"داعش" سرت بين مخالب ثلاثة جيوش في ليبيا

الأحد 08/مايو/2016 - 08:40 م
طباعة  داعش سرت بين مخالب
 
تتوالى الأحداث في ليبيا في ظل تصارع الجيوش الحالية على معركة تحرير مدينة"سرت" من أيدي التنظيم الإرهابي "داعش"، فعلى الرغم من أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر التابع لحكومة طبرق أعلن عن إطلاق عملية عسكرية لتحرير مدينة سرت من "داعش"، سارعت حكومة الوفاق هي الأخرى إلى تشكيل غرفة عمليات لتحرير المدينة.

 داعش سرت بين مخالب
وكان بيان للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، قد حظر على أية قوات نظامية أو شبه نظامية القيام بأي عمليات في المنطقة الممتدة من سرت إلى مصراتة، في خطوة مضادة لتحرك حفتر.
فيما أعلنت الحكومة الليبية الثالثة، حكومة الإنقاذ المتمركزة بطرابلس، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين وميلشيات فجر ليبيا عن تشكيل "غرفة عمليات تحرير سرت" من القوات التابعة لها، ما يعني أن ثلاثة جيوش تستعد لتحرير المدينة، والحكومات الثلاث تتنافس ليس فقط على الشرعية السياسية في البلاد، بل وعلى الأحقية في مقاتلة "داعش".
فعلى الرغم من أن التصارع على أحقية قتال داعش يأتي للظهور أمام المجتمع الدولي وكسب تعاطف الدول الغربية الداعمة لحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، تعكس أيضًا هذه الخطوات الثلاث المنفصلة لتحرير مدينة سرت، الأزمة العميقة التي تمر بها ليبيا بعد أن انقسمت السلطة المركزية فيها إلى ثلاث حكومات، واحدة في طبرق، واثنتان في طرابلس، إحداها وهي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج تحظى باعتراف الأمم المتحدة، على الرغم من أن مجلس النواب في طبرق لم يصوت لصالحها حتى الآن، والأخرى تابعة للمؤتمر المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان.
وفي محاولة من حكومة الوفاق لفرض سيطرتها على البلاد وتهميش دور الجيش الليبي بقيادة حفتر، أعلنت حكومة الوفاق الجمعة 6 مايو 2016، عن تشكيل غرفة عمليات خاصة لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" ومنعت المجموعات المسلحة كافة في البلاد من التحرك بمفردها من دون موافقتها.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها أنه منذ انبثاق حكومة الوفاق الوطني، وتدور خلافات عديدة بين الأخيرة والبرلمان الشرعي المعترف به دوليًّا في طبرق؛ حيث لم يمنح البرلمان للحكومة الثقة حتي الآن بحجة عدم اكتمال النصاب القانوني في كل جلسة، ولكن في الحقيقة فإن البرلمان بقيادة عقيلة صالح يرفض تدخل حكومة الوفاق في الشأن العسكري وبالأخص التدخل فيما يخص القيادة العسكرية اللواء خليفة حفتر؛ الأمر الذي أحدث جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية.

 داعش سرت بين مخالب
وفي بيان أصدره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أكد أن القرار تضمن تكليف العميد بشير محمد القاضي، آمرًا لغرفة العمليات، وبعضوية كل من العميد طيار مفتاح عبجة، والعقيد ركن سالم جحا، والعقيد عمر سعد الأحول، والعقيد إبراهيم فلغوش، والعقيد محمد رجب عجاج، مضيفًا: يحظر على أي قوى عسكرية أو شبه عسكرية، ما عدا الجيش الليبي، مباشرة أي عمليات قتالية ضمن حدود المنطقة المذكورة، باستثناء حالات الدفاع عن النفس.
ويأتي تشكيل غرفة العمليات بعد تبني تنظيم "داعش"  اعتداءً انتحاريًّا وهجمات في بلدات قرب مصراتة التي تبعد 200 كلم عن طرابلس شرقا، أسفرت الخميس عن مقتل 8 وإصابة 105 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بحسب مستشفى مصراتة المركزي.
وستنسق غرفة العمليات أنشطة مكافحة التنظيم في منطقة تمتد بين مصراتة وسرت التي تشكل معقلًا للتنظيم على بعد 450 كلم شرقي طرابلس، حسبما أكدته حكومة الوفاق.
وأضافت الحكومة أن العميد بشير محمد القاضي سيتولى قيادة غرفة العمليات التي تضم ستة أعضاء، هم عميدان وأربعة عقداء، و"تكون تبعيتها المباشرة للقائد الأعلى للجيش الليبي". 
وسيطر التنظيم الإرهابي على سرت منذ مايو الماضي 2015، بعد انسحاب الكتيبة 166، التابعة لميليشيا فجر ليبيا، والتي كانت مكلفة من قبل المؤتمر الوطني بتأمين المدينة.
ويعود الانقسام مجددًا إلى ليبيا في ظل تمسك كل طرف من الأطراف الثلاثة بأحقية قتال تنظيم داعش الإرهابي والفوز بتحرير مدينة سرت من أيدي التنظيم، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الصراعات بين الأطراف الثلاثة وعودة الأوضاع لنقطة الصفر.

 داعش سرت بين مخالب
وجدير بالذكر أن بعض المصادر أشارت إلى أن قوات الصاعقة تتمركز حاليًا فى مدينة راس لانوف التى تبعد عن سرت ٢٠٠ كيلو مترًا فقط من ناحية الشرق، مشيرة إلى أن الإمدادات العسكرية تتواصل لدعم الجيش الوطني هناك، حيث تقدمت كتيبة الصاعقة بقيادة العقيد ونيس بوخمادة من مدينة بنغازي باتجاه مدينة سرت، لتنضم إلى باقي الوحدات العسكرية التي تتأهب لتحرير المدينة من قبضة الجماعات الإرهابية.
ووفقا للعديد من الخبراء الاستراتيجيين، فإن السيطرة على راس لانوف تضمن الوصول إلى سرت والسيطرة عليها بنسبة لا تقل عن ٧٠ ٪ . وذلك ليس لموقعها القريب من سرت فحسب، بل لأن المطار الموجود فى راس لانوف يعتبر هو مفتاح المنطقة والسيطرة عليه تضمن السيطرة على القطاع الأعظم فى شرق ليبيا . ومن هذا المطار انطلقت أولى غارات الجيش لاستهداف مواقع تنظيم داعش الإرهابى وحماية المدنيين من شرورهم .
من جانب آخر فقد ذكر شهود عيان أن الأهالي بدأوا في النزوح من المدينة والهرب منها بعدما باتت الحرب على الأبواب، إلا أن مسلحي التنظيم الإرهابي تصدوا لمحاولات هروب المدنيين بالقوة ومنعوهم عن الخروج من المدينة لاستخدامهم، على الأرجح ، كدروع بشرية تقيهم قصف الجيش الوطني.
وكان الجيش الليبى قد حقق سيطرته على أهم المواقع النفطية فى شرق ليبيا وهي مناطق مرادة وزلة وحقل تيبستى والمبروك وجنوب النوفلية.

شارك