تحرير "سرت" من قبضة داعش.. حانت ساعة الصفر

الثلاثاء 10/مايو/2016 - 11:30 ص
طباعة تحرير سرت من قبضة
 
لا زال الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر يبذل قصاري جهده، لبدء معركة تحرير مدينة "سرت" من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث بدات قوات الجيش في تحضير العتاد لشن الهجوم على مواقع داعش في سرت.
تحرير سرت من قبضة
من جانبه أعلن داعش النفير العام بين صفوف عناصره في كل من سرت ومصراتة، استعدادًا لصد أي هجوم محتمل؛ حيث بدأ التنظيم الإرهابي منذ أمس فرض إجراءات "إرهابية" في مناطق وادي بونجيم ووادي زمزم وبو قرين بعد اجتياحها في الآونة الأخيرة.
ويسعى التنظيم إلي بسط سيطرته قبيل انطلاق الجيش الليبي وجيش الحكومة الموازية في طرابلس، وكذلك حكومة الوفاق الليبية، وذكر شهود عيان من المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتشدد قبل يومين، أن مسلحي داعش شرعوا في اتخاذ إجراءات مماثلة لما قاموا به في مدن ومناطق ليبية استولوا عليها سابقاً، كان أبرزها درنة وأحياء من بنغازي، حيث بدءوا في إقامة حواجز ومتاريس وخنادق جديدة، بالإضافة إلى إطلاق نداء لعناصره في جميع أنحاء ليبيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاستعداد للدفاع عن المدينة.
على صعيد متصل، تقدمت قوات الجيش الليبي وسيطرت على الآبار النفطية حول مدينة جالو، وسط استعدادات قوية تجري للهجوم على سرت.
وفي تحدٍّ واضح منه نشر تنظيم "داعش" الإرهابي، أول من أمس الأحد 8 مايو 2016، صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي عما زعم أنه استعدادات لمواجهة العمليات العسكرية التي ستشنها القوات الليبية بين سرت ومصراتة، وفي منطقة وادي زمزم، خطف مسلحو التنظيم العقيد بالجيش الليبي سعد الفليدني، بعد مداهمة بيته في وقت متأخر من مساء السبت.
ومن جانب آخر تسعي حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج إلى المشاركة في تحرير سرت أيضًا، فضلًا عن أن الحكومة المنتهية ولايتها في طرابلس والمحسوبة على جماعة الإخوان تسعى للانضمام لتحرير المدينة؛ وذلك لإظهار مدي الدور البطولي أمام الغرب والمجتمع الدولي، الأمر الذي يؤكد أن هناك تصارعًا لجيوش البلاد على أحقية تحرير المدينة، كما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية من قبل.
تحرير سرت من قبضة
وتعكس مساعي الاطراف الثلاثة في الاستعدادات لتحرير سرت، الأزمة العميقة التي تمر بها ليبيا بعد أن انقسمت السلطة المركزية فيها إلى ثلاث حكومات، واحدة في طبرق، واثنتان في طرابلس، إحداها وهي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج تحظى باعتراف الأمم المتحدة، على الرغم من أن مجلس النواب في طبرق لم يصوت لصالحها حتى الآن، والأخرى تابعة للمؤتمر المنتهية ولايته الموالي لجماعة الإخوان.
وكان بيان للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، قد حظر على أية قوات نظامية أو شبه نظامية القيام بأي عمليات في المنطقة الممتدة من سرت إلى مصراتة، في خطوة مضادة لتحرك حفتر.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها أنه منذ انبثاق حكومة الوفاق الوطني، وتدور خلافات عديدة بين الأخيرة والبرلمان الشرعي المعترف به دوليًّا في طبرق؛ حيث لم يمنح البرلمان للحكومة الثقة حتى الآن بحجة عدم اكتمال النصاب القانوني في كل جلسة، ولكن في الحقيقة يرفض البرلمان بقيادة عقيلة صالح تدخل حكومة الوفاق في الشأن العسكري وبالأخص التدخل فيما يخص القيادة العسكرية اللواء خليفة حفتر؛ الأمر الذي أحدث جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية.
ويرى مراقبون أن نجاح الجيش الليبي في تحرير سرت، سيساعد أيضًا على إمكانية تحركه وفرض سيطرته على كل ليبيا، موضحين أن هذا هو الحل الوحيد لتجنب الانقسام فيما يحدث الآن بين الثلاث حكومات الحالية.
من جانب آخر تشهد مدينة سرت موجة نزوح جماعية منذ سيطرة داعش، واشتدت هذه الموجة مع بدء غرفة العمليات العسكرية المشتركة تحضيرات لعملية عسكرية ضد التنظيم بالمدينة.
تحرير سرت من قبضة
وسجلت الدوائر الرسمية بمدينة مصراتة المجاورة لسرت نزوح أكثر من ألف ومئتي عائلة من سرت وضواحيها، إلى جانب نزوح أكثر من خمسمئة أسرة إلى مدن أخرى في شرق البلاد وغربها؛ حيث تعيش العائلات النازحة إلى مصراتة ومدن أخرى أوضاعًا صعبة نتيجة قلة المساعدات.
وكان الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات العسكرية المشتركة في ليبيا العميد محمد الغصري أعلن بدء العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في سرت، ودعا من وصفهم "بشرفاء الوطن" إلى نبذ الفرقة والوقوف صفًّا واحدًا في مواجهة التنظيم.
وقرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج الجمعة تشكيل غرفة عمليات عسكرية خاصة لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في المنطقة الواقعة بين مصراتة وسرت.
وقال المجلس في قرار أصدره: "إن هذه الغرفة تتبعه مباشرة، بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي"؛ حيث سمى ستة ضباط من الجيش لقيادة هذه الغرفة، ونص القرار على منع أي قوة عسكرية أو شبه عسكرية مباشرة وأي عمليات قتالية ضمن حدود هذه المنطقة باستثناء حالات الدفاع عن النفس.
وتخضع مدينة سرت منذ أكثر من عام لتنظيم داعش الذي سيطر أيضًا على بلدات تقع حولها.
ووفق قول العقيد محمد المنفور آمر غرفة العمليات الجوية وقاعدة بنينا الجوية، فإن كافة المعطيات تشير إلى  أن الجيش الليبي سيحسم المعركة هذه المرة رغم أنه لا يعمل بلا دعم من أي طرف خارجي، موضحًا أنه لا وجود لأي مساعدات خارجية للجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب في مدينة سرت.
وأكد المنفور، أن هذا يعني أن ساعة الحسم اقتربت في سرت، وأن على المجتمع الدولي أن يكون أكثر عدلًا في التعامل مع الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب، وألا يظل في تعامله بازدواجية مع الوضع الليبي.

شارك