الأموال كلمة السر في حل أزمة جماعة الإخوان
الأحد 15/مايو/2016 - 03:19 م
طباعة

كنا قد تناولنا بالأمس موضوع الصراع الداخلي لجماعة الإخوان المسلمين، وكيف أن القائم بأعمال المرشد العام الدكتور محمود عزت سوف يلم شمل المكاتب الإدارية، ويجمعها تحت قيادته؛ نظرًا لأنه يملك الموارد المالية للجماعة فما زال هو المتحكم في أموال الجماعة، وجهات صرفها، وأن المكاتب الإدارية لا تستطيع العمل بدون الأموال التي تتدفق عليها من مكتب الإرشاد، فبعدما تصاعدت الأزمة داخل جماعة الإخوان، وأعلنت مكاتب إدارية في الجماعة تأييدها للجبهة الجديدة التي يتزعمها محمد كمال، ضد جبهة القيادات التاريخية بقيادة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، انقلب المشهد رأسًا على عقب خلال الساعات الماضية بعدما تراجع ما يقرب من 10 مكاتب إدارية عن دعمها لجبهة محمد كمال، وجددوا بيعتهم للقائم بأعمال المرشد؛ الأمر الذي يثير سؤالًا غاية في الأهمية ألا وهو كيف استطاع محمود عزت أن يغير موقف تلك المكاتب لصالحه، ويسيطر عليها في فترة وجيزة؟
مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أكدت أن محمود عزت منع تمامًا وصول التمويلات إلى المكاتب الإدارية التي أعلنت انحيازها للجبهة الجديدة للجماعة، وعلى رأسهم المكاتب الإدارية التابعة للإسكندرية وبني سويف وسوهاج، وأسيوط، والجيزة، والفيوم، وهي أكثر المكاتب التي ساندت اللجنة الإدارية العليا في مواقفها وطالبت بإجراء انتخابات داخلية عاجلة. وأضافت المصادر أنه في الوقت ذاته، زادت التمويلات الخاصة بالمكاتب التي تتبع للقائم بأعمال مرشد الجماعة، وعلى رأسهم مكاتب الشرقية وكفر الشيخ والبحيرة، وبورسعيد والإسماعيلية. وأشارت المصادر إلى أن المكاتب الإدارية للإخوان التي كانت تتبع جبهة القيادة الجديدة للجماعة، دخلت خلال الأسابيع الماضية في أزمة مالية ضخمة مع كوادرها، خاصة أن هذه المكاتب هي المسئولة بشكل كامل عن توصيل المعاشات لأسر ضحايا الإخوان، وأسر القيادات المسجونين، وهو ما أضرهم في النهاية لرفض إجراء انتخابات داخلية بالجماعة، وإعلان تبعيتهم لمحمود عزت.

عز الدين دويدار، القيادى الإخواني
من جانبه قال عز الدين دويدار، القيادى الإخواني: "إن هناك مكاتب إدارية غيرت موقفها من الجبهة الجديدة للإخوان، واللجنة الإدارية العليا، خلال الفترة الماضية، بعد أن كثف محمود عزت محاولاته للسيطرة على التنظيم". وقال دويدار، في تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "متى سيعود إخوان الشرقية والبحيرة للانضمام لإخوانهم في خارطة الطريق الجماعة، سيكون ذلك في الفترة من 6/30 وحتى آخر 2016 وقتما يكتشفون حجم الخديعة والمنزلق الذي تقوم به جبهة محمود عزت، والذي لن يرضوا بالاستمرار فيه، بينما لن يعود المكتب الإداري لإخوان الدقهلية إلى اللجنة الإدارية العليا؛ لأنهم يؤمنون بحكمة القيادة التاريخية، فهي محافظات لم تشارك في الثورة ولم تدفع ضريبة، واصفًا البيانات الأخيرة للمكاتب الإدارية التي أعلنت تبعتها لمحمود عزت بالحصار الذي يفرضه القائم بأعمال المرشد والمكاتب الإدارية على التنظيم. وتابع القيادي الإخواني: "هناك فريق من الإخوان منهم الرموز التي تحاول تصدر المشهد وتخطف قرار الإخوان، تسعى لتقديم تنازلات عديدة بعد تاريخ 3 يونيو المقبل، وسيسحبون الكوادر معهم درجة درجة، متوقعًا أن يوافق عدد من قيادات الجماعة على تقديم تنازلات بعد 30 يونيو المقبل.

أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوانية
وفي السياق ذاته، استنكر أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، تصدير الإخوان والحركات الإخوانية للقيادات الساذجة على القيادات التي تتمتع بالكفاءة، موضحًا أن هذا هو سبب عمق أزمة التيار الإسلامي في الوقت الحالي، خاصة داخل جماعة الإخوان. وقال في تصريح له: "تصدير الطيب "الساذج" كنموذج إسلامي، حقيقة مشاهدة لدرجة تكفي لرؤيتهم على رأس العمل الحركي الإسلامي في كافة المؤسسات والتنظيمات التابعة لهذا التيار، بينما يضطر ذوو الدهاء والحنكة لمفارقة الطريق والرفقة". من جانبه قال طارق البشبيشي، القيادي السابق بالإخوان، أن محمود عزت استطاع استخدام الملف المالي لصالحه بشكل كبير، بعدما منع وصول هذه الأموال إلى المكاتب التي تمردت عليه، ثم أجبرهم في النهاية لإصدار بيانات يعلنون تبعيتهم لهم. وأضاف القيادي السابق بالإخوان، لـ"اليوم السابع" أن جبهة محمود عزت ستضغط لآخر نفس كي تعلن جميع المكاتب الإدارية للتنظيم تبعيتها لمحمود عزت، لافتًا إلى أن القائم بأعمال المرشد استطاع استغلال مجالس شورى الجماعة في المحافظات للضغط على المكاتب الإدارية كي تغير موقفها من "محمود عزت".