صعوبات تواجه مفاوضات الكويت ... واستمرار الصراع في اليمن

الثلاثاء 17/مايو/2016 - 06:27 م
طباعة صعوبات تواجه مفاوضات
 
على الرغم من بارقة الأمل التي منحتها مشاورات السلام المنعقدة في الكويت لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في اليمن، فإن الكثير من التحديات لا تزال تلوح في الأفق وتهدد بإجهاض أيّ اتفاق سياسي محتمل في ظل المعطيات على الأرض التي بات من الصعب حلحلتها، ياتي ذلك مع استمرار عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين، فيما تواصل الجماعات الارهابية عملياتها الانتحارية ضد الجيش اليمني في المكلا.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، اجتمع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الاثنين في الكويت بشكل منفصل، مع رؤساء الوفود اليمنية المشاركة في المشاورات.
ويسعى المبعوث الأممي من خلال هذه الاجتماعات إلى حث الأطراف المتنازعة على تقديم تنازلات تمهد للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الانتقالية.
وأكد ولد الشيخ أن المشاورات لا يحكمها أي سقف زمني إلى غاية التوصل إلى حل نهائي للأزمة، واصفا المشاورات في الكويت بأنها "تاريخية ومن الصعب أن تتكرر".
ورغم بلوغ المفاوضات أسبوعها الرابع فإنها لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة، ما عدا الاتفاق المبدئي على تبادل 50 في المئة من الأسرى من كل جانب قبل رمضان.
ويصر الوفد الحكومي على الإفراج عن وزير الدفاع محمود الصبيحي وناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني، بينما يصر الحوثيون على ضرورة إطلاق سراح كبار السن.
فيما أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الخروقات والتحشيد والاعتداءات المتواصلة للانقلابيين في مختلف المناطق والجبهات تتعارض مع جهود ومساعي السلام في مشاورات الكويت.
وشدد في اجتماع بمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر على الأسس والمرجعيات الدولية والإقليمية للمشاورات من خلال القرار 2216 والمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وندد المجتمعون بالعملية الإرهابية التي استهدفت معسكرا للجيش في المكلا، مؤكدين دعم جهود السلطات التنفيذية والعسكرية والأمنية لاستتباب الأمن.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الاثنين، غارات جوية على أحد المواقع العسكرية الواقعة في قبضة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بمحافظة الحديدة غرب العاصمة صنعاء.
وبحسب المصادر، هزت انفجارات عنيفة المنطقة، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف، في حين لا تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء المدينة بشكل كثيف.
كما نفذت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية سلسلة غارات جوية استهدف آليات عسكرية لمليشيا الحوثي وصالح بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب .
وقالت مصادر ميدانية لـ " المشهد اليمني " أن غارات نفذتها مقاتلات التحالف العربي اليوم الاثنين رداً على استهداف مليشيا الحوثي وصالح معسكر كوفل بصرواح غرب مأرب بعدة صواريخ كاتيوشا .
وأفادت مصادر "العربية" في تعز أن القيادي الموالي لميليشيات الحوثي محمد عبدالله عبدالجليل الصوفي تم تصفيته أمس الأحد على أيدي مسلحين من جماعة الحوثي في مديرية صالة شرق مدينة تعز، إثر خلاف نشب بينه وبين قيادات حوثية تنتمي إلى محافظات من أقصى شمال اليمن.
ويعد الصوفي، أحد أعضاء ما يسمى اللجنة الثورية التابعة لميليشيات الحوثي التي تم تشكيلها بعد الاجتياح المسلح للعاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014.
كما شهدت محافظة البيضاء وسط اليمن اليوم الاثنين مواجهات متفرقة بمختلف الجبهات بالمحافظة بين المقاومة والحوثيين عقب استمرار الاخير في خرق الهدنة .
وذكرت مصادر محلية أن مواجهات عنيفة شهدتها جبهة آل حميقان بمديرية الزاهر بالبيضاء بين المقاومة والحوثيين بمختلف الاسلحة .
وفي مديرية البيضاء ذكرت مصادر ميدانية ان المقاومة اعطبت طقم تابع للمليشيا حاول التقدم باتجاه مواقع الجيش والمقاومة .
وفي مديرية ذي ناعم تمكنت المقاومة من اعطاب عربة عسكرية تابعة للمليشيا ومقتل طاقمها بعد أن كانت تستهدف الاحياء السكنية بالمديرية .
فيما قتل خمسة جنود من أفراد قوات النخبة الحضرمية، وأصيب أربعة آخرون اليوم الإثنين، في تفجير انتحاري استهدف نقطة أمنية لهم بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن.
وقالت مصادر محلية إن انتحارياً يقود دراجة نارية استهدف نقطة أمنية تابعة لقوات النخبة الحضرمية في منطقة "حلة" غربي المدينة، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة أربعة أخرين.
ونُفذت هذه العملية في ظل سريان حظر استخدام الدراجات النارية التي أعلن عنه الجيش، أمس الأحد في المدينة، وذلك بعد تفجير انتحاري استهدف طالبي التجنيد أمام بوابة النجدة بالمكلا.
وذكرت مصادر طبية في المكلا، أن عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف طالبي التجنيد، ارتفع اليوم إلى 31 قتيلاً و 50 جريحاً بينهم إصابات خطرة. وتبنى تنظيم داعش العملية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي،  ذكرت مصادر خاصة لصحيفة العرب اللندنية، إن خلافا حادا تشهده أروقة وكواليس الوفد الحوثي المشارك حاليا في مفاوضات الكويت، على إثر التصريحات التي أطلقها مؤخرا الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام والذي تحدث في مقابلات مع وسائل إعلام سعودية عن التقارب بين السعودية والحوثيين والتي شابها بعض سوء التفاهم على حد قوله إضافة إلى هجومه على النظام الإيراني.
وقالت المصادر إن التيار الراديكالي المرتبط بالمؤسسات الثورية في النظام الإيراني يضغط في اتجاه الإطاحة بعبدالسلام وتعيين حمزة الحوثي بديلا عنه.
ويتهم محمد عبدالسلام بأنه مهندس التقارب بين الحوثيين والنظام السعودي كما أنه يتزعم التيار السياسي البراغماتي في الجماعة والذي يرى أنه لا بد من التخلص من الشعارات الحادة والمواقف المتصلبة تجاه المحيط والمجتمع الدولي من أجل تحقيق أهداف الجماعة بقدر أقل من الخسائر.
وسبق أن شجب عبدالسلام تصريحات إيرانية زعمت أن صنعاء هي العاصمة الخامسة لإيران قائلا “لا نقبل أن يأتي أحد، أي كان، ليقول إن صنعاء سقطت بيده، وهذا الكلام مستفز لنا وللشعب اليمني”. وقال “الإيرانيون لن يتحدثوا عنا أو يدافعوا عنا، نحن من يدافع عن أنفسنا".
وتعرض عبدالسلام لهجوم حاد من قبل إعلاميين وسياسيين حوثيين في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد زيارته للرياض على رأس وفد حوثي.

المشهد اليمني:

مع استمرار  التخبط في سير المفاوضات ، واستمرار العمليات العسكرية، سيؤدي الي استمرار المحافظات الجنوبية في بناء كيانها السياسي باتجاه الدولة المستقلة، وانفصال اليمن ربما لأكثر من دولتين.

شارك