هل يكون قضاء "الرطبة" العراقية البداية لتحرير "الموصل" من "داعش"؟

الأربعاء 18/مايو/2016 - 11:48 ص
طباعة هل يكون قضاء الرطبة
 
 يعد قضاء الرطبة في محافظة الأنبار العراقية من المناطق اللوجستية المهمة لتنظيم داعش الدموي؛ لما يمثله موقعها من أهمية خاصة بحكم موقعها غرب الموصل والذي يشكل طريق الإمداد لعناصر "داعش" إلى سوريا. 
 وأعلن قائممقام قضاء الرطبة في الأنبار عن تحرير القضاء بشكل كامل من يد تنظيم "داعش"، وأن القوات العراقية تعمل على تفكيك المتفجرات التي زرعها التنظيم في الأبنية السكنية وذلك بعد أن كان الجيش العراقي قد دخل بلدة الرطبة النائية غرب العراق يوم الثلاثاء 17-5-2016م في هجوم استهدف قطع طريق الإمداد لعناصر "داعش" إلى سوريا.
هل يكون قضاء الرطبة
وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، في وقت سابق: "إن القوات دخلت الرطبة من الجنوب، وسيطرت على حي الانتصار مدعومة بغارات جوية أمريكية وتوقع وقتها الوصول بحلول صباح الأربعاء 18-5-2016م إلى مركز الرطبة الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد عن مكان تمركز القوات". 
إن القوات العراقية لم تواجه مقاومة تذكر عند اختراقها دفاعات التنظيم، لكنه توقع أن يكون المقاتلون قد تحصنوا في المباني لخوض حرب شوارع في الرطبة التي تبعد 360 كيلومتراً غرب بغداد.
 وهو ما تم بالفعل حيث تمكن الجيش العراقي من طرد عناصر داعش وهو ما أعتبره المتحدث باسم التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ستيف وارين، بأن استعادة الرطبة مهم باعتبارها "منطقة دعم" يستخدمها التنظيم للإعداد لعمليات في مناطق القتال التي تقع إلى الشمال والشرق، وأن البلدة لا تتمتع بدفاعات قوية مثل الرمادي والفلوجة الواقعتين إلى الشرق وهو ما دفع إلى استعادتها. 
هل يكون قضاء الرطبة
وتملك منطقة الرطبة التي تتبع إداريًّا محافظة الأنبار أهمّية استراتيجية كبيرة للقوات العراقية، التي تحرّكت لتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن احتلها قبل عامين في الثاني والعشرين من يونيو 2014م. 
 وحدد الناطق العسكري باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى الزبيدي، الأهمية الاستراتيجية للرطبة قائلا: إن "الأهمية تكمن في جوانب عسكرية واقتصادية وسياسية، فهي على الصعيد العسكري واحدة من معاقل داعش المهمة، والسيطرة عليها سيعني قطع طريق إمدادات الدواعش من الصحراء الغربية باتجاه الرطبة والأنبار، وإن خسارة الدواعش لهذه المنطقة هو خسارة لمعسكرات تدريب قواتها الخاصة، وفقدانها لمضافات الانتحاريِّين والفرق الانغماسية، وإن قصف طائرات القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطائرات التحالف قد سبق العملية لتدمير قدرات التنظيم الإرهابي بالإضافة إلى أن الرطبة عقدة مواصلات مهمة، تربط منطقة الرويشد باتجاه المنفذ الحدودي طريبيل، فضلا عن ربطها بين الأنبار، والقائم، وعانة، وراوه، فضلا عن كونها طريقا اقتصاديا يربط بين العراق والأردن".
 والنتائج السياسية التي ستترتب على سيطرة القوات العراقية على الرطبة، تحدّث لنا عنها رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي، الذي أفادنا بأنّ "السيطرة على الرطبة ستشكل دعما لحكومة العبادي والذي تحررت أراض كبيرة في عهد حكومته، بالإضافة إلى تحقيق حالة استقرار في محافظة الأنبار، وهذا يعني عودة الآلاف من النازحين ليس إلى الرطبة بل لأغلب مناطق المحافظة".
هل يكون قضاء الرطبة
وكانت القوات العراقية قد مهدت عملية تحرير الرطبة بقصف مكثف لطائرات اف 16 وتدمّر مستودعات أسلحة لداعش بها منذ أبريل 2016م حيث هاجمت الطائرات الحربية العراقية مستودعًا لداعش يخزن فيه الأسلحة والمتفجرات، وذكر بيان لـ"قيادة العمليات المشتركة" العراقية أنه "وفقا لمعلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، فإن طائرات اف 16 العراقية وجّهت ضربة جوية لمستودع خزن الأسلحة والاعتدة والمواد المتفجرة التابع لداعش في قضاء الرطبة، وإن المعلومات الاستخبارية أفادت أن المستودع كان داخل وكر يعتبر المستودع الرئيسي الذي تستخدمه عصابات داعش الإرهابية، لافتا أن الضربة أسفرت عن تدمير المستودع بالكامل، وقتل 10 إرهابيين، وإصابة 4 آخرين بجروح مختلفة".  مما سبق نستطيع التأكيد على أن تحرير قضاء الرطبة في محافظة الأنبار العراقية يعد نصر استراتيجي هام للقوات العراقية بعد أن كان موقعها المهم غرب الموصل يشكل طريق الإمداد لعناصر "داعش" إلى سوريا، وهو ما يحرم التنظيم منه، مما يؤدي للحد من قدراته، وبالتالي قرب نهايته.

شارك