محاولات أممية لإنجاح مفاوضات الكويت.. والحوثيون يواصلون خرق الهدنة

الخميس 19/مايو/2016 - 05:54 م
طباعة محاولات أممية لإنجاح
 
تشهد مشاورات السلام اليمنية في الكويت محاولات الساعات الأخيرة من قبل المعبوث الأممي؛ من أجل إنجاح المفاوضات، مطالبًا الوفد الحكومي بالتحلي بالصبر، فيما هدد الوفد الحوثي بالعودة إلى القتال وسط استمرار خروفات الهدنة وعمليات الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي ضد تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، حثّ المبعوث الأممي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم، الوفد الحكومي اليمني في محادثات السلام اليمنية بالكويت على التحلي بالصبر، وأكد خلال اجتماع بأعضاء الوفد الحكومي اليوم تفهمه لموقفهم ومطالبهم واعتبرها مطالب مشروعة ومنطقية، وقال: "إن كل ما ورد في رسالة الوفد إلى المبعوث كلها مطالب نتفق عليها ويتفق معنا فيها العالم".
وأشاد بصبر الوفد الحكومي وتعاطيه الإيجابي مع المشاورات، طالباً المزيد من الصبر، وأنه سيبذل جهوداً إضافية مع الطرف الآخر.
وخلال اللقاء جدد الوفد الحكومي تمسكه بالمطالب التي قدمها في رسالة إلى ولد الشيخ أحمد وطالب فيها بضرورة العمل على تثبيت النقاط الست كأساس صحيح وضروري يضمن نجاح المشاورات، مؤكدًا على أن المطالب الستة كلها مقررات الأمم المتحدة وليست مطالب الوفد الحكومي سواء قرار مجلس الأمن أو النقاط الخمس أو أجندة بيل السويسرية، أو الإطار العام الذي قدمه المبعوث أو اللجان بمهامها التي وردت في رسالة ولد الشيخ.
قال عضو وفد الحوثيين بمشاورات الكويت ، حمزة الحوثي: "إن انسحاب الوفد الحكومي من المشاورات  كان مفاجئًا وغير مبرر، واصفاً إياه بالسعي لإفشال الحوار".
وذكر "الحوثي"، في مؤتمر صحفي، عقده بالكويت، مساء أمس الأربعاء، أنه إذا لم تثمر هذه المشاورات فإن وفد الميليشيا سيعود إلى صنعاء وسيكون في طليعة الشعب لمواجهة ما وصفه بـ"العدوان".
وأوضح "أن النقاشات خلال الفترة السابقة كانت ايجابية وتمحورت حول تشكيل لجان عسكرية وأمنية وتشكيل حكومة توافقية واستمرار الحوار وقضايا عامة كوقف إطلاق النار ورفع اليمن من تحت البند السابع". على حد تعبيره .
وعن مصير المشاورات من وجهة نظر الميليشيات قال "الحوثي": لا بد من التوافق السياسي على كافة التفاصيل من أجل المرحلة الانتقالية. مطالبًا الطرف الآخر بالالتزام باتفاق السلم والشراكة وقرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية.
فيما أكد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، لدى لقائه في الرياض، سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكن، أن خارطة السلام لوقف الحرب في بلاده وتسليم الانقلابيين سلاحها واستئناف العملية السياسية، واضحة. 
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية أشار الرئيس هادي إلى أن خارطة السلام، تتمثل في الاستفتاء على مسودة الدستور وإقراره وتثبيت الرقم الوطني وإجراء الانتخابات العامة لبناء اليمن الاتحادي الجديد والآمن والمستقر.
وجدد الرئيس اليمني، رغبة الحكومة الشرعية في بلاده لإحلال السلام، مبيناً أن حرصها يتجسد في الصبر والحكمة وضبط النفس التي يتحلى بها أعضاء الوفد الحكومي في مشاورات الكويت للتطلع إلى تحقيق السلام المنشود الآمن والدائم الذي لا يحمل في طياته بذور صراعات قادمة رغم العراقيل والصعوبات التي يفتعلها الانقلابيون.
من جانبه، جدد السفير الروسي، موقف بلاده الداعم لليمن وشرعيتها الدستورية، لافتاً الانتباه إلى أن روسيا والمجتمع الدولي متحدون في المواقف لدعم اليمن لتجاوز تحدياته لتحقيق السلام لمصلحة الشعب اليمني ووضع حداً لمعاناته.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية قبل نحو ساعه غارات جوية على مواقع ميليشيا الحوثي في محافظة صعدة شمالي البلاد.
وقال مصدر محلي لـ "المشهد اليمني": إن الطيران شن غارة جوية على مدينة ضحيان بمديرية مجز شمالي صعده وغارة أخرى على منطقة ولد مسعود في مديرية سحار غربي صعدة.
وأضاف المصدر أن الطيران عاود التحليق بكثافه على مديرية محافظة صعدة، فيما لم ترد أنباء عن حجم الأضرار التي ألحقتها الغارتان.
وكان طيران التحالف العربي قد شن أمس الأربعاء سلسلة غارات مكثفة على موقع الشقراء العسكري التابع للواء العمالقة بمديرية حرف سفيان، محافظة عمران.
كما أصيب 5 من رجال الجيش والمقاومة في مواجهات مع ميليشيا الحوثي وصالح بمدينة تعز جنوب اليمن .
قدم الحوثيون على إحراق 12 منزلاً، في محافظة إب بوسط اليمن، بحسب ما ذكرت مصادر محلية.
وقالت المصادر: إن "ميليشيات الحوثي قامت مساء الأربعاء بإحراق 12 منزلاً في قرية الصريم بمديرية حزم العدين" غرب محافظة إب.
وأضافت أن "قوات الانقلاب تمارس بحق المواطنين في المديرية ذاتها اضطهاداً تحت قوة السلاح، وتقوم بين الحين والآخر باعتقال العديد من المدنيين، بحجج واهية".
كما تعمل ميليشيات الحوثي على نهب الكثير من الأموال التابعة لبعض المغتربين على أنها تابعة للمقاومة.
وكان الحوثيون أحرقوا أحد منازل المواطنين في مدينة إب القديمة منتصف أبريل الماضي.
وفي 20 فبراير الماضي قامت ميليشيات الحوثي وصالح بإحراق 40 منزلاً في مدينة ذباب غرب محافظة تعز بحجة انتماء ساكنيها للمقاومة الشعبية والجيش الوطني.
وفي أبريل من العام المنصرم أحرق الحوثيون 18 منزلاً في مديرية خور مكسر بعدن قبل أن يتمكن التحالف من تطهير عدن من الميليشيات الانقلابية.
كما كشف محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان بن على العرادة عن ترتيبات عسكرية تجري على قدم وساق بمشاركة التحالف العربي لتحرير المناطق المحتلة من قبل ميليشيا الحوثي وصالح بصرواح غرب المحافظة .
وأضاف أن الميليشيا الحوثية تنفذ أجندة خارجية وتسعى لإفشال المشاورات وعدم التزامها بتطبيق القرار 2216 ، مؤكدًا أن الترتيبات جارية مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لتحرير المناطق التي تحتلها ميليشيات الحوثي الانقلابية في صرواح بالمحافظة .
 كما كشفت العمليات التي تنفذها قوات الجيش اليمني وقوات التحالف العربي لتطهير المكلا من عناصر القاعدة، عن كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والذخائر شديدة الانفجار، وفق ما أسرت به مصادر في التحالف لصحيفة "الشرق الأوسط".
وقد خبئت الأسلحة والذخائر في عدة مقار حكومية أبرزها إدارة الجمارك، والقصر الجمهوري، وميناء الضبة. وتشمل الأسلحة التي تم العثور عليها دبابات تي 54 ومدافع هاون، وصواريخ دوشكا وكاتيوشا، بالإضافة إلى ألغام مضادة للآليات والدروع. ويبدو أن التنظيم قد أنشأ مصنعين الأول لتصنيع العبوات الناسفة فيما اختص الثاني بتفخيخ السيارات.
وأكدت المصادر للشرق الأوسط أن التحالف العربي أحبط مخطط القاعدة في تأسيس كيان يهدد الأمن والسلم الإقليمي.
يذكر أن الأيام الماضية شهدت عدداً من التفجيرات التي استهدفت قوات الأمن والشرطة اليمنية (3 تفجيرات) في المكلا موقعة عدداً من القتلى.
وكانت القوات اليمنية أعلنت في 13 مايو عن اعتقال نحو 250 "عنصرًا من القاعدة" منذ استعادتها مدينة المكلا في جنوب شرقي اليمن في 24 أبريل.

الوضع الاقتصادي

وعلى صعيد الوضع الاقتصادي، زعم قيادي في جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، أن انهيار العملة في البلد الذي يشهد حرباً افتعلها المتمردون الموالون لإيران، "اختبار من الله لهم".
وقال القيادي الحوثي فارس أبو بارعة، في منشور على فيس بوك: "هبوط الريال اليمني وارتفاع الدولار مجرد اختبار لثقتنا بالله وإيماننا بعدالة قضيتنا ومدى ارتباطنا بالله، فكونوا كما يحب الله أن تكونوا ولا تقنطوا من رحمته يطلع الدولار أو ينزل لا يهمنا كأصحاب قضية والمهم أن ندافع عن كرامتنا وعزتنا وأرضنا وأعراضنا، كما وجهنا ديننا الحنيف ولو لم يبق في خزينة الدولة وداخل البنك المركزي دولاراً واحداً".
وأكد بارعة أنهم سيستمرون في القتال حتى لو لم يبق دولار واحد في البنك المركزي، مضيفًا: "ليس من الضروري أن يكون الدولار موجود فحضوره وغيابه أمر عادي، لكن يكفينا أن الله موجود معنا وبثقتنا به سننتصر وبعونه سندافع عن أموالنا وأعراضنا وأرضنا كما أمرنا".
فيما قال محللون: "إن الاقتصاد اليمني الهش بات على مشارف الانهيار الكامل إثر تراجع قيمة العملة اليمنية إلى أدنى مستوياتها، وهو الأمر الذي تترتب عليه انعكاسات هائلة على متطلبات المعيشة الأساسية للمواطن.
وأكدت مصادر يمنية مسئولة نقلًا عن محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام قوله: "إن المتمردين استنزفوا الاحتياطي النقدي الذي يبلغ أكثر من أربعة مليارات دولار، ولم يتبق سوى الوديعة السعودية البالغة مليار دولار".
وبرزت الخلافات بشكل متصاعد بين حزب الرئيس السابق والحوثيين في ظل اتهامات غير مباشرة من رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لحزب صالح بالوقوف خلف الانهيار الحاد في العملة اليمنية، إضافة إلى التباين الكبير الذي ظهر في مشاورات الكويت بين فريقي الحوثي وصالح.

المشهد اليمني

يرى محللون أن فرص نجاح مشاورات الكويت باتت ضئيلة؛ مع إصرار الحوثيين على اللعب على عامل الوقت بانتظار "معجزة" تغير موازين القوى.

شارك