في أول معركة.. "الوفاق الليبية" تحرر "أبو قرين" بـ"البنيان المرصوص"

الأربعاء 18/مايو/2016 - 11:49 ص
طباعة في أول معركة.. الوفاق
 
في أول معركة لها عقب توليها زمام الأمور في ليبيا، نجحت حكومة الوفاق الليبية في كسب أول جولة حرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي المتوغل في البلاد؛ حيث أعلنت القوات الموالية لها أنها استعادت أمس الثلاثاء 17 مايو 2016، السيطرة على منطقة أبو قرين الاستراتيجية والتي تقع شرق العاصمة "طرابلس"، وذلك بعد معارك دامية مع التنظيم الإرهابي، سقط على إثرها نحو 7 قتلي من قوات الحكومة، ثلاثة منهم قضوا في انفجار لغم أرضي، بينما أصيب 15 عنصرا آخر بجروح.
في أول معركة.. الوفاق
وقال المركز الإعلامي للعملية التي أطلقتها قوات حكومة الوفاق بهدف استعادة منطقة أبو قرين تحت مسمى "البنيان المرصوص": إن "مستشفى مصراتة 200 كلم شرق طرابلس المركزي استقبل اليوم جثامين 7 شهداء، إثر انفجار لغم أرضي أثناء تقدم القوات". 
وتقع أبو قرين، في منطقة استراتيجية قرب الساحل عند الطريق الرئيسي الذي يربط الشرق الليبي بغربه، ومدينة مصراتة 200 كلم شرق طرابلس بمدينة سرت وبالجنوب الليبي أيضًا.
وتبعد حوالي 130 كلم غرب مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس الخاضعة لسيطرة "داعش" منذ يونيو 2015، وعلى بعد نحو مئة كلم جنوب مدينة مصراتة 200 كلم شرق طرابلس، مركز القوات الموالية لحكومة الوفاق.
وتتحكم حكومة الوفاق الليبية بقواتها العسكرية في ناحية الغرب الليبي، بينما يقود الفريق أول ركن خليفة حفتر مدعوما من البرلمان، قوات في الشرق الليبي.
وقد سيطر تنظيم داعش على منطقة أبو قرين، بعد اشتباكات بدأت قبل أسبوع تقريبًا مع قوات عسكرية تابعة لحكومة الوفاق، وبالتالي على الطريق التي تمر بها، بعد أن خرج التنظيم من قاعدته في سرت وتمدد غربًا. 
ووفق متابعين فإن تنظيم "داعش" قريبًا للغاية من مدينة مصراتة، إذ أضحى يحاصرها من ناحية طريق رئيسية كانت تربطها بالشرق الليبي، وقد خلفت المعركة بين "داعش" والقوات العسكرية الليبية، وفق تأكيدات المسئول ذاته الذي رفض الكشف عن هويته، مصرع عدد من الجنود الليبيين، كما أجبر عددًا من سكان المنطقة على النزوح.
في أول معركة.. الوفاق
وكانت قالت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة تنظيم "داعش": "إن قوات التنظيم تسيطر على بلدة أبو قرين بالكامل وطلائع الجيش تصل إلى بلدة الوشكة شرق أبوقرين على بعد 25 كلم".
وأضافت أن "سرية هندسة الميدان تواصل تمشيط بلدة أبو قرين والكشف على الألغام والمفخخات في المباني السكنية".
وتبعد أبو قرين حوالي 130 كلم غرب مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" منذ يونيو 2015، وعلى بعد نحو مئة كلم جنوب مدينة مصراتة 200 كلم شرق طرابلس، مركز القوات الموالية لحكومة الوفاق.
وأوضحت غرفة العمليات التي أنشأتها حكومة الوفاق وجعلت من مصراتة مقرا لها أن القوات الحكومية تقدمت بشكل سريع أمس الثلاثاء ووصلت إلى منطقة تبعد نحو 50 كلم عن غرب مدينة سرت.
وجاء نجاح التنظيم في التمدد غرب سرت للمرة الأولى قبل أن توقف قوات حكومة الوفاق تقدمه، في وقت تعلن الحكومة الليبية وقوات الحكومة الموازية في الشرق قرب مهاجمة قواعد التنظيم لاستعادة سرت.
ورغم إعلان جيش خليفة حفتر، عن قرب عملية كبرى لتحرير مدينة سرت، معقل "داعش" في ليبيا، إلّا أن "داعش" قرّر القيام بهجوم مضاد، وامتد إلى مناطق جديدة في التراب الليبي، كما يخطط منذ مدة للاستيلاء على منطقة الهلال النفطي، إذ هاجمها أكثر من مرة.
ويعمل مقاتلو داعش بأسلوب السيارات المخففة والهجمات الانتحارية، ولا تزال القوات العسكرية في مصراتة تحاول صد هجمات التنظيم، وسط مطالب بدعمها من لدن حكومة الوحدة الوطنية التي لم تبسط بعد نفوذها في التراب الليبي، ولا تزال تعاني من وجود معارضة كبيرة في عدة أطراف ليبية، خاصة من بعض أعضاء مجلس نواب طبرق، وحكومة أخرى في طرابلس.
في أول معركة.. الوفاق
ومن جانب آخر تقدمت قوات عملية "البنيان المرصوص"، إلى منطقة الوشكة، بعد سيطرتها على منطقة أبو قرين، حيث قال مصدر عسكري: "إن قوات عملية البنيان المرصوص تقدمت إلى الوشكة التي تبعد 25 كيلومترا إلى الشرق من منطقة أبو قرين في الطريق إلى مدينة سرت معقل التنظيم".
وقالت مصادر عسكرية: "إن طائرات حربية انطلقت من قاعدة مصراتة"، مشيرين إلى أن المرحلة العسكرية الثانية من المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي ستكون ما بعد السيطرة على أبو قرين وكل المناطق المحيطة بها.
في هذا السياق، رحبت حكومة الوفاق الوطني بتأييد مجموعة الدول الداعمة لها خلال اجتماع في فيينا المطالبة بتسليحها، معلنة أن أولويتها تتركز على شراء طائرات وتدريب طيارين.
يشار إلى أن الأمم المتحدة تفرض حظرا على تصدير السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011، مع انطلاق الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
في هذا السياق، استنكرت القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر حصر توريد السلاح بحكومة الوفاق الوطني، باعتبار أنها هي أيضا تخوض معارك ضد تنظيم داعش وتنظيمات مسلحة أخرى في شرق ليبيا منذ نحو عامين، وقد قوبلت طلباتها للسلاح بالرفض.

شارك