هل تنجح استراتيجية "المغرب" في مواجهة التنظيمات الإرهابية؟

الثلاثاء 10/مايو/2016 - 03:08 م
طباعة هل تنجح استراتيجية
 
في ظل التحديات التي تواجهها معظم الدول العربية، وبالأخص بلاد المغرب الإسلامي في القضاء على التنظيمات الإرهابية التي طالتها في المرحلة الأخيرة، مع توغل تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا وليبيا، وضعت بعض الدول استراتيجة جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابي المتنامي في المنطقة بأكملها؛ حيث أعلن المغرب، عن تبني استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب، تقوم على الجوانب الأمنية والدينية ومحاربة الفقر والهشاشة؛ وذلك في إطار المقاربة الأمنية الشاملة والمندمجة القائمة على الاستباقية التي تبنتها المملكة منذ سنة 2002.
هل تنجح استراتيجية
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وعلى الرغم من أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، يواصل شن هجماته على معاقل التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، إلا أنه فشل في محاربة التنظيم منذ تدشينه بمشاركة أكثر من 40 دولة؛ حيث يتبع استراتيجية خاطئة في المواجهة؛ ما أدى إلى تنامي وتوسع التنظيم الإرهابي.
مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمغرب، عبدالحق الخيام، قال: "إن متابعات الأجهزة الأمنية المغربية ساعدت على إحباط مجموعة من الأعمال الإجرامية، لكن الخطر الصفر يبقى غير موجود". مؤكدًا على أن التهديد الإرهابي قائم دائمًا بالنظر لتوجهات المنظمات الإرهابية، ولا سيما الخطر القادم من تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفًا أن المقاربة الاستباقية التي وضعها وطورها المغرب أعطت ثمارها، مشيرًا في نفس السياق، إلى اعتماد المملكة لمجموعة من النصوص القانونية التي تساعد على مكافحة هذه الظاهرة بشكل فعال.
مخيمات تندوف تشكل مصدر قلق لمنطقة الساحل والمنطقة المتوسطية، إلى درجة أنها أضحت قاعدة خلفية بامتياز لمقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي؛ مما يستوجب تدخل المجتمع الدولي للتصدي إلى خطر تحول هذه المخيمات إلى قاعدة للجهاديين، هكذا أكد المسئول الأمني.
من جانبه أكد هشام باري المسئول الأمني في الفرقة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن المقاربة التي يعتمدها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب تقوم على عدة محاور، ولا سيما تعزيز التعاون الأمني مع مجموعة من البلدان، وإعادة هيكلة الحقل الديني، على أساس العقيدة الوسطية والإدارة الرشيدة لفضاءات العبادة، لافتًا إلى أن المغرب يواصل توسيع استراتيجيته الأمنية للحد من مخاطر الجريمة المنظمة والعابرة للحدود من خلال عملياته الاستخباراتية الاستباقية، ولعل هذه الاستراتيجية الشاملة ستمكننا من إحباط المزيد من الخلايا الإرهابية.
الجدير بالذكر أن خريطة وزارة الخارجية البريطانية، التي أعلنتها الشهر الماضي، وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أزيد من 30 دولة أوربية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
هل تنجح استراتيجية
وفي خريطة جديدة حول أمد الحياة في العالم، أظهرت أن متوسط العمر في المغرب هو 71 سنة، كما أن القارة السمراء هي القارة الوحيدة التي تضم دول يبلغ متوسط العمر فيها 60 عامًا، في حين كشفت خريطة تهم استهلاك الكحول أن المغاربة يستهلكون 0.9 لتر من الكحول سنويا.
والجدير بالذكر أن المغرب واجه الإرهاب في الفترة الماضية بصورة لافتة؛ حيث أعلنت وزارة الداخلية المغربية في الشهر الماضي، عن تفكيك خلية مسلّحة من عشرة عناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيم "داعش"، قال بيان للداخلية أنذاك، إنها كانت "تعدّ لشنّ هجمات في المملكة، وضرب مؤسسات حيوية وحساسة وفق مخطط إرهابي خطير، وإن واحدًا من أفرادها يحمل الجنسية الفرنسية.
ووفق المعلومات الرسمية، فإن أفراد هذه الخلية "جندوا أحد القاصرين للقيام بعملية انتحارية باستخدام سيارة ملغومة"، وإن السلطات الأمنية عبر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، تمكّنت من مصادرة أسلحة رشاشة ومواد كيميائية قد تستعمل في صناعة المتفجرات وقنابل مسيلة للدموع وأصفاد بلاستيكية وأسلحة بيضاء وعلمين لتنظيم "داعش، مؤكدًا أن هذه الخلية كانت تنشط في مدينة الصويرة "جنوب المغرب"، ومكناس وسيدي قاسم "وسط المغرب"، بينما تم اعتقال العقل المدبر في مدينة الجديدة القريبة من الدار البيضاء، وإن الخلية كانت تحاول "استقطاب المزيد من العناصر المتطرفة للانضمام لهذا المخطط التخريبي"، وإنها كانت توجه من طرف "قياديين اثنين داعشيين، أحدهما يوجد في تركيا".
وحسب الأرقام الرسمية المغربية، فإن السلطات تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 152 خلية إرهابية، وإن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق.

شارك