تقدم في مفاوضات الكويت.. والحوثي يؤسس "خلية اغتيالات"

الثلاثاء 10/مايو/2016 - 07:22 م
طباعة تقدم في مفاوضات الكويت..
 
يواصل الفرقاء اليمنيون برعاية الأمم المتحدة مشاروات الكويت من أجل التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الصراع في البلاد، مع استمرار خروقات الهدنة فيما اعتقلت القوات الإماراتية عددًا من رموز التيار الدينية باليمن.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، نجحت وساطة خليجية ودولية في إعادة الأمل إلى مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، وساهمت هذه الجهود في إعادة وفد صنعاء"الحوثيين- صالح" إلى المشاركة في اجتماع اللجان الثلاث أمس الإثنين.
ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مصادر مقربة من المشاورات أن "جهوداً عربية ودولية تمكنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من تقريب وجهات النظر بين وفدي الشرعية والتمرد، وبعد اجتماع مطول مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد والوفد الحكومي".
وأفاد مصدر مشارك في المحادثات اليمنية في الكويت بين وفدي الحكومة والانقلابيين، أن لجنة المعتقلين والأسرى أحرزت تقدما نسبيا في بحث موضوع المعتقلين، حيث تم الاتفاق على إطلاق كافة المعتقلين من اليمنيين والعمل بشكل سريع على جدولة عملية الإطلاق لتبدأ بالإفراج عن نسبة 50% من المعتقلين اليمنيين خلال فترة 20 يومًا.
كما تم الاتفاق على العمل وفقًا لمعايير الأولوية بالإفراج عن المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، إضافة إلى وضع معايير للفئات المحتجزة حريتهم حتى يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمخطوفين، ورفعت اللجنة جلستها على أن تواصل اجتماعها يوم غد الأربعاء لاستكمال وضع آلية تنفيذية للاتفاق.
فيما اختتمت اللجنتان السياسية والعسكرية لوفد كل من الحكومة وجماعة الحوثي، محادثات السلام اليمنية في الكويت دون التوصل إلى اتفاقات بشأن تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتحديدًا في اللجنة السياسية.
وأكدت مصادر مقربة من المفاوضات لـ"العربية" أنه تم خلال اجتماع اللجنة السياسية الذي استغرق أكثر من ساعتين عرض وجهتي نظر الطرفين بخصوص أولويات ومهام عمل اللجنة، حيث قرأ كل طرف وجهة نظره في أوراق مكتوبة، ثم دار نقاش حول التفاصيل، وانتهى الاجتماع دون تجاوز الخلافات، حيث يركز الوفد الحكومي بأولوية مناقشة إجراءات استعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين، ومن ثم الانتقال إلى مناقشة آليات استئناف العملية السياسية، بينما يصر وفد الانقلابيين على أن تنطلق المناقشات في اللجنة السياسية من بحث ترتيبات إيجاد سلطة انتقالية بديلة للسلطة الشرعية الحالية تكون مهمتها تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وأكد مصدر حكومي مفاوض أن المناقشات التي دارت في اجتماع اللجنة العسكرية والأمنية اليوم لم تسفر عن أي تقدم أو اتفاقات رغم إقرار الطرفين بالإطار العام لعملها ومهامها المحددة بالانسحابات وتسليم السلاح ووصف موقف ممثلي الانقلابيين في اللجنة بالمراوغ.
واستأنفت اللجان الثلاث المصغرة المتفرعة عن محادثات السلام اليمنية في الكويت اليوم اجتماعاتها بإشراف مباشر من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وناقشت اللجان قضايا انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن والمحافظات وتسليم السلاح والترتيب لإطلاق سراح المعتقلين والأسرى وبحث إجراءات استعادة مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية.
هذا وقد أكدت مصادر قريبة من الوفد الحكومي "للعربية" أن المحادثات تتركز حول إجراءات بناء الثقة والالتزام بمسار جدول الأعمال، فيما يرفض وفد الانقلابيين مناقشة القضايا الرئيسية المحددة في النقاط الخمس ويصر على مناقشة الملف السياسي والبحث عن سلطة انتقالية.
وكانت لجنة استعادة الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي المصغرة في محادثات السلام اليمنية أنهت اجتماعها مساء الاثنين دون الخوض في أي نقاش جاد، نتيجة استمرار رفص الانقلابيين الدخول في النقاش في المحور الأول وهو استعادة الدولة، ويصرون على الحديث على سلطة تنفيذية بحسب رؤيتهم ولم يتم الاتفاق على شيء سوى العودة للقاء اللجنة مرة أخرى صباح اليوم الثلاثاء بحسب مصادر قريبة من اللجنة.
ميدانياً فرضت ميليشيا الحوثي حالة من الاستنفار العسكري في العاصمة صنعاء، وأفادت وكالة مأرب برس انتشار عشرات نقاط التفتيش في شوارع المدينة على مسافات متقاربة ومن جميع فصائل الأجهزة الأمنية الموالية للميليشيا، التي قامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، رفضت ميليشيا الحوثي وقوات صالح فك الحصار عن مدينة تعز، تنفيذاً لاتفاق التهدئة مع اللجنة الحكومية التي وقعت اتفاقاً مع ممثلي الانقلابيين.
وقال مصدر لـ"المصدر أونلاين" إن لجنة التهدئة التي يرأسها البرلماني عبدالكريم شيبان، قامت بزيارة إلى المنفذ الشرقي والغربي لمدينة تعز.
وكانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح واصلت خرقها للهدنة المعلنة في اليمن وقامت بقصف عشوائي استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة الأحياء السكنية في مدينة تعز بصورة عشوائية، ما أوقع عددًا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
كما استهدف قصف الميليشيات الانقلابية مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في الجبهات الشرقية والشمالية والغربية للمدينة، ومواقع أخرى للمقاومة والجيش في اللواء 35 مدرع. إلى ذلك، هاجمت الميليشيات الانقلابية مواقع المقاومة الشعبية في جبل جرداد في قضاء الحجرية.
هذا وتواصل الميليشيات الانقلابية حصارها لتعز بإغلاق مداخلها ومنع دخول الاحتياجات الأساسية إلى المدينة.
كما فرضت ميليشيا الحوثي حالة من الاستنفار العسكري في العاصمة صنعاء، وأفادت وكالة مأرب برس انتشار عشرات نقاط التفتيش في شوارع المدينة على مسافات متقاربة ومن جميع فصائل الأجهزة الأمنية الموالية للميليشيا، التي قامت بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات.
الى ذلك دفعت الميليشيا بتعزيزات بينها مدرعات ودبابات وأطقم عسكرية إلى منطقة الرجم بمحافظة المحويت (شمال غرب العاصمة صنعاء) التي تشهد اضطرابات لأول مرة ضد الميليشيا. وتعتبر جبهة المحويت جبهة مهمة يتم التحرك في إطارها، بحيث أصبحت جهات العاصمة الأربع، حيث تشهد تحركات للمقاومة والجيش والقبائل الموالية للشرعية، ما يعد ضغطاً كبيراً على الانقلابيين التي قامت أيضاً بتعزيز جبهاتها في تلك المناطق بمختلف أنواع الأسلحة.
كما أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، في بيان لها اليوم الاثنين، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر اليوم صاروخاً باليستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه الأراضي السعودية وتم تدميره بدون أي أضرار، حسب ما جاء على وكالة الأنباء السعودية "واس".
وقد بادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية.
وأوضحت القيادة في بيانها أنها ترى إطلاق الصاروخ في هذا التوقيت تصعيداً خطيراً من قبل الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع في وقت يسعى التحالف للتعاون مع المجتمع الدولي لإدامة حالة التهدئة وإنجاح مشاورات الكويت.
واستجابةً لرغبة الحكومة اليمنية، أعلنت قيادة التحالف استمرارها في الحفاظ على حالة التهدئة، وأكدت في نفس الوقت احتفاظها "بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين وبما يتطلبه الموقف في حال تكرار مثل هذه الخروقات".
وطلبت قيادة التحالف من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه مماطلات وسلوك الميليشيات الحوثية الذي يهدف إلى إدامة حالة الفوضى في اليمن ويعطل جميع الجهود الرامية لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن.

وحدة اغتيالات:

وحدة اغتيالات:
أفادت مواقع يمنية بأن ميليشيا الحوثي احتفلت أمس الإثنين، بتخريج دفعة من الميليشيات الأمنية على شاكلة "حزب الله"، وبتدريب من قبل بعض عناصر الحزب، التي تقوم بتنفيذ اغتيالات.
وبحسب ما أورد "يمن برس"، اليوم الثلاثاء، أفادت مصادر بأنه أقيم في العاصمة اليمنية صنعاء، حفل تخرج أول دفعة ميليشيات أمنية للحوثيين، تدربت علی الانتشار في الشوارع والأسواق والأزقة، مستعينة بتحركها علی الدراجات النارية بدل سيارات الشرطة المعروفة.
وشارك في الحفل رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية لميليشيات الحوثيين محمد علي الحوثي".
وأفاد مصدر أمني في صنعاء بأن ميليشيات الحوثي أنتجت أول دفعة ميليشيات أمنية كنسخة مطابقة لتجربة حزب الله في لبنان.
وتقتصر مهام الدفعة التي احتفلت الميليشيا بتخرجها، على تنفيذ الاغتيالات المباشرة لمعارضي الحوثيين فكرياً وسياسياً، والتخلص السريع من الخصوم، بدلاً من الاقتياد إلی السجون والتحقيق بلا جدوی.
وأوضحت مصادر بأن الفرقة التابعة لميليشيات الحوثي متدربة علی مطاردة المطلوبين من المعارضين والخصوم السياسيين والدينيين في الشوارع والأسواق والأزقة الضيقة والطرق السريعة.

 وأشارت المصادر إلی أن الدفعة تم تدريبها تدريباً عالي المستوى علی أيدي عناصر من حزب الله، وأخذت كل التعاليم الكافية في كيفية الانتشار والتدخل والتعامل مع العناصر المطلوبة في جميع الظروف.
ووصف مراقبون ساسيون تلك الخلية بفرقة "الموت السريع" التي خضع عناصرها وقياداتها لتدريبات خاصة من أجل قمع أي تحرك فعلي في المستقبل للمخلوع صالح وحزبه ووضعهم تحت الرقابة والحصار الإجباري خشية محاولتهم الانقلاب.
فيما نجا رئيس جهاز قوات الأمن الخاصة اللواء فضل باعش، من محاولة اغتيال في مدينة عدن اليوم الثلاثاء. 
وقال مصدر مقرب من مكتب باعش لـموقع "24 الاماراتي"إن عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من منزله في حي العريش، انفجرت لحظة مرور موكب قائد قوات الأمن الخاصة لكن لم تسفر عن سقوط ضحايا".
وأكد المصدر أن اللواء باعش كان عائداً من مهمة خارج منزله، وأثناء العودة انفجرت عبوة ناسفة تم تفجيرها بواسطة التحكم عن بعد، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات، واقتصرت الأضرار على إحدى مركبات الحراسة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد الجيش الوطني في حضرموت شرق عدن، اليوم الثلاثاء، القبض على ثاني رجل في تنظيم الإخوان في اليمن، عقب وجود دلائل على تورطه في تبني التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن.
وقالت مصادر في الجيش الوطني لموقع"24 الإماراتي" إن "القيادي عبد الله اليزيدي الرجل الثاني بعد عبد المجيد الزنداني اعتقلته قوات الجيش الوطني والتحالف العربي في حضرموت عقب وجود براهين تؤكد تبني قيادات إخوانية لتنظيم القاعدة في حضرموت".
وكشفت مصادر عليمة في حضرموت أن "اليزيدي يعد من أبرز قادة الإخوان المؤسسين، وهو مؤسسة جمعية الإحسان التابعة لتنظيم الإخوان في اليمن".
وبعد يوم من اعتقال اليزيدي، قامت قوة عسكرية باعتقال عضو مجلس علماء السنة والجماعة في حضرموت الشيخ السلفي أحمد بن رعود، يوم الاثنين، بحسب"المصدر اونلاين".
وسيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي على حضرموت كبرى مدن الجنوب لأكثر من عام، قبل أن تدشن دول التحالف العربي معركة برية وجوية انتهت بإخراج تلك العناصر من المحافظة النفطية الواقعة على شريط البحر العربي.

المشهد اليمني

وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة في مفاوضات الكويت، يرفع من آمال اليمنيين في التوصل إلى اتفاق نهائي بإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عام، مع اقتراب شهر رمضان وهو ما يأمل بتوصل الفرقاء اليمنيين إلى اتفاق شامل قبل حلول شهر الصوم لما له من قدسية وأن يمر على الشعب اليمني أفضل من الأعوام الماضية.

شارك