"الأزهر" يكذب تصريحات "الدعوة السلفية" و"حزب النور"

الأحد 15/مايو/2016 - 03:11 م
طباعة الأزهر يكذب تصريحات
 
كثيرة هي أكاذيب الدعوة السلفية وأكاذيب قيادات حزب النور، فمن البلكيمي إلى علي ونيس، ثم العناتيل، وبعد ذلك أكاذيب مخيون والشحات والهواري حول الاتفاق مع الأزهر حول تجديد الخطاب الديني، والذي نفاه المركز الإعلامي بالأزهر الشريف، وأصدر بيانًا بذلك حول استغلال السلفيين زيارات قياداتهم إلى المؤسسة، ولقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. بيان المركز الإعلامي بالأزهر الشريف أكد استنكاره لاستغلال البعض استقبال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عددًا من قيادات ونواب حزب النور بناء على طلبهم، وإطلاق تصريحات غير دقيقة عن تجديد الخطاب الديني، موضحًا أن الأزهر الشريف لا علم له بما أعلنه بعض أعضاء الحزب عن إعداد مشروع بقانون حول تجديد الخطاب الديني تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدينية بمجلس النواب. الزيارة التي تمت يوم الأحد الماضي، تبعها تصريحات من قيادات سلفية تؤكد أن الأزهر يرضى عن منهج السلفيين؛
سامح عبد الحميد،
سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة السلفية
حيث قال سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة السلفية، في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "إن الدعوة السلفية في خندق واحد مع الأزهر، فدلالات زيارة وفد الدعوة السلفية لشيخ الأزهر، خاصة أنها ليست الزيارة الأولى، ويتم تناول قضايا عديدة أثناء تلك الزيارات، وهناك دلالات عميقة لهذه الاجتماعات، منها أن المؤسسة الدينية الرسمية- وهي الأزهر- ترضى عن منهج الدعوة السلفية وتعتبره منهجًا وسطيًّا راقيًا. وقال القيادي السلفي: "إن الدعوة السلفية تقف في خندق واحد مع الأزهر ضد التيارات المنحرفة فكريًّا، ومواقف الدعوة المدافعة عن مؤسسة الأزهر تشهد بحسن العلاقة بين الطرفين، وللدعوة السلفية جهود كثيرة في الحفاظ على الدولة وعدم تعرضها للخطر الداخلي مثل الأفكار التكفيرية، والأخطار الآتية من الخارج مثل أطماع الشيعة في مصر".
الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن السلفيين يحاولون تصدير مؤسسة الأزهر في أي مشروعات يسعى السلفيون للإعلان عنها، وعلى رأسها مشروع تجديد الخطاب الديني". موضحًا أن الأزهر لن يقبل توظيف زيارات السلفيين له من أجل تمرير تصوراته حول الخطاب الديني. وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن السلفيين يخشون أن يؤثر مشروع تجديد الخطاب الديني عليهم، خاصة أنهم أكثر الفئات التي تصدر فتاوى تثير جدلًا واسعًا؛ لذلك يسعون لاستغلال لقاءاتهم بالأزهر لتوصيل رسالة أن الأزهر راضٍ عن منهجهم. من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي: "إن قضية وملف تجديد الخطاب الديني لا بد وأن يكون بعيداً عن التوظيف السياسي والاستغلال الحزبي، ولا مانع من أن يسهم العلماء والمفكرون المستقلون بالمشروع عبر إسهاماتهم وطرحهم الفكري، لكن بصفتهم الشخصية بعيداً عن أي انتماء حركي أو تنظيمي، وتظل الجهة الأولى المسئولة والمنوط بها القيام بهذه المهمة هي المؤسسة الدينية الرسمية وهي الأزهر الشريف عبر صفوة ونخبة علمائه ومفكريه الذين يختارهم لهذا الشأن. وأكد النجار ضرورة الأخذ بمبدأ المبادرة والمسارعة واستباق الحدث حيث ينبغي على الأزهر الشريف الإسراع واستشراف الحدث وسد الفراغ الحاصل في الساحة الثقافية الإسلامية وفي مجال تصحيح المفاهيم المغلوطة، متابعًا: "شاهدنا كيف استغل هذا الفراغ فريقان أحدهم متشدد يساراً يهاجم ثوابت الدين بزعم تجديده، ومتشدد يميناً يسيئ لهذه الثوابت ويشوهها ويطعن في السنة والأئمة، فحضور الأزهر في توقيته لازم وحتمي لحماية الشريعة من غلاة العلمانية ومن القرآنيين ومن غلاة الإسلاميين".
فيما تراجعت الدعوة السلفية عن تصريحاتها السابقة، وأكد أحد قيادات الدعوة السلفية أن زيارة الوفد السلفي لشيخ الأزهر "ودية"، وبعض المغرضين ادَّعوا أشياء لم تحدث، فيما يرى آخرون أن الجماعة السلفية لها العديد من المواقف المتناقضة، ولعبوا دورًا في الانحراف بالخطاب الديني، وكان من الأفضل أن يرفض شيخ الأزهر مقابلتهم.
وقال سامح عبد الحميد، القيادي بالدعوة السلفية، متراجعًا عن تصريحاته السابقة: "إن اللغط المثار حول زيارة وفد من الدعوة السلفية لمقر الأزهر الشريف محاولة للوقيعة بين الدعوة السلفية ومؤسسة الأزهر". لافتًا إلى أن زيارة وفد من الدعوة السلفية للأزهر زيارة ودية، وبعض المغرضين ادعوا أشياء لم تحدث، وزعموا أن هناك تنسيقًا بين الدعوة والأزهر بشأن الخطاب الديني، وهو أمر نرجوه، إلا أنه لم يحدث. 
وأضاف "عبد الحميد" أن هناك من حاول توتير العلاقة بين الدعوة والأزهر والوقيعة بينهما، مؤكدًا أن الدعوة السلفية أصدرت بيانًا لتكذيب هذه المزاعم، فيما أصدر الأزهر توضيحًا لهذه الأمور.
الشيخ محمد الأباصيري
الشيخ محمد الأباصيري الداعية الإسلامي
من جانبه قال الشيخ محمد الأباصيري الداعية الإسلامي: "إن لقاء شيخ الأزهر بقيادات الدعوة السلفية غير مبرر، وكان من المفترض أن يرفض الأزهر، خاصة أن السلفيين لهم العديد من المواقف المتناقضة، ولعبوا دورًا في الانحراف بالخطاب الديني من خلال الأفكار المتشددة، ومن ثم فإن الجلوس معهم يضفي عليهم شرعية، ومن الطبيعي أن يحاولوا استغلال الأمر في الترويج لأنفسهم؛ نظرًا لأن شيخ الأزهر هو إمام المسلمين".
وأكد "الأباصيري" أنه لا بد من وقف هذه اللقاءات التي تسيء لمؤسسة الأزهر؛ لأن هدف السلفيين منها ليس تجديد الخطاب الديني، وإنما استغلال شيخ الأزهر لإضفاء شرعية لأنفسهم.
الأزهر يكذب تصريحات
وأوضح الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، أن غضب الأزهر من استغلال لقاء قيادات الدعوة السلفية بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يعود إلى محاولة الدعوة السلفية الترويج لنفسها، بأنهم يمثلون التيار الإسلامي الآن، مدللًا على ذلك بمشاركتهم في تجديد الخطاب الديني بالمشاركة مع الأزهر.
واتهم "أبو العزائم" السلفيين بإفساد الخطاب الديني بدعوات التشدد ودعوات التكفير وفتاوى التحريم، وقال: «هم مأجورون، يسعون لخدمة مصالحهم الخاصة وأهدافهم السياسية، ومن ثم فإن غضب الأزهر من مسلك قادتهم أمر طبيعي».

شارك