غموض مفاوضات الكويت.. والحكومة اليمينة تتحدث عن الأقاليم الستة
الإثنين 09/مايو/2016 - 06:34 م
طباعة

يواصل الفرقاء اليمنيون برعاية الأمم المتحدة مشاروات الكويت من أجل التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الصراع في البلاد، مع استمرار خروقات الهدنة، أكد نائب الرئيس اليمني وجود الدولة الاتحادية عبر الأقاليم الستة.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، شدد المبعوث الأممي الخاص فى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان صحافي صدر اليوم الإثنين على أهمية تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل، قائلاً: "يجب على المشاركين في مفاوضات الكويت أن يعكسوا تطلعات الشعب اليمني".
وأكد ولد الشيخ أحمد على أن "العملية التفاوضية دقيقة وتستغرق وقتاً كونها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم على كافة القضايا الخلافية حتى يكون الحل شاملاً وكاملاً".
وكان المبعوث الأممي الخاص لليمن قد أجرى سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع الأطراف اليمنية فى الكويت من أجل التوصل إلى تفاهم حول مجموعة من القضايا.
ومن المقرر، بحسب البيان، أن تتواصل اليوم مشاورات السلام في الكويت من خلال مجموعة جديدة من الجلسات.
فيما علمت قناة "العربية" من مصادر مقربة من المشاورات اليمنية في الكويت أن اللجان الثلاث التي تم تشكيلها من وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين سوف تعقد اجتماعات لها اليوم.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك جاء إثر جهود عربية ودولية للتقريب بين الطرفين، وبعد اجتماع مطول مع المبعوث الأممي والوفد الحكومي.
وأوضح مصدر في الوفد الحكومي أن المناقشات مع ولد الشيخ تركزت على مجموعة من النقاط أبرزها:
- ضرورة تثبيت النقاشات التي يتم الاتفاق بشأنها لضمان عدم الانقلاب.
- ضرورة تحديد أفكار وسقف زمني للمشاورات.
- ضرورة التقدم في إجراءات بناء الثقة، خاصة إطلاق المعتقلين وتثبيت حقيقي لوقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة المحلية.
وكان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد حث وفدي الحكومة والانقلابيين على تقديم تنازلات من أجل إنقاذ مفاوضات السلام المتعثرة.
وكان الوفد الحكومي اليمني في الكويت قد أجرى لقاءات مكثفة مساء الأحد مع سفراء الدول الـ18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، وذلك بعد فشل عقد اجتماعات اللجان الثلاث المكلفة بمناقشة الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية والمعتقلين.
وعلمت "العربية" من مصادر دبلوماسية أن السفراء استمعوا إلى شرح مفصل لوجهة نظر الحكومة فيما يتعلق بسير المفاوضات.
كذلك التقى وزير الخارجية الكويتي وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين لبحث آخر التطورات التي تُعيق تقدم المحادثات ومحاولة التقريب بين وجهات النظر.
كما أعلن وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي اليوم الإثنين، أن مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت لم تحرز أي تقدم، بينما حث موفد الأمين العام للأمم المتحدة وفديْ الحكومة والمتمردين على تقديم "تنازلات".
وقال المخلافي الذي يرأس وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، "من أجل السلام قبلنا كل ما تقدم لنا من مقترحات"، بحسب تغريدة على موقع "تويتر".
وأضاف: "بعد ثلاثة أسابيع ليس فى يدنا إلا قبض ريح بسبب تراجع الطرف الآخر عن كل ما يلتزمون به"، في إشارة إلى الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، نفذت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية سلسلة غارات جوية تمكنت من خلالها تدمير رتل عسكري حوثي.
وأفادت مصادر مطلعة لـ " المشهد اليمني " أن مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات عسكرية حاولت المليشيا نقلها إلى محافظة الجوف شمال اليمن .
وأوضحت المصادر أن الغارات تمكنت في تدمير عدة آليات عسكرية ومقتل عشرات الحوثيين .
أكدت مصادر محلية يمنية، اليوم الإثنين، "سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح، في قصف شنته مقاتلات التحالف على معسكر واقع تحت قبضتهم بمحافظة عمران (50 كم شمال صنعاء)".
وقالت المصادر: إن "مقاتلات التحالف شنت نحو ثلاث غارات جوية على معسكر العمالقة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح".
وبحسب قناة المسيرة التابعة للحوثيين، فإن الحصيلة الأولية للضحايا هي 13 قتيلاً ونحو 15 جريحاً.
وكان مسلحو الحوثي وصالح، سيطروا مطلع الأسبوع الماضي، على معسكر العمالقة الواقع في حرف سفيان بمحافظة عمران (شمال العاصمة صنعاء) الأمر الذي تسبب حينها في تعليق وفد الحكومة الشرعية مشاركته في مشاورات الكويت.
وتواصل ميليشيا الحوثي وصالح خرقها للهدنة بمختلف جبهات القتال باليمن في محاولة منها لتحقيق مكاسب على الأرض مستغلة التزام الجيش والمقاومة بها.
ضاعفت مليشيا الانقلاب قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع المقاومة جنوب وشرق مديرية الوازعية غرب محافظة تعز، وأكد مصدر عسكري استمرار قصف مليشيات الانقلاب مواقع المقاومة في جبل الضعيف وقرفان وراسن بني عمر في الشمايتين.
ولفت المصدر إلى استخدام المليشيات المتمركزة في الصيبارة والقرف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا لتغطية تقدم المليشيات باتجاه الظريفة وراسن.
وتدفع مليشيا الحوثي وصالح بتعزيزات إلى منطقة قناهو بهدف السيطرة على جبل جرداد وقر غراب المعروف بـ( جبل رسن)، تزامنا مع الاشتباكات .
ولفت إلى استمرار صمود رجال المقاومة الشعبية في جرداد وقر غراب رغم كثافة قصف الجبلين من قبل المليشيات، فيما ترد المقاومة بقصف مدفعي عنيف على زحف الانقلابيين.
ويتوقع تزايد وتيرة المعركة بين أبطال المقاومة والمليشيات خلال الساعات القادمة في ظل غياب طيران التحالف عن المعركة.
وفي سياق آخر اغتال مسلحون إرهابيون مواطنًا مدنيًا يعمل في مدينة عدن يعتقد أنه من منتسبي المقاومة الشعبية، وفق شهود عيان ومصادر أمنية.
وقال مصدر أمن محلي في عدن: "إن مواطناً في العقد الرابع من عمره قتل برصاص مسلحين إرهابيين في مدينة عدن، في خامس عملية إرهابية تشهدها المدينة خلال الأيام الماضية"، واغتال مسلحون إرهابيون قيادات عسكرية بارزة ومرافقيهم في أربع عمليات إرهابية أيضًا.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، التقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر اليوم عددًا من الشخصيات السياسية وقادة المقاومة وأعضاء المجلس الأعلى لإسناد المقاومة في الإقليم، وناقش معهم مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية ومعاناة أبناء الإقليم جراء سيطرة الميليشيا الانقلابية .
ورحب في مستهل اللقاء بالحاضرين الذين تقدمهم وزير المياه والبيئة الدكتور العزي هبة الله شريم ومحافظا ريمه محمد الحوري، وحجة اللواء عبدالكريم السنيني.
وثمن الأحمر بالمشاركة الفاعلة لأبناء الإقليم في مختلف الجبهات، ومواقفهم المساندة للشرعية ورفض الانقلاب والتزامهم بالنظام والقانون ورفضهم للجماعات المسلحة والإرهابية.
وأكد على أهمية إشراك الإقليم في مختلف المجالات، وقال " إن عقود التهميش والإقصاء لأبناء تهامة انتهت، وستكون الأولوية لهم في الاستفادة من عطاءات وثروات إقليمهم ".
وأشار نائب الرئيس اليمني، إلى أن الدولة الاتحادية من الأقاليم الستة والتي اتفق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني هي الضامن لإعطاء كل ذي حق حقه في كل الأقاليم، وهو ما تعمل الحكومة والشرعية بقيادة الرئيس اليمني عليه بكل اهتمام، بعد أن تتمكن من تحرير اليمن من الانقلابيين.
كما جدد الأحمر تأكيده على الرغبة في تحقيق السلام في إطار المرجعيات التي لا يمكن التنازل عنها والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216، مشيداً في ذات الوقت بحسن التصرف وثبات الموقف للوفد الحكومي في الكويت وما يبديه من حرص واهتمام بمصالح البلد ومواطنيه.
واستمع الفريق محسن إلى مداخلات الحاضرين من أبناء الإقليم مؤكدا على اهتمام الحكومة بمختلف المشكلات وسعيها الحثيث لمعالجتها ومنها الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى والمختطفين.
وعبر أعضاء مجلس إسناد المقاومة عن شكرهم لنائب رئيس الجمهورية واهتمامه بالقضايا الوطنية، مؤكدين أن أبناء إقليم تهامة في طريقهم إلى تحرير مناطقهم واستعادة الدولة بما يخدم أمن واستقرار اليمن والإقليم بشكل عام.
فيما أعلن مسؤولون يمنيون وصول أول رحلة جوية إلى مطار المكلا المحلي بعد استعادة الجيش للمدينة من أيدي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وبحسب المسؤولين، تضمنت الرحلة القادمة من الإمارات العربية المتحدة شحنات ضخمة من المساعدات الطبية والأدوية، قدمها الهلال الأحمر الإماراتي إلى المدينة التي يسكنها نحو نصف مليون يمني.
وقد تمكنت قوات الشرعية في اليمن، مدعومة بقوات التحالف، من استعادة مدينة المكلا الغنية بالنفط في عملية عسكرية، وطردت عناصر "القاعدة" منها بعد أن كان التنظيم يسيطر على المدينة منذ عام.
وشاركت قوات خاصة سعودية وإماراتية، إلى جانب الجيش اليمني، في تلك العملية الخاطفة التي استهدفت أحد أهم معاقل "القاعدة" بعد معارك عنيفة قتل فيها أكثر من 800 عنصر من التنظيم، إضافة إلى فرار العشرات منهم بينهم قادة باتجاه شبوة غرباً.
المشهد اليمني
وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة في مفاوضات الكويت، يرفع من آمال اليمنيين في التوصل إلى اتفاق نهائي بإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عام، مع اقتراب شهر رمضان وهو ما يأمل بتوصل الفرقاء اليمنيين إلى اتفاق شامل قبل حلول شهر الصوم لما له من قدسية وأن يمر على الشعب اليمني أفضل من الأعوام الماضية.