بعملية "البركان".. الجيش الليبي يستعد لتحرير "درنة"

الخميس 12/مايو/2016 - 11:28 ص
طباعة بعملية البركان..
 
في الوقت الذي يسعى الجيش الليبي لتحرير مدينة "سرت" من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، أطلق الجيش الليبي عملية البركان العسكرية، أمس الأربعاء 11 مايو 2016، لتحرير مدينة درنة من بقايا الجماعات الإرهابية.
بعملية البركان..
وقال علي بوستة مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات "عمر المختار" التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر: "إن القوات الليبية المسلحة والوحدات المساندة لها بدأت في عملية اقتحام مدينة درنة من الجهات كافة، فضلًا عن مشاركة سلاح الجو الليبي في المعارك".
والجدير بالذكر أن عناصر داعش انسحبوا في شهر أبريل الماضي وبشكل مفاجئ من منطقتي الفتايح وحي 400 اللتين كانت عناصره تتمركز فيهما، وخرج سكان المدينة في تظاهرات احتفالية بالسيارات.
فيما شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة خلال عدة أيام وتمكن مجلس شورى مجاهدي درنة والشباب المساند له من السيطرة على مواقع استراتيجية غرب الفتايح ومحاصرة مسلحي التنظيم قبل انسحابهم المفاجئ.
ووفق مصادر فإن قوات الجيش تركت مهلة للوساطات الاجتماعية التي تحاول إقناع قادة مقاتلي مجلس شورى المدينة بتسليم سلاحها ومقاتليها قبل إطلاق العملية العسكرية خلال الساعات القادمة.
وبحسب ذات المصادر فإن قادة مجلس شورى المدينة المقرب فكريًّا من تنظيم القاعدة لا يزال رافضًا لتسليم المدينة وتوعد بقتال قوات الجيش إذا حاولت التقدم.
وفقدت الجماعة السيطرة على المدينة في يونيو من العام الماضي لصالح إسلاميين مسلحين آخرين تحت لواء مجلس شورى مجاهدي درنة، لكنها استعادت مواقع علـى أطراف المديـنة.
وشنت قوات الجيش الليبي غارات متقطعة على تنظيم "داعش"، في المنطقة على مدى الأشهر الماضية.
والجدير بالذكر أن تنظيم داعش الإرهابي تمكن من السيطرة على مدينة درنة الساحلية شرق ليبيا والقريبة من الحدود المصرية، إلى جانب كونها تبعد نحو 200 ميل عن الشواطئ الجنوبية لأوروبا.
ورفع التنظيم الرايات السود فوق الأبنية الحكومية في درنة وسيارات الشرطة تحمل شعاره "لا إله إلا الله محمد رسول الله،" في الوقت الذي يستخدم فيه ملعب كرة القدم في المدينة كساحة لتنفيذ الإعدامات.
بعملية البركان..
ووفق إحصائيات فإن عدد مقاتلي داعش في درنة يبلغ 800 عنصر ويديرون نحو ستة مخيمات بأطراف المدينة وفي الجبال القريبة؛ حيث يتم تدريب عناصر من مختلف دول شمال إفريقيا، كما أن التعداد السكاني في درنة يصل إلى 100 ألف نسمة.
وتخوض قوات الجيش أيضًا معارك ضارية في مدينة بنغازي على بعد 250 كيلومترًا غربًا؛ حيث سيطرت على عدد من أحيائها من قبضة مقاتلين موالين للدولة الإسلامية وجماعات أخرى.
ونجح الجيش الليبي في السيطرة على كامل مدينة بنغازي ما عدا محور القوارشة الذي يقع خارج المدينة من جهة الغرب، وتوقع متابعون أن تنجح القوات المسلحة في تحرير هذه المنطقة وتحجيم تنظيم داعش، موضحين أنه بتحرير محور القوارشة سيسهل على الجيش التحرك باتجاه إجدابيا ومنها إلى النوفلية وبن جواد على مشارف سرت.
وتتركز المجموعات المتشددة وأبرز التنظيمات الجهادية في مدينة بنغازي التي تعتبر ثاني كبريات المدن الليبية، ومهد الانتفاضة الشعبية التي دعمها لاحقًا حلف شمال الأطلسي (الناتو) سنة 2011، ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال مسئول عسكري: "إن محور الصابري الواقع في وسط المدينة والقريب من حي الليثي معقل المتشددين الذي استعاد الجيش السيطرة عليه، شهد معارك عنيفة".
وكان القائد العام للجيش الليبي الفريق أول خليفة حفتر، تعهد في وقت سابق بـ"نصر نهائي" على الجماعات المتشددة في ليبيا، بعد نجاح القوات الحكومية في إلحاق هزيمة قاسية بداعش في بنغازي.
وقال حفتر: إن "الانتصارات التي تشهدها بنغازي نتيجة الصبر من الشعب ومن جنود القوات المسلحة"، مشيرًا إلى أن عملية تطهير المدينة من مسلحي داعش "كان يخطط لها منذ أكثر من عام بمشاركة كافة الضباط".
بعملية البركان..
وتشهد ليبيا معارك عنيفة منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي منذ 2011؛ حيث شهدت البلاد حالة من الفوضي ساعدت في توغل وتنامي الجماعات المسلحة، وبدأت تتوغل في معظم المدن الحيوية في ليبيا واتخذت بعضها معقلًا لها.
ويسعى الجيش الليبي إلى بسط سيطرته على كافة الأراضي الليبية، بعد استغلال هذه الجماعات الفوضى التي تغرق البلاد، وأعلن الملازم محمد أبسيط، آمر كتيبة 121 إجدابيا التابعة للجيش الليبي عن "تحرير مدينة إجدابيا من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بالكامل". على حد قوله.
وأكد أن قوات الجيش الليبي عثرت على وثائق وكشوفات التحويلات المالية للإرهابيين، وتورط بعض الدول الغربية في تمويل الجماعات الإرهابية، ولم يفصح عن أسماء هذه الدول.
وسبق أن تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أنه بالتزامن مع استعدادات الحكومة الموازية في طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته بقيادة خليفة غويل لبدء عملية تحرير سرت، أعلن حفتر عن قرب انتقال الجيش لمقاتلة تنظيم داعش في مدينة سرت.
وكانت مجموعة فجر ليبيا الذراع العسكري للحكومة المنتهية ولايتها، انسحبت من مدينة سرت في فبراير من العام الماضي بعد فشلها في السيطرة على حقول النفط في منطقة الهلال النفطي، وسهّل هذا الانسحاب على داعش مهمة السيطرة على المدينة.
وانتهز التنظيم الإرهابي "داعش" فرصة حالة الفوضي التي تشهدها البلاد، والصراعات بين الحكومات الثلاث، ليتمدد ويتنامى في معظم المناطق.
وكانت كتائب مصراتة موجودة في سرت حين بدأ التنظيم الإرهابي بسط سيطرته، لكنها انسحبت في سبتمبر الماضي.

شارك