هل توقف تهديدات إيران الجوفاء نزيف رجالها في سوريا؟

الإثنين 09/مايو/2016 - 06:04 م
طباعة هل توقف تهديدات إيران
 
لا يتوقف قادة إيران عن إطلاق تهديداتهم الجوفاء ضد المعارضة المسلحة السورية، على الرغم من أن نزيف رجالهم المتواصل بالقتل والأسر في سوريا لا يتوقف، وكان آخرها الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الإيرانية في قرية خان طومان جنوب غربي حلب يوم الجمعة 6-5-2016م؛ حيث توعد محسن رضائي وعلي شمخاني- وهما اثنان من كبار المؤسسة العسكرية الإيرانية- بالانتقام لضحاياهم الذين بلغوا 80 ما بين قتيل وجريح. 

هل توقف تهديدات إيران
وقال الجنرال محسن رضائي أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري، على حسابه في موقع "انستغرام": إن "لكل حرب هناك نجاحات وإخفاقات ونصر وانتكاسة". معترفاً بالهزيمة الكبيرة التي لحقت بالحرس الثوري في جنوب غربي حلب السورية، وإن الحرس الثوري الإيراني سيرد على من سماهم بـ"التكفيريين" رداً قاسيا".. من جانبه قال ممثل المرشد الأعلى وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني: "إن إيران ستنتقم لقتلاها في جنوب غرب حلب بالتعاون مع روسيا ونظام الأسد وحزب الله اللبناني". 
 يأتي ذلك بعد أن أقر الحرس الثوري الإيراني، يوم السبت 7-6-2016م، بمقتل 13 مستشاراً عسكرياً إيرانياً قرب مدينة حلب في أكبر خسائر تلحق بإيران في يوم واحد، منذ أن أرسلت قوات لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهي تطلق على جميع المعارضة السورية بما فيهم المعتدلين والمعارضة السورية السلمية التي انتفضت ضد الرئيس الأسد صفة "التكفيريين"؛ حيث تمكنت من تجنيد الآلاف من الأفغان والعراقيين والباكستانيين الشيعة إضافة إلى إرسال قوات من التعبئة "البسيج" والحرس الثوري للحيلولة دون سقوط نظام بشار الأسد بحجة "الدفاع عن الحرم" ومواجهة "التكفيريين" .

هل توقف تهديدات إيران
هذا الحديث للقادة الإيرانيين يؤكد على الرغبة الإيرانية في المزيد من توريط الدولة الإيرانية في الصراع السوري، والذي تجسد في 4 أبريل 2016م بإعلان طهران عن إرسال وحدات خاصة من قواتها البرية في الجيش الإيراني إلى سوريا للقتال ضد المعارضة، بعدما كانت قواتها تقتصر على ضباط وجنود الحرس الثوري.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية وقتها عن مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني، أمير علي آراسته، تأكيده على إرسال وحدات من عناصر الكوماندوز والقوات الخاصة في الجيش الإيراني إلى سوريا والذي "أرسلنا اللواء 65 التابع للقوة البرية للجيش الإيراني ووحدات أخرى للعمل الاستشاري في سوريا وإنهم حاليا هناك مع قوات أخرى". كما نشر موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، صورًا لوحدة قناصة من ميليشيات "فاطميون" الأفغانية، وقال: إن الحرس الثوري يقوم بتدريبهم في سوريا لتنفيذ عمليات ضد المعارضة.
وعلى الرغم من ذلك تناقض إيران نفسها بالإعلان على لسان مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، العميد مسعود جزائري، أن مشاركة قوة خاصة من مغاوير الجيش الإيراني في سوريا والتي تم إرسالها الأسبوع الماضي، يقتصر على "العمل الاستشاري"فقط، وإن نشاط قواتها العسكرية في سوريا "ذات طبيعة استشارية" على الرغم من انتشار صور وفيديوهات من مواقع إيرانية وسورية تظهر المشاركة البرية للقوات الإيرانية في الخطوط الأمامية للجبهات أثناء المعارك ضد المعارضة السورية، إضافة إلى أخبار قتلى الحرس الثوري والباسيج الذين يسقطون بشكل شبه يومي خلال المواجهات.

هل توقف تهديدات إيران
وعلى الرغم من إرسال طهران لقوات كوماندوس تعرف بـ"القبعات الخضر" لتقديم دعم أكبر لقوات الحرس الثوري والميليشيات المقاتلة إلى جانب بقايا جيش الأسد، يستمر مسلسل قتلى العسكريين الإيرانيين؛ حيث نشرت وسائل إعلام إيرانية، السبت، نبأ مقتل عنصرين من الحرس الثوري، وهما رضا أبوالقاسمي وأمير على محمديان، بمعارك ريف حلب الجنوبي.
ووفقا لآخر الإحصائيات، ارتفع عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى أكثر من حوالي 300 شخص منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد قواته هناك في أكتوبر الماضي. 

هل توقف تهديدات إيران
مما سبق نستطيع التأكيد على أن إيران ورغم الخسائر التي تكبدتها بفقدان أكثر من 1000 من ضباطها وجنودها في الحرب السورية، فإنها تريد أن تحسم المعركة في بعض المناطق لصالح نظام بشار الأسد كما حصل في تدمر، لتقوية موقعه في المفاوضات المقبلة بين النظام والمعارضة، ولكن يبقى السؤال: هل تمنع تهديدات قادتها الجوفاء نزيف رجالها اليومي في سوريا؟ هذا ما ينفيه الواقع على الأرض. 


شارك