمالي الاستمارات)، جاءوا من المدن الكبرى مثل الدمام والرياض ومكة وجدة وبريدة.

الدواعش السعوديون
وتأتي الرياض على رأس قائمة المناطق التي التحق منها عناصر بتنظيم "داعش"، إذ ملأ 115 شابًّا استمارات عضوية، وتليها القصيم بعدد 75 سعوديا، واللافت في منطقة القصيم هو أن بريدة، وهي أكبر مدن القصيم، التحق منها 60 شابًّا أي ما نسبته 80 %، وهو ما يراه عبدالعزيز الخضر، مؤلف كتاب "السعودية سيرة دولة ومجتمع"، رقمًا لافتًا، مرجعًا الأمر إلى ما يسميه "تراكمات ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن"، والتي يعني بها تأثر شباب القصيم بشكل عام، بشخصيات متطرفة ومحورية من قيادات تنظيم القاعدة، مثل يوسف العييري، والذي نشط في المنطقة، ما انعكس على الوضع الأمني في بريدة. ويعتبر العييري من القيادات البارزة للقاعدة، وقُتل في مواجهات مع رجال الأمن في السعودية في العام 2003.
ووفقًا للاستمارات، تقلّ أعداد الشباب السعودي المنضمين إلى التنظيم من مناطق شمال المملكة (الحدود الشمالية والجوف وتبوك)، والجنوب (نجران وعسير والباحة وجازان)، إذ ملأ 23 شابًّا من الشمال الاستمارات، بينما التحق 26 من الجنوب بداعش، كما توضح بيانات المنتسبين الـ(362 ) 
 وتكشف الاستمارات عن أن 50% من المنتمين إلى "داعش" من السعودية، وصفوا مستواهم الشرعي بالبسيط بينما وصف 30% منهم مستواهم بالمتوسط و6% فقط في أعلى مستوى، وهو "طالب العلم"، ولم يحدد 14% مستواهم إذ لم يضعوا البيانات وأن أعضاء داعش السعوديين ترتفع نسبة المتعلمين بينهم، إذ جاء الحاصلون على الشهادة الثانوية في المركز الأول، بإجمالي 54% من الاستمارات، وغير بعيد عنها كانت نسبة الجامعيين 37%، وبلغ عدد الحاصلين على الشهادتين الابتدائية والمتوسطة 7% فقط، بينما لم يحدد 2% من بين المنضمين للتنظيم مستواهم العلمي.

الدواعش السعوديون
وتتوافق الأرقام السابقة مع المستوى العمري لسعوديي "داعش"، إذ حصل من هم في المرحلة العمرية ما بين الـ20 والـ30، على نسبة 78%، وهو ما يتوافق مع الفترة التي قد يستغرقها الدارسون حتى إنهاء المرحلة الجامعية في السعودية، وفي المركز الثاني جاء من هم في المرحلة العمرية ما بين الـ30 والـ40، بنسبة 15%، وفي المركز الثالث من هم دون العشرين بنسبة 4%، بينما توزعت بقية النسب المئوية على الأعمار التي تفوق 40 عامًا فأكثر.

الدواعش السعوديون
وكانت شبكة الـ"سي.ان.ان" قد كشفت في 27 أبريل 2016 م عن رواتب إضافية مقاتلي "داعش"؛ حيث يتلقى المقاتلون لزوجاتهم وأطفالهم وعبيدهم الجنسيين مبالغ متوسطها 50 دولاراً شهرياً، بالإضافة إلى مبلغ إضافي قدره 50 دولارًا لكل زوجة، و35 دولارًا لكل طفل، و50 دولاراً لكل مستعبدة جنسياً، و35 دولاراً لكل طفل تنجبه المستعبدة جنسياً و50 دولاراً لكل والد يعتمد على المقاتل.
وقال لواء سلاح الجو الأمريكي، بيتر إي. غيرستن، نائب القائد العام للعمليات والاستخبارات في عملية "العزم التام" لمكافحة "داعش": "إن الهجمات التي استهدفت المخازن المالية والأفراد قللت عدد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى التنظيم من 1.5 ألف إلى ألفي مقاتل شهرياً منذ عام مضى إلى مئتي مقاتل شهرياً في الوقت الحاضر ونشهد بالفعل زيادة في معدلات هجر هؤلاء المقاتلين للتنظيم، ونشهد تحطم معنوياتهم، ونرى عدم قدرتهم على الدفع، ونراقب محاولتهم ترك داعش."
 مما سبق نستطيع التأكيد عن أن الأرقام تكشف بشكل شبه يومي عن المزيد من المعلومات التي تكشف عن العديد من الحقائق المزهلة حول تنظيم داعش الدموي. 

شارك