مجدداً "الرمادي" تحت تهديد "داعش"

الخميس 12/مايو/2016 - 04:00 م
طباعة مجدداً الرمادي تحت
 
 على الرغم من تحرير مدينة الرمادي من تنظيم داعش الدموي في بداية العام الحالي إلا أن المدينة لا زالت تحت تهديد التنظيم، وهو ما دفع محافظة الأنبار إلى إعلان فرض حظر للتجوال داخلها يوم الخميس 12-5-2016م، وذلك بعد هجوم عناصر داعش على القوات الأمنية بمنطقة البوعيثه بثلاث سيارات مفخخة واستهداف منطقة السجارية والصوفية بقذائف الهاون.
مجدداً الرمادي تحت
وفرضت محافظة الأنبار حظر التجوال حتى إشعار آخر بهدف حماية المدنيين، على خلفية الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على القوات الأمنية في منطقة البوعيثه شمال الرمادي بثلاث سيارات مفخخة، ويشمل الأشخاص والآليات بأنواعها، وذلك بهدف حماية المدنيين، بعد محاولات من تنظيم داعش لدخول المدينة، كما دمرت قيادة عمليات الأنبار عجلة مفخخة تابعة لعناصر داعش، وقتلت من فيها في منطقة البو ذياب شمال الرمادي، بضربة جوية لقوات التحالف الدولي.
وفي السياق ذاته قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، بأن عناصر التنظيم شنوا هجوماً واسعاً على مواقع الجيش العراقي في الحامضية والخط الدولي السريع شمال غرب الفلوجة، كما فجرت حزامين ناسفين في عمليات انغماسية جنوب غرب بغداد خلفت نحو 20 قتيلاً، في حين أحكمت سيطرتها على منطقتي البوعيثة والبوفراج شمال الرمادي وقيام عناصر التنظيم بعملية انغماسية بمدرعة مفخخة ضربت الجيش العراقي على طريق الطراح شمالي الرمادي، كما دمرت ثلاث دبابات.
مجدداً الرمادي تحت
كما شن التنظيم هجومًا أيضًا على منطقة أبو غريب التي تقع غربي بغداد، أدى إلى مقتل ثلاثة من الشرطة بالإضافة إلى مقتل 13 من قوات الحشد الشعبي قُتل في محيط بلدة البغدادي (غربي الأنبار)، في تفجيرين بسيارتين ملغمتين وأثناء سيطرة عناصر التنظيم على مواقع ومقرات وثكنات عسكرية في شمال وشمال شرق الرمادي، قُتل 17 من عناصر تنظيم الدولة 
وتعد الرمادي مركزاً لمحافظة الأنبار، أكبر محافظات العراق من حيث المساحة، وتكتسب أهمية بالغة للتنظيم الإرهابي والتحالف الذي يقاتله في نفس الوقت، فهي ثاني مركز محافظة في العراق بعد الموصل وكان تنظيم "داعش" سيطر على الرمادي منتصف شهر مايو 2015م بعد أسابيع من القتال دافعًا بالقوات العراقية إلى الانسحاب من المدينة في أكبر تقدم ميداني له في العراق خلال عام، واستخدم في الهجوم أسلحة ثقيلة وصواريخ وسيارات مفخخة واستولى على مستودعات أسلحة ودخائر، وسرعان ما استعادها النظام منهم في شهر فبراير 2016م واعترف الأمريكيون حينها أنهم كانوا يركزون على بيجي التي تضم منشآت نفطية كبيرة تجعلها في نظرهم أهم من الرمادي.
مجدداً الرمادي تحت
ويكتسب موقع الأنبار أهمية مضاعفة لقربها مع جارتيها بغداد وكربلاء وحدودها الممتدة مع سوريا؛ ما جعلها ضمن أهداف داعش لضمها إلى ما يسميه دولة الخلافة، كما يبقيها قريبة من خطوط الإمداد الموصولة بمعاقل داعش في الموصل والرقة، وهي بذلك تشكل ممرًّا أساسيًّا بين العاصمة بغداد وحدود العراق مع الأردن وسوريا، وتراهن الحكومة العراقية على أن يعجل سقوط الرمادي باستعادة الفلوجة، المدينة الأخرى الكبيرة في محافظة الأنبار التي لا تزال بحوزة داعش منذ نحو عامين، وتخضع بدورها لحصار كبير من القوات العراقية.
في خضم ذلك يعيش المدنيون من أهالي الرمادي والفلوجة ظروفًا مأسوية تزداد تعقيدًا مع الوقت، وألقت القوات العراقية عدة مرات خلال الشهر الجاري منشورات تحض السكان على مغادرة المدينة ورد تنظيم داعش بمنعهم من الرحيل والتهديد بتصفية من يفعل، ويصعب تفادي سقوط كثير من المدنيين لو اعتمدت القوات الأمريكية نفس الطريقة التي استعادت بها مدينة سنجار مؤخرًا؛ حيث مهدت للهجوم البري بعملية قصف مركز دمر أغلب البنية التحتية للمدينة قبل دخول قوات البيشمركة إليها، وعكس سنجار لا زالت الرمادي آهلة بالسكان، وضغط الأمريكيون لمنع "الحشد الشعبي" في الهجوم الجديد لاستعادة الأنبار، متأثرين على ما يبدو بالصور التي نقلت عن تجاوزات كبيرة ارتكبها هؤلاء في حق أهالي مدينة تكريت خلال طرد مسلحي داعش منها.
مجدداً الرمادي تحت
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن خطر تنظيم داعش لا زال يهدد المدن العراقية ومنها الرمادي، على الرغم من تحريرها من تنظيم داعش الدموي بداية العام الحالي. 

شارك