شهادة راهب فرنسيسكاني على الأوضاع في سوريا: "حلب تحولت لمقبرة"

الثلاثاء 10/مايو/2016 - 11:46 ص
طباعة  شهادة راهب فرنسيسكاني
 
لا أحد يصلي على رفات الموتى وأشلاء المقتولين الأحياء هم أيضًا موتى من الرعب، فقد تحولت حلب إلى مقبرة كبيرة مرعبة، هكذا شهد الراهب الفرنسيسكاني إبراهيم الصباغ الذي ترحم على شوارع حلب التي ضجّت بالحياة يومًا وباتت مُقفرة. الكنائس التي كانت تعجّ بالمصلين تحوّل بعضها إلى حطام فيما فُتحت أبواب تلك التي لم تمسّها يد الإجرام للصلاة على نفوس من سقطوا ضحية العنف المرعب. هذا إذا تم الوصول إلى التعرف عليهم؛ حيث تمتزج الجثث وفي شهادته عن حلب بعد تدميرها قال الأب إبراهيم الصّباغ:
"أنا أعجز عن وصف المعاناة التي أراها يوميًّا". 
"الصّواريخ والقنابل تسقط من كل ناحية وصوب.. لقد رأيت الكنائس والجوامع والمدارس والمستشفيات تتحوّل رمادًا!! المنازل ومن فيها تساوت مع الأرض تاركة صمتّا مهيب".
الكاهن نقل مشاهداته قائلًا: "رائحة الموت تعبق بالشّوارع.. المكان بات أشبه بمقبرة مُرعبة"!
الأب الذي وصل إلى حلب منذ نحو سنتين أضاف أن الاحتفال بعيد الفصح لدى الطّوائف الشّرقية هذا العام كان حزينًا جدّا.
"أحد القيامة كان أشبه بالجمعة الحزينة، القليل القليل من المؤمنين حضروا القدّاس فمنهم من فرّ بحثًا عن الأمان ومنهم من إنشغل بمراسم دفن قريبٍ أو صديق ومنهم من يصارع الموت في المستشفيات".
"متى سيصحو العالم ويضع حدّا لهذه المأساة؟؟" تساءل الأب بأسى.
شوارع حلب وبيوتها فارغة إلّا من الموت والحزن وأفقر الفقراء الذين لم يستطيعوا الفرار لضيق الحال.
الكاهن الفرانسيسكاني أشار إلى أن الكنيسة قدّمت كل ما في وسعها من مساعادات مادية ومعنوية لأهالي المنطقة، إلّا أن الأب الصّباغ ناشد الجميع إلى مدّ يد العون للحلبيين المعلّقين ما بين السّماء والأرض.
"نحن نقدّم لهم ما توفّر من المواد الغذائية والأدوية والألبسة وغيرها من الضّروريات المعيشيّة التّي تمدّنا بها جمعية أي سي أن". أوضح الكاهن مشيرًا إلى أن هذه الجمعية (مساعدة الكنائس المحتاجة) قد قدّمت مساعدات بقيمة تزيد عن 11 مليون دولار أمريكي منذ اندلاع الأزمة حتى الآن.
"وسط كل هذه الآلام والمآسي أشكر الله لأنّي بفضل نعمته أستطيع أن أكون مثل السّامري الصّالح مع كل من يعاني. أحاول دائمًا مواساتهم من خلال كلمة الله ومساندتهم بأعمال الرّحمة". قال الأب الصّباغ.
الكاهن أضاف أنه يجد دائمًا في كلام البابا فرنسيس إلهامًا للاستمرار في رسالته: "لطالما حملت في قلبي كلام البابا الذي يقول فيه إنه علينا إظهار رحمة الله للنّاس".
الأب الصّباغ شبّه وضع مسيحيي حلب الذين يصل عددهم إلى نحو خمسين ألفًا بحال القدّيس بولس الرّسول عندما سجن ومعه سيلا بسبب إيمانهما إلّا أنهما حوّلا السّجن المريع إلى مكان للصّلاة.
"على مسيحيي حلب القيام بالمثل. فبصرف النّظر عن فظاعة الأحوال نحن مدعوون لنكون شهودًا للمسيح". ختم الأب الفرنسيسكاني.

شارك