في خطوة تكرس من سيطرة رجب طيب أردوغان على مفاصل الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية، تم انتخاب بن علي يلديريم وزير النقل المقرب من الرئيس التركي على رأس حزب العدالة والتنمية، خلال مؤتمر استثنائي للحزب الحاكم، كان فيه المرشح الوحيد لهذا المنصب، وحصل يلديريم على أصوات 1405 مندوبين في الحزب، من أصل 1411 شاركوا في الانتخاب، الذي جرى اليوم في إطار مؤتمر عام استثنائي للحزب بالعاصمة أنقرة.

من جانبه كلّف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية الجديد، بن علي يلدريم، بتشكيل الحكومة التركية الـ 65 للبلاد، عقب استقالة حكومة أحمد داود أوغلو، وأفاد بيان صادر عن الرئاسة التركية  أن الرئيس التركي التقى يلدريم، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، لمدة استغرقت قرابة الساعة، كلّفه خلالها بتشكيل الحكومة الجديدة، كما أعرب أردوغان عن تمنياته بنجاح يلدريم، بالمهمة المكلف بها.

وفي وقت سابق اليوم، قبل الرئيس أردوغان، استقالة مجلس الوزراء، برئاسة أحمد داود أوغلو، بحسب بيان سابق صادر عن الرئاسة التركية، والإشارة إلى أن أردوغان قدم شكره لداود أوغلو على الخدمات التي قدمتها حكومته طيلة فترة عملها، فيما طلب منه مواصلة عمله كرئيس وزراء، إلى حين تشكيل الحكومة التركية الجديدة.

يأتي التكليف بتشكيل الحكومة، عقب ساعات من اختيار حزب العدالة والتنمية وزير النقل والملاحة البحرية، بن علي يلدريم، رئيسًا جديدًا للحزب، بعد استقالة حكومة، داود أوغلو، ليصبح يلدريم، الرئيس الثالث للحزب بعد الرئيس المؤسس، رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. 

وبدأ "العدالة والتنمية"، مؤتمره الاستثنائي الثاني، في وقت سابق اليوم، بالعاصمة أنقرة، لانتخاب رئيس جديد له، وحصل يلدريم، على أصوات 1405 مندوبين، من أصل 1411 مشارك.

تجدر الإشارة إلى أن النظام الداخلي للحزب الحاكم في تركيا، ينص على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة.

واتخذت إجراءات أمنية مشددة لهذا الحدث ونشر مئات من عناصر الشرطة بعدما ضربت تركيا في الأشهر الأخيرة هجمات أوقعت قتلى ونسبت إلى حركة التمرد الكردية و"تنظيم الدولة"

وقال يلديريم خلال المؤتمر الاستثنائي "ما علينا القيام به بشكل أولي هو الانتقال من نظام الأمر الواقع هذا إلى نظام قانوني"، من خلال تغيير الدستور لإقامة نظام سياسي رئاسي، وهو ما يريده أردوغان، وأضاف أن "رئيسنا يحمل مسؤولية شعبنا. ما علينا إنجازه هو دستور جديد ونظام رئاسي".

كان حزب "العدالة والتنمية" قد عين وزير النقل التركي بن علي يلديريم ، المقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، مرشحًا وحيدًا لخلافة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، كما أعلن مسؤول في الحزب الحاكم.

من جانبه تعهد الرئيس الجديد للحزب الحاكم في تركيا بن علي يلديريم بالعمل "بانسجام تام" مع الرئيس رجب طيب أردوغان والذي يعتبر حليفا مقربا له. 

وقال يلديريم في خطاب ألقاه بعدما عينه الحزب مرشحًا وحيدًا لخلافة أحمد داود أوغلو في رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة "سنعمل بانسجام تام مع كل الرفاق في الحزب على كل المستويات بدءًا برئيسنا المؤسس والقائد" رجب طيب أردوغان.

ويرى مراقبون أن مهمة وزير النقل السابق يلدريم ستكون تحويل القسم الأكبر من صلاحيات رئيس الوزراء التنفيذية إلى الرئيس، مع الإشارة إلى أن ولاءه لأردوغان قد يسمح له بالحصول مراراً على مناصب مهمة في إطار الحزب وأن يتسلم في شكل شبه دائم وزارة النقل في الحكومة.".

وشدد الرئيس الجديد للحزب الحاكم أن تركيا تحتاج لدستور جديد وتحتاج لنظام رئاسي قوي، ورئيس الجمهورية اليوم هو شخص منتخب من قبل الملايين، لذلك علينا أن ننهي عدم الوضوح في نظامنا وأن نضمن النظام الرئاسي في دستورنا الجديد.

شدد يلدريم أن الذي يحصل هو فقط تغيير للراية والمشعل من شخص إلى آخر، لكن الطريق واحدة وستستمر وقال "تعرفون جيدا أن تبادل القيادة يتم فقط من أجل مواصلة الطريق ومن أجل تحقيق أهداف تركيا"

أشاد يلدريم بمنتسبي العدالة التنمية، وقال "حزبنا لا يتألف من القيادات فقط بل أن أعضاء هذا الحزب هم من وقفوا كالأسود ضد محاولات الفوضى وبث الإرهاب في بلدنا، وشعبنا هو من تحدى الإرهاب والألاعيب الداخلية والخارجية". وأن "حزب العدالة والتنمية رفع كلمة المرحوم عدنان مندريس أن الشعب هو مصدر الديمقراطية"

وتعهد يلدريم بمواصلة مكافحة الإرهاب، وقال "أعلنها من هنا أننا لن ننهي عمليات العسكرية والأمنية حتى نطهر تركيا من الإرهابيين ونقضي على المخاطر التي تهدد أمننا، وسنواصل عملياتنا الأمنية والعسكرية وليطمئن الشعب لأننا سنقضي على الإرهاب ونقضي عليه تمام"، مضيفا بقوله " حاول البعض تنفيذ محاولة انقلابية لكن شعبنا لقنهم درسا وصفعهم على وجوههم عبر صناديق الاقتراع، لن نسمح بوجود دولة داخل الدولة ولن نسمح للخونة بأن يكونوا داخل بلدنا.

شدد بقوله " تركيا هي صمام الأمان لمنع التقسييم في المنطقة وهي ناصر المستضعفين في العالم، كلما كانت تركيا قوية في صناعاتها الحربية والعسكرية فإنه لن تستطيع أي قوة أن تحولها للمشهد السوري"