هل تخدم ضرباتُ التحالف الجيشَ العراقيَّ والسوريَّ في القضاء على "داعش"؟

الإثنين 16/مايو/2016 - 11:41 ص
طباعة هل تخدم ضرباتُ التحالف
 
على الرغم من طول المدة الزمنية التي استغرقها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق إنجاز عسكري ساعد على تراجع تنظيم "داعش" الدموي ميدانيًّا لصالح الجيش العراقى والسوري، إلا أن الأمر في طريقه للمزيد من التقدم. 
هل تخدم ضرباتُ التحالف
 هذا الأمر أكد عليه بريت ماغيرك المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما لدى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب قائلًا: "إن تنظيم داعش لم يحرز أي تقدم ميداني حقيقي، وإنه ينكمش بحيث أنه بات في موقف دفاعي بشكل كبير، وإن التحالف يشن غارات دقيقة في الموصل كل يوم، وتتوفر معلومات كثيرة من الناس داخل الموصل حول داعش وما يفعله التنظيم في المدينة، وإن التحالف يحرز تقدماً الآن ضد داعش، وإن هناك ضغطاً كبيراً مستمراً ومتزامناً على التنظيم، وإن مساحة سيطرة داعش تتقلص، وهم الآن في موقف دفاعي؛ ولهذا عادوا إلى هذه التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين. 
 وحاولت "داعش" التغلب على ضربات التحالف في سوريا من خلال اتباع استراتيجية جديدة فقام التنظيم بنقل جميع النساء والأطفال من عوائل المهاجرين إلى الأرياف، وقام بتغيير أماكن أغلب المقرات السرية، ثم عمل على إخلاء جميع المقرات الظاهرة للعيان داخل المدينة وأفرغها من جميع عناصرها خوفاً من القصف وأبقى على عدد قليل جداً من العناصر داخل المقرات للحماية فقط، وتم الإبقاء على جهاز شرطة المرور المؤلف من 20 عنصرًا في الأماكن الحيوية في المدينة؛ حيث إن أبواب تلك المقرّات كانت تبقى مفتوحة، ولكن يُلاحظ الآن أنها باتت موصدة، وفي حال خروج أحد عناصر الحماية منها فإنه يخرج بسرعة ويعود بسرعة ويحاول قدر الإمكان أن يبقى متواري عن الأنظار؛ خوفاً من طائرات الاستطلاع الأمريكية.
هل تخدم ضرباتُ التحالف
ويُشار إلى أنّ عناصر التنظيم لا ينامون في مقراتهم؛ حيث جاءت الأوامر بالنوم في منازل المدنيين التي استولى عليها التنظيم، سواء من المدنين الذين فرّوا من ويلات الحرب أو من المسيحيين وغيرهم من الطوائف التي خشيت على نفسها وهربت أو من بيوت السنة التي صودرت منهم؛ حيث يعمد التنظيم على عمل جرد للمنازل، وفي حال تبين أن أي شخص يمتلك أكثر من منزل واحد، فإن التنظيم يجبره على أن يختار أحدها، وتتم مصادرة بقية المنازل بحجّة أن المهاجرين أولى بها وينام عناصر التنظيم داخل هذه البيوت، بداخل كل بيت حوالي 10 إلى 15 عنصرًا، وينام الكثير منهم أيضاً داخل المساجد حيث تحوّل أهالي مدينة الرقّة إلى دروع بشرية أمام هذه الضربات.
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل المشافي الميدانية الخاصة بتنظيم "داعش" إلى داخل الأبنية السكنية مع العلم أن التنظيم يمنع دخول المدنيين إليها، وحرص عناصر التنظيم قدر الإمكان على عدم الظهور في النهار خوفاً من الطائرات الأمريكية؛ ممّا أدّى إلى تراجع قوّة القبضة الأمنية قليلاً، من دوريات الحسبة وغيرها، ولكن ما إن يحلّ الليل حتى يعود عناصر التنظيم إلى حركتهم الطبيعية ويسارعوا بالانتشار في كل مكان و يمكن مشاهدتهم بكثرة في مجموعات، خصوصاً أمام المطاعم والكافتريات والمقاهي، فيزاولون حياتهم الطبيعية وكأنّ شيئاً لم يكن.
 وفي
هل تخدم ضرباتُ التحالف
العراق اتبع استراتيجية جديدة من خلال مزيد من العمليات الانتحارية خارج مناطق نفوذها بالعراق، وهو ما كشف عنه عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي، قائلًا: "إن ما شهده حزام بغداد من خروقات أمنية وآخرها محاولة داعش السيطرة على معمل غاز التاجي يثير القلق".. هذه التصريحات تؤكد على تجدّد المخاوف من سعي داعش إلى السيطرة على الجزء الغربي من العاصمة بغداد لتشتيت جهود الجيش وميليشيا الحشد الذين يحاصرون الفلوجة منذ شهور، بحسب مراقبين، إذ ألقى هجوم معمل غاز التاجي الشك في تصريحات القادة الأمنيين عن إحكام سيطرتهم على حزام بغداد وسط تحذيرات من خلايا نائمة بدأ إيقاظها في ظل الأزمة السياسية الحالية، وهو الهجوم الثالث الذي يشنه التنظيم على «أبو غريب» بعد هجوم واسع في أواخر فبراير 2016م استهدف مخزناً للحبوب، وهجوم آخر شنه التنظم مطلع شهر مايو واستهدف مراكز الشرطة في المنطقة.
هذا الأمر لم يمنع الجيش العراقي من تحرير مساحات كبيرة من أيدي داعش؛ حيث أعلن العميد سعد معن- المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، التابعة لوزارة الدفاع العراقية، الأحد، أن الشرطة الاتحادية بالعراق منذ بداية عام 2015م، تمكنت من تحرير 318 قرية ومدينة منذ مطلع العام الماضي، وقتلت 3436 إرهابياً من داعش، بينهم 232 قناصاً وتم تدمير 165 عربة مزودة بمدفع، وتفكيك 280 داراً مفخخة، والاستيلاء على 201 مخبأ للمتفجرات"، لافتاً إلى أن الجهد الاستخباري ساعد في تحقيق هذا الهدف.
هل تخدم ضرباتُ التحالف
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من طول المدة الزمنية التي استغرقها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق إنجاز عسكري، إلا أنه بلا شك ساعد الجيش العراقي والسوري على التقدم ميدانيًّا، كما ساعد على تراجع التنظيم الدموي.

شارك