مفتي الجمهورية: "مادة ازدراء الأديان ضرورية وحرية الفكر ليست مطلقة"

السبت 14/مايو/2016 - 05:38 م
طباعة مفتي الجمهورية: مادة
 
حول ازدراء الأديان وتجديد الخطاب الديني والجماعات المتطرفة تنقل الدكتور شوقي علام، فضيلة مفتي الجمهورية في حواره مع البوابة نيوز المنشور اليوم السبت 14 مايو 2016، والذي تحدث فيه عن جهد ثلاث سنوات من العمل في دار الإفتاء.
مفتي الجمهورية: مادة
فعن بداية عمله في دار الإفتاء وإنجازاته على مدار ثلاث سنوات، قال فضيلة المفتي: "تحملت أمانة الإفتاء في مارس عام ٢٠١٣، ومنذ ذلك الوقت أسعى وعلماء الدار إلى نشر وترسيخ الخطاب الوسطى المتزن، والقضاء على فوضى الفتاوى والمواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة والشاذة في الداخل والخارج، والتواصل الإيجابي والفعال مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة، خاصة في الدول الغربية من أجل القضاء على الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام، كما حرصت كذلك على استخدام كافة وسائل التكنولوجيا والتواصل الحديثة من أجل التيسير على طالبي الفتوى ومن لديهم استفسارات سواء من داخل مصر أو خارجها، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس حول العالم وبمختلف اللغات.
وعلى مدار الأعوام الماضية قامت الدار بعدة إنجازات فارقة، منها أننا عقدنا مؤتمرًا عالميًا للفتوى بمشاركة وفود من كبار المفتين والعلماء والفقهاء من ٥٠ دولة، وتم خلال المؤتمر الاتفاق على جملة من المبادرات والتوصيات كان أهمها إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الفتوى في العالم، ومركز عالمي لإعداد الكوادر القادرة على الإفتاء عن بعد، وكذلك إنشاء مركز عالمي لفتاوى الجاليات المسلمة بهدف إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى.
كما صدر عن دار الإفتاء موسوعة الفتاوى المهدية في عشرين مجلدًا يؤرخ لمسيرة الفَتْوى بالديار المصرية، وكذلك أبحاث وأعمال مؤتمر الفتوى في مجلدين، وأصدرت الدار موسوعة تضم نحو ١٠٠٠ فتوى ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتجيب عن كل ما يدور في أذهان المسلمين في الغرب، خاصة الشبهات التي يعتمد عليها تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية.
كما انتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلًا لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرّف، ونظرًا لأهمية الفضاء الإلكترونى، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل صفحة «داعش تحت المجهر» وغيرها."
وعن النشاط الخارجي لدار الإفتاء قال فضيلة المفتي: "أرسلت الدار على مدار العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى الخارج شملت دول النمسا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسنغافورة وكازاخستان والبرتغال وإسبانيا وباكستان ودول غرب إفريقيا وأمريكا وجيبوتي والمغرب ولبنان والإمارات واليونان وغيرها من دول العالم؛ حيث التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء وعقدت ندوات ومحاضرات في كبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطى، بالإضافة إلى اللقاءات والفعاليات الجماهيرية والإعلامية.
كما كان لنا حضور لافت للدار في المحافل الدولية- وفي مقدمتها الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومنتدى دافوس العالمي والمفوضية الأوروبية واليونسكو والبرلمان الدولى للأديان ومراكز الأبحاث الدولية، بالإضافة إلى المشاركة في أكثر من ٣٢ مؤتمرًا دوليًا حول العالم، ونتاج تلك الجهود الكبيرة أن تم اعتماد دار الإفتاء المصرية كمرجعية للبرلمان الأوروبي فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائي رصين يلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك".
وعن خطة دار الإفتاء للعام القادم قال فضيلته: "في بداية كل عام نضع استراتيجية جديدة بأهداف متعددة وهذا العام سوف يشهد تطورًا كبيرًا وتوسعًا في نشاط دار الإفتاء المصرية؛ حيث ستعمل الدار على تعزيز وتطوير خدماتها الشرعية التي تقدمها للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، لضمان تحقيق أكبر قدر من التواصل الفعّال مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
كما سيتم إطلاق عدة خدمات جديدة في مقدمتها تطبيقات للفتوى على أنظمة «أندرويد»، و«آي أو إس» لأجهزة الهواتف الذكية، لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم.
وعلى رأس أولوياتنا هذا العام تأسيس أول أكاديمية عالمية للتدريب على الفتوى؛ حيث ستبدأ عملها باستقبال أول وفد من الأئمة من فرنسا للتدريب على الفتوى، كما ستعقد الدار مؤتمرًا دوليًا حول التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد؛ بهدف تقديم الدعم الشرعي اللازم للأقليات الإسلامية في الخارج.
كما سنكثف من نشاطاتنا الخارجية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة الإسلاموفوبيا التي زادت وتيرتها مؤخرًا، وذلك عبر إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم الخمس، تضم نخبة كبيرة من كبار العلماء.
وعن فوضى الفتاوى المنتشرة في المساجد وعبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي قال فضيلته: "حاولنا مواجهة ذلك على عدة أصعدة عبر الفضاء الإلكتروني وعلى أرض الواقع، فاستخدام الدار لوسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي ساهم بشكل كبير في وصول صحيح الدين إلى أكبر قدر ممكن من الناس خاصة الشباب، كما عقدت الدار المجالس الإفتائية التي شارك فيها علماء دار الإفتاء في مراكز الشباب على مستوى محافظات الجمهورية؛ من أجل التواصل على أرض الواقع لترسيخ ثقافة الاستفتاء الصحيحة بين الشباب.
ويجب هنا أن أوضح أمرًا، ليس كل من ارتدى عمامة الأزهر الشريف مؤهلًا للإفتاء لأن الإفتاء يحتاج إلى مهارات خاصة يتم التدرب عليها؛ لذا أطالب المسلمين جميعًا بعدم الالتفات لغير المختصين واللجوء إلى أهل العلم المؤهلين للفتوى، كما أننا بحاجة إلى تعاون أجهزة الإعلام في هذا الأمر بعدم استضافة غير المختصين في برامجها حتى لا يبثون سمومهم بين الناس".
وعن أهمية المراصد التي أطلقتها دار الإفتاء عبر الفضاء الإلكتروني قال الدكتور شوقي علام: "من بين القرارات المهمة التي اتخذتها عقب تولي منصب الإفتاء إنشاء مرصد لرصد فتاوى التكفير والآراء المتطرفة التي تعتمد عليها جماعات الإرهاب في تبرير أفعالها الإجرامية؛ حيث يقوم هذا المرصد بالرد عليها وتفنيدها والتحذير منها، ومن خلال المرصد أصدرنا عشرات التقارير التي تفند فتاوى وآراء الجماعات المتطرفة، وتبين مدى جرائمها وتحريفها وفهمها المشوه للنصوص الشرعية، لتسخرها في تبرير أعمالها اللا إنسانية، وكان من أهم هذه التقارير تقرير يكشف أساليب استغلال المرأة في التنظيمات الإرهابية؛ حيث رصد التقرير ما يرتكبه تنظيم «داعش» الإرهابي من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه.
وتقرير آخر حول المناهج الدراسية لداعش التي يدرسونها للأطفال في مدارسهم وترسخ للعنف؛ حيث رصد التقرير تلك المناهج وقام بالرد على أهم ما جاء فيها وما يستندون إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، التي تخالف حتى أبسط قواعد الإسلام.
كما أصدر المرصد كتابه الأول لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، والذي جاء بعنوان: «تنظيم داعش.. النشأة والجرائم والمواجهة»؛ حيث جاء الكتاب في ٦ فصول متنوعة تفند وترد على مزاعم وتأويلات جماعات العنف، والتكفير حول العالم، خصوصًا تنظيم «داعش» الأكثر عنفًا وتطرفًا.
وعن احتكار الأزهر ودار الإفتاء للفتوى وشكوى بعض علماء الأزهر والباحثين من تلك الممارسات قال الدكتور شوقي علام "باب الاجتهاد مفتوح أمام العقول النابهة العالمة والمبادرات الجادة، والشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة؛ لذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام اعتمادًا على القواعد العامة التي قررها؛ لذلك على العلماء الآن مسئولية الاجتهاد استجابة لتحديات العصر، ودار الإفتاء وعلماؤها هم أهل التخصص في هذا الأمر، وهو ليس احتكارًا بل اختصاص، فمن يتصدى لمهمة الإفتاء عليه العناية بالتمكن من فقه الواقع حفظًا لدين الله تعالى، وأحكامه أن توضع في غير مواضعها".
أما عن مواجهة الفكر بالفكر وقضايا ازدراء الأديان فجاء رده كالتالي: "دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف قادران على المواجهة، بل هذا هو نهجنا الذي نتبعه دائمًا في مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، وهنا يجب أن نؤكد أن حرية الفكر جزء من الدين الإسلامى لكنها ليست حرية مطلقة، ولا يوجد مجال في الدنيا يمنح حرية مطلقة؛ لأن الحرية المطلقة فساد مطلق، ومن حق الباحثين مناقشة كتب التراث لكن دون المساس بالثوابت؛ لأنه لا اجتهاد مع نص صريح لا يحتمل التأويل".
وحول قانون ازدراء الأديان قال: "يجب أن تظل الأديان والمقدسات مصانة من أن تطالها الألسنة أو تزدريها؛ لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى الكثير من الأزمات والمشكلات في المجتمع، فهي تؤجج الفتنة والصراع وتفتح الباب على مصراعيه لكل من أراد أن يمس الأديان بسوء؛ لذا يجب أن يكون هناك رادع قانوني لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المقدسات أو التعرض للأديان السماوية أو المقدسات بسوء، وفي الغرب هناك قوانين لمناهضة التمييز وتجرم نشر الكراهية في المجتمعات، ومن أمثلة نشر الكراهية الاعتداء على المقدسات أو التمييز على أساس ديني".
وعن قضية تجديد الخطاب الديني وما تم فيها قال الدكتور شوقي علام: "دار الإفتاء المصرية استجابت لدعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقامت منذ عام ٢٠١٤ واستحدثت تكنولوجيا تعمل على مدار ٢٤ ساعة للرد على الفتاوى الضالة والمضللة، وأنشأت موقع بصيرة، الذي يبث بـ٣ لغات ليعالج كل القضايا الخاصة بالمفاهيم الخاطئة، كما أنشأت صفحة بعنوان «إرهابيون» ترصد حركة المسلمين بالخارج لتحسين سمعة الإسلام ومواجهة الدعوات الباطلة التي تسيء للإسلام والمسلمين.
وهنا يجب أن أؤكد أن تجديد الخطاب الديني ليس مسئولية المؤسسة الدينية وحدها ولكنه مسئولية مشتركة لجميع مؤسسات الدولة المعنية ببناء الإنسان فكريًّا ومعنويًّا وثقافيًّا.
وعن لقاءات الدكتور شوقي علام وجولاته الخارجية قال: "الوجود الإسلامي اليوم في الغرب ليس وجودًا طارئًا أو استثنائيًا، فلم يعد المسلمون هناك مجرد جماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبحت جزءًا من النسيج الاجتماعي لسكان تلك البلاد.
ومع ازدياد وتيرة التطرف والإرهاب زادت كذلك موجات الإسلاموفوبيا نتيجة للصورة المشوهة التي ظهرت للغرب عن الإسلام والمسلمين، وهو ما جعلنا أمام تحد كبير من أجل تصحيح صورة الإسلام وتصحيح المفاهيم الإسلامية التي تم تشويهها وتحريفها من قبل جماعات التطرف.
وقد لا حظنا هجومًا شديدًا في الغرب على الإسلام ومحاولة تصويره على أنه دين يحض على العنف وسفك الدماء، وكان للإعلام الغربي دور كبير في ذلك؛ لذا كنا حريصين على أن نقوم بدورنا للذود عن الدين عبر عدة وسائل من أهمها إرسال قوافل من علماء دار الإفتاء المصرية للقيام بجولات خارجية لنشر الفكر الصحيح، وتوضيح العديد من المفاهيم التي يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام؛ حيث نلتقي بصناع القرار، وكذلك لقاءات مع الشباب في الجامعات هناك.
كما أن الدار تقوم بتأسيس مركز دراسات استراتيجي لقضايا التشدد والتطرف تكون مهمته التواصل مع دوائر صناعة القرار السياسي والإعلامي ومراكز الأبحاث والجامعات الدولية لتزويدها بمنتجات مركز الدراسات، وسيُعنى هذا المركز بتحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليها ردًا علميًا منضبطًا، وكذلك دراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى داعش سواء من دول الشرق أو الغرب من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجرار الشباب إلى التطرف والإرهاب.
واهتمت الدار أيضًا بإنشاء موقع بعشر لغات وعدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى مثل صفحة «داعش تحت المجهر» وغيرها، فضلًا عن إنشاء مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية باسم  «Insight» والتي ترد على المجلة التي تصدرها «داعش»، وأخرى باللغة العربية باسم «إرهابيون».
وعن وجود التيارات الإسلامية ومدى اضرارها بالإسلام قال الدكتور شوقي علام: "بالطبع.. فالجماعات والتيارات المتطرفة وعلى رأسها (داعش)، تستغل النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنة، لتبرير أفعالها الإجرامية؛ حيث إنها غير مؤهلة لتفسير تلك النصوص، بل تلوي عنقها وتسخرها لتحقيق مصالحها السياسية.
ومرصد الإفتاء رصد ما يقرب من ٥٠ آية، استغلها تنظيم «داعش» الإرهابي في عملياته الدموية، وقمنا بالرد على تلك الشبهات، وتفنيد ونقد تفسير «داعش» المشوه لها، فآيات القرآن الكريم والمبادئ الأساسية التي يرتكز عليها الإسلام، تدعو إلى احترام الإنسان مهما كانت عقيدته أو جنسه أو لونه، وتدعو إلى حرية العقيدة والتعايش المشترك بين البشر".
وعن مصير توصيات تلك المؤتمرات التي عقدتها دار الإفتاء والأزهر لتجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف والإرهاب قال الدكتور شوقي علام: "أرفض أن يقال إنها حبر على ورق، فمنذ أن أعلنا عن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في شهر نوفمبر الماضي، ونحن نعقد اجتماعات مستمرة ودورية من أجل توحيد الإفتاء على مستوى دور الإفتاء والهيئات الإفتائية من الأعضاء، وسيتم عقد مؤتمر دوري سنوي يهتم ببحث قضايا الإفتاء، سعيًا إلى مساعدة الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها سياسيًا واقتصاديًّا وأمنيًّا وأخلاقيًّا، وسيكون عنوان المؤتمر القادم: «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة».
كما تم إنشاء مجلة باسم «مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم» يصدر أول عدد منها في أبريل المقبل، وهي مجلة فصلية علمية مُحكَّمة، تصدر بعدة لغات، ومتخصصة في نشر البحوث العلمية من مختلف دول العالم.
وضمن أهداف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي أنشأتها دار الإفتاء المصرية عقد مؤتمر دوري سنوي يهتم ببحث قضايا الإفتاء، سعيًا إلى مساعدة الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها، والتي تسببت في واقع عصيب تعيشه كثير من بلاد المسلمين سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وأخلاقيًا. وتم الاتفاق على أن يكون عنوان المؤتمر القادم: «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة». فنحن مستمرون في هذا بإذن الله."
وعن حكم الشرع في الانضمام لتنظيمات مثل الإخوان والدعوة السلفية وداعش وغيرها، خاصة أن الإسلام لم يعرف الجماعات قال الدكتور شوقي علام: "الانضمام لأي تنظيم من التنظيمات أو الجماعات الإرهابية المسلحة محرم شرعًا، وكذلك دعمها بأي صورة من الصور؛ لأن تلك التنظيمات تسعى لدمار البلاد والعباد، بما يتناقض مع مبادئ الإسلام والشرائع السماوية التي تعلي من قيمة الأمن النفسي والبدني، وتضع المحافظة على سلامة الإنسان في مقام يسبق المحافظة على البيت الحرام.
وتلك التنظيمات الإرهابية المسلحة مثل داعش وغيرها تحوي فكرًا متطرفًا أسهم في تضليل الكثير من الشباب الذين غُرر بهم تحت مسميات الدين والجهاد وانتحال وصف «الدولة الإسلامية»، رغم كونها محاولات للمزايدة بالمصطلحات الدينية لتشويه الدين وتدمير البلاد، وسفك دماء العباد".
وعن استعدادات دار الإفتاء لشهر رمضان قال فضيلة المفتي: "تقدم دار الإفتاء هذا العام حزمة من الخدمات الشرعية التي تسهل عملية التواصل بين المفتي والمستفتي، منها الخط الساخن لفتاوى الصيام الذي يعمل يوميًا للرد على أسئلة المستفتين في كل مكان بعشر لغات، ومنها أيضًا صفحة الدار الرسمية على الفيسبوك والتي تقدم هذا العام وجبة روحية متكاملة من فتاوى الصيام وأحكامه وآدابه وأخلاقياته سواء الفتاوى المكتوبة أو المصورة.
ومنها كذلك كتاب الصيام ومطوية دليل الصائم، والذي يجد فيهما المسلم كل ما يخص الصيام، ففي كتاب الصوم يتعرض الكتاب لفضائل الشهر الكريم وفضائل الصوم، وأركانه ومبطلاته، أيضًا يحتوي الكتاب على كل الفتاوى التي وردت إلى الدار في الفترة السابقة والمتعلقة بالصيام، بالإضافة إلى أحكام صدقة الفطر وأحكام العيد وغيرها من الأحكام، والتي يجد فيها المسلم الإجابة الشافية لكل التساؤلات المتعلقة بالصيام والشهر الكريم."

شارك