هل تصبح تونس أحد معاقل "داعش"؟

السبت 14/مايو/2016 - 10:08 م
طباعة  هل تصبح تونس أحد
 
يحاول تنظيم "داعش " الدموي بشكل مستمر الانتشار خارج مراكز نفوذه الرئيسية في العراق والشام وتحديدًا فى شمال وغرب إفريقيا، وخاصة فى ليبيا وتونس وهو الأمر الذي بات يشكل تهديدًا خطيرا لهذة الدول وهو ما دفع لسلطات التونسية  مؤخرا الى فرض سلسلة إجراءات أمنية مشددة،  خوفا من وجود نوايا جدية لدى تنظيم داعش بالتوسع نحو اراضيها 

 هل تصبح تونس أحد
ومن خلال  تتبع  الوضع الأمني في مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا منذ الغارة الجوية التي نفذتها قوات التحالف ضد موقع لداعش في صبراته الليبية، والتي قتلت 41 عنصرًا من التنظيم في فبراير 2016م ، معظمهم تونسيون ومنذ ذلك الحين تعرضت المدينة لعدة هجمات مسلحة شنها داعش تركزت ضد مراكز القوات الأمنية تونسية التي سقط منها العشرات، وهو أمر يراه خبراء محاولة لتقييم أداء وردة فعل القوات التونسية.
 وهو ما دفع السلطات التونسية بالتعاون مع الولايات المتحدة الى تعزيز العلاقات فيما بينهما حيث يعتقد تسليمُ الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات عسكرية لتونس بقيمة 20 مليونًا في شهر مايو 2016م تتضمن طائراتِ استطلاع وعرباتٍ مجهزةً بوسائل اتصال حديثة لتأمين حدودها مع ليبيا ومنع تسلل متطرفين عبر حدود البلدين، وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية مع الرئاسة التونسية تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة حركة المعابر الحدودية وذلك خلال زيارة رئيس حكومة الوفاق فايز إلى تونس. 
 وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت فى أبريل الماضي عن  أن "مصلحة التوقي من الإرهاب وفرقة الأبحاث والتفتيش بإقليم الحرس الوطني بمحافظة زغوان التى تقع شمال العاصمة تونس تمكنت من الكشف وإماطة اللثام عن خلية إرهابية  أن هذه الخلية تتكون من خمسة عناصر بايعوا تنظيم "داعش" الإرهابي، وحجزت لديهم قذيفة حربية من مخلفات الحرب العالمية الثانية تولوا إخفاءها مع بعض المعدّات و أنه، وبالتحري مع عناصر الخلية، اعترفوا بأنهم كانوا ينوون استغلال حشوة المتفجرات الموجودة داخل القذيفة لاستهداف الدوريات الأمنية والعسكرية.

 هل تصبح تونس أحد
وفي سياق متصل، قال مسؤول عسكري اليوم لوكالة "تونس افريقيا للأنباء الرسمية" إن القوات العسكرية تمكنت خلال الفترة الماضية من القضاء على 18 عنصرا إرهابيا في جبل الشعانبي والقبض على عنصر آخر وتدمير كلي لمخيمات هذه المجموعات، إضافةً إلى حجز كميات كبيرة من الأسلحة ومن الذخيرة وتفجير مخابئ للإرهابيين تحت الأرض، ما خلف العديد من القتلى في صفوفهم.
وأضاف أن الجيش طوَّر من أساليب المقاومة والهجوم وبات اليوم يستخدم تجهيزات عصرية، ومنها مدرعات مجهزة للتصدي لأي نوع من المتفجرات يتنقل بواسطتها العسكريون من أسفل الجبل إلى قمته كما تم تجهيز أبراج مراقبة موزعة على مناطق مختلفة من الجبل، عند سفحه وفي نقاطه العليا والمتوسطة، تتوفر داخلها أسباب الراحة والحماية للعسكريين من إمكانية التعرض إلى أي ضربات.
وتبرز هذه المخاوف في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة عن قلقها من استقدام تنظيم داعش في ليبيا عناصر إرهابية من جماعة بوكو حرام في نيجيريا فبحسب الأمم المتحدة انضم نحو 4 آلاف تونسي إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق منذ عام 2011، بينما التحق نحو 1500 شخص آخرين بالتنظيم في ليبيا من جهتها، أعلنت السلطات التونسية اعتقال 37 إرهابيًا بينهم متورطون في 3 هجمات إرهابية وآخرون خططوا لشن هجمات جديدة في البلاد.

 هل تصبح تونس أحد

 ولم تكتفِ تونس بذلك بل أعلنت عن تأييدها لضربة عسكرية ضد داعش ليبيا حيث قال وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، في تصريح إعلامي إن الرئيس الباجي قايد السبسي مع التدخل العسكري الخارجي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، وليس التدخل العسكري الشامل في ليبيا.
وكان الرئيس التونسي السبسي صرح بأنه مع توجيه ضربات عسكرية لداعش ليبيا،  وأن تكون الضربات موجهة ضد هذا التنظيم وأنه من "الأنجع" أن يتم التعاون في هذا الشأن مع منظمة الأمم المتحدة وأنه يتطلع إلى عودة الاستقرار في ليبيا،  لأن الإرهابيين الذين يهاجمون تونس يأتون من هذا البلد  أن مقاتلي  داعش" ليسوا بمسلمين ولا يمثلون الإسلام، بل إن هدفهم الوحيد هو تفكيك السلطة وأن تونس مصممة على مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، قائلا: "إن دحر الإرهاب والإرهابيين يتطلب القضاء على الأمية والتهميش ومجابهة البطالة". 


 مما سبق يمكن تأكيد أنه بالرغم من  محاولات  تنظيم "داعش" الدموي بشكل مستمر الانتشار خارج مراكز نفوذه الرئيسية في العراق والشام وتحديدا فى شمال وغرب إفريقيا وخاصة فى ليبيا وتونس، فإنه دائما ما يواجه إجراءات هذه الدول التي  تترواح دائما ما بين الإخفاق والفشل وهو ما يجعل خطر هذه الجماعة فى التمدد والانتشار قائمًا. 


شارك