اغتيال مصطفى بدر الدين قاتل الحريري.. "حزب الله" يسقط في سوريا

السبت 14/مايو/2016 - 01:25 م
طباعة اغتيال مصطفى بدر
 
بعد مغنية وسمير القنطار، وجهاد مغنية جاء الدور على القيادي بحزب الله مصطفى بدر الدين، وهو ما يشير إلى توالي سقوط قادة حزب الله في سوريا، وسط شكوك من أنصار رئيس الوزراء البناني السابق عمر الحريري في حقيقة مقتله مع تضارب "حزب الله" حول أسباب مقنل مصطفى بدر الدين.

تضارب أسباب الاغتيال

تضارب أسباب الاغتيال
نعى حزب الله القيادي مصطفى بدر الدين، معلنًا ليل أول أمس الخميس أن انفجارًا كبيرًا استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي، ولم تحدد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي بحسب ما جاء في البيان.. يعرف بدر الدين بـ"السيد ذو الفقار"، وهو أحد المتهمين في تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وقد توصلت المحكمة الدولية إلى اقتناع بأن بدر الدين هو سامي عيسى "مالك سلسلة من محلات الصاغة والمجوهرات في بيروت، وشقة في جونية مسجلة باسم شخص آخر، ويخت مسجل أيضًا باسم رجل آخر، ويقود سيارة مرسيدس ثمينة، مسجلة هي أيضًا باسم شخص آخر، وكان زير نساء، وشوهد مرارًا في المطاعم والمقاهي مع أصدقائه".
أما البيان الذي أعلن فيه "حزب الله" مقتل بدر الدين جاء فيه: "قال تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} صدق الله العلي العظيم. يتقبل "حزب الله" التبريكات بالقائد الجهادي الكبير الحاج مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) اليوم الجمعة، من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرًا ومن الرابعة بعد الظهر وحتى السابعة مساء في مجمع المجتبى ـ حي الأمركان".
واتهم الحزب إسرائيل بأنها وراء اغتيال مصطفى بدر الدين.
وفي البيان اللاحق أوضح "حزب الله" أن التحقيقات أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزه بالقرب من مطار دمشق، وأدى إلى مقتل القيادي مصطفى بدر الدين ناجم عن قصف مدفعي قامت به "الجماعات التكفيرية".
وجاء في بيان الحزب: "التحقيقات الجارية أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى استشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين- ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة. إن نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها، وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد "ذوالفقار" ووصيته لإخوانه المجاهدين. وفي كل الأحوال فإنها لمعركة واحدة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة".
وذكّر «الحزب» في بيان بما قاله ذو الفقار: «لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. وها هو اليوم عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة».
للمزيد عن مصطفى بدر الدين اضغط هنا ... 

قائد "حزب الله"

قائد حزب الله
كان لافتًا عدم ذكر مسئولية بدرالدين العسكرية في البيان الذي أصدره الحزب في نعيه لبدرالدين، مكتفيًا بذكر أنه "القائد الجهادي الكبير"، وليس "القائد الجهادي العام"، كما صدر في بيان نعي عماد مغنية عام 2008 الذي اغتيل أيضًا في سوريا، وهذا يدل أن "حزب الله" لم يعين بدرالدين مكان مغنية بعد اغتياله بعكس ما هو شائع في الأوساط اللبنانية المتابعة.
وبين بدر الدين وعماد مغنية علاقة نسب فعماد مغنية زوج شقيقة بدر الدين، وابن عمه، وهنا قاسم مشترك هو أن الأخير ارتبط بحسب ما تقول بعض المعلومات الأمريكية بتفجير سفارة واشنطن في بيروت عام 1983 فيما ارتبط بدر الدين وفي العام نفسه بتفجير السفارة الأمريكية في الكويت. وورد في تحقيق للـ"بي بي سي": "... أفادت مزاعم بأن الرجلين (مغنية وبدر الدين) تعاونا معًا في التفجير الذي استهدف مقر قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في بيروت في أكتوبر عام 1983 وأودى بحياة 241 من أفراد المارينز".
وقد سجل آخر ظهور عام لبدرالدين دون إعلام وتصوير العام الماضي في إحدى الحسينيات في الضاحية الجنوبية أثناء تقبله التعازي باستشهاد ابن اخته جهاد عماد مغنية، إثر غارة جوية إسرائيلية في منطقة الجولان في سوريا، وذهب ضحيتها أيضًا أحد الجنرالات الإيرانيين وثلاثة مسئولين ميدانيين كبار من حزب الله في شهر فبراير من العام الماضي.

اغتيال "الحريري"

اغتيال الحريري
أصبح اسم مصطفى بدرالدين من أشهر الأسماء المتداول بها في لبنان والعالم بعد أن سمّته المحكمة الدولية عام 2010 أنه تزعم الشبكة التي نفذت اغتيال الرئيس رفيق الحريري بتفجير موكبه في منطقة عين المريسة في بيروت في عام 2005 بواسطة شاحنة صغيرة يقودها انتحاري تحمل أكثر من الف كيلو من المتفجرات، وقد كشفت المحكمة عن جزء من تحقيقاتها، والتي استندت إلى مراقبة اتصالات هاتفية بشكل معقد في مسرح جريمة اغتيال الحريري أدت لإصدار مضبطة الاتهام بحق بدرالدين، إضافة إلى 3 عناصر آخرين اعترف "حزب الله" بأنهم ينتمون إليه، وأنه يحميهم ولن يسلمهم للتحقيق الدولي، قائلا: "إنهم مقاومون وأبرياء".
وقد شكك أنصار رئيس الوزراء اللبناني الراحل عمر الحريري في رواية "حزب الله" حول مقتله في سوريا، فمع إعلان خبر مقتله تداوله مع تساؤلات عدّة وتشكيك من الجمهور المعارض لسياسة "حزب الله"؛ إذ اعتبر البعض منهم أنّه قد تمّ تهريبه لإيران وأنّ العملية ليست إلا خدعة، لا سيما وأنّ إسرائيل قد نفت عبر مسئولين عسكريين إقدامها على العملية.

"حزب الله" يسقط

حزب الله يسقط
ليس القائد الأول الذي يقتل في سوريا من قادة "حزب الله"، فهناك العشرات الذين قتلوا في معارك مع الجماعات المسلحة، أو تم إعلان اغتيالهم بطريقه أخرى، فالقائد عماد مغنية وسمير القنطار وجهاد مغنية ابن عماد مغنية، ومحمد شمص واسمه الكامل محمد ناصيف شمص، ولقبه "أبو العباس"، وكان يشغل منصب القائد التنظيمي لعمليات حزب الله في سوريا، والمنسق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية فيما يتعلق بأنشطة حزب الله في سوريا.
وكذلك قتل القيادي حسن حسين الحاج، ويلقب بـ"أبو محمد الإقليم"، يعرف بأنه من أبرز مساعدي حسن نصر الله ومن كبار القادة الميدانيين في سوريا، وكان قد تسلم منطقة إقليم التفاح عندما كان في العشرينان من العمر، وقتل أثناء قيادته العمليات العسكرية في حلب.
وهناك  مهدي حسن عبيد، الملقب بـ"الحاج أبو رضا"، هو أحد قيادات حزب الله المخضرمين ومسئول العمليات في ريف حلب بعد مقتل أبو محمد الإقليم، كما أنه من بين أقدم من التحقوا بالقتال إلى جانب القوات السورية، بحسب ما ذكرت مواقع موالية لحزب الله.
وقد قتل أيضًا محمد حسن صفا، الملقب بالحاج أبو حسين صفا وهو أحد أبرز القيادات في حزب الله في سوريا. كما أنه ثالث قيادي في الحزب يقتل في ريف حلب؛ حيث كان يتولى قيادة العمليات العسكرية في ريف حلب، خلفًا للحاج أبو رضا.
وقتل أيضًا في سوريا قائد قوات النخبة في "حزب الله" المدعو حسن علي جفال، وأيضًا مسئول عسكري في "حزب الله" من بلدة الطيبة بجنوب لبنان محمد علي نعمة ولقبه أبو ياسر.
وقتل أيضًا عباس إبراهيم حجازي بمدينة القنيطرة، وأيضًا حسن كنعان ولقبه "أبو علي النبراس"، وهو من أبرز قيادات "القوة الجعفرية" في "لواء السيدة رقية" التابع لـ"حزب الله".
وهناك فوزي أيوب، أحد المطلوبين على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، ومن قادة حزب الله الذين قتلو، علي خليل عليان ولقبه "أبو حسين ساجد" وهو القائد الميداني في حزب الله ومسئول العمليات في معركة القلمون.
وقتل أيضا عبد الله جعفر المسئول عن الحملة العسكرية على مدينة الزبداني، وكان يقود عمليات الحزب في الجبل الغربي في مدينة الزبداني قرب الحدود مع لبنان.
وكذلك محمد أحمد عيسى القيادي "المخضرم" في حزب الله، ولقبه "أبو عيسى"، وقتل في قصف جوي إسرائيلي في منطقة القنيطرة السورية.
وقتل أيضًا محمد علي حسن أبو الحسن: وهو أحد القياديين في حزب الله الذين قتلوا في القصف الجوي الإسرائيلي على منطقة القنيطرة، ويعتقد أنه أحد أعضاء قوة النخبة السرية التابعة للحزب.

"حزب الله"

حزب الله
القتل والاغتيال أصبحا فاتورة الحرب المكلفة لحزب الله في سوريا؛ حيث من سقط من قادة في معارك ضد الجماعات المسلحة يفوق من قتل خلال مواجهته مع العدو الإسرائيلي.. يبدو أن استمرار الحرب وفي ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على "حزب الله" باتت قيادة حزب الله في ورطة حقيقة تصعب الخروج منها في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

شارك