موسكو تواصل جهودها لإنعاش محادثات السلام السورية.. ومساعدات عاجلة للمحاصرين

الثلاثاء 24/مايو/2016 - 09:33 م
طباعة موسكو تواصل جهودها
 
تتواصل المحاولات الروسية لانعاش محادثات السلام السورية، بالرغم من العراقيل التى تضعها فصائل المعارضة المسلحة، ومع عدم استقرار الأطراف المعنية على موعد استئناف جولات السلام، إلا أن الموعد لم يتم الاستقرار عليه نهائيا، وسط معلومات أولية عن عقده عقب شهر رمضان وأجازة عيد الفطر المبارك، فى الوقت الذى تجري فيه محاولات مكثفة لتقديم مساعدات انسانية للمحاصرين داخل القري السورية. 

موسكو تواصل جهودها
من جانبه قال ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، إن موسكو تتوقع استئناف محادثات جنيف الخاصة بتسوية الأزمة السورية بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، أي في أوائل شهر يوليو المقبل، مشيرا إلى انه حتى الآن لم يتم تحديد موعد استئناف المحادثات حتى الآن، ونحن ننتظر معلومات بهذا الشأن من المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا".
ولم يستبعد بوجدانوف أن يجري دي ميستورا اتصالات بأطراف النزاع السوري قبل حلول رمضان أو خلاله، لكنه استبعد انطلاق الجولة القادمة من المحادثات قبل انتهاء الشهر المبارك، موضحا أن ممثلي الأطراف السورية غير مستعدين حتى الآن لاتصالات مباشرة، على الرغم من أن الحوار المباشر وإشراك أكراد سوريا، بمن فيهم ممثلو حزب الاتحاد الديمقراطي، في عملية التفاوض، يعد الخيار الأمثل.
وسبق لـ بوجدانوف أن التقى، الثلاثاء، السفير السوري في موسكو، رياض الحداد، وتناولت المحادثات الأوضاع في سوريا بعد سلسلة الهجمات الإرهابية في طرطوس وجبلة.

موسكو تواصل جهودها
وتعقيبا على هذا اللقاء، أكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن اللقاء عقد بمبادرة الجانب السوري، والاشارة إلى أن الطرفين شددا على عدم وجود أي بديل لعملية تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية، بالتوازي مع محاربة الإرهاب بلا هوادة، بمراعاة القرارين 2254 و2268 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا.
من ناحية اخري  نفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم تناقلتها وسائل إعلام عن إسقاط مروحيات قتالية روسية في سوريا مؤكدة عدم حصول ذلك أو وقوع أي خسائر في الأرواح بين العسكريين العاملين في قاعدة حميميم، وقال الناطق باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف، إن جميع المروحيات القتالية الروسية في سوريا تواصل تنفيذ المهمات المخططة لها، وذلك تعليقا على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلا عن شركة "ستراتفور" (Stratfor) الأمريكية المتخصصة بجمع وتحليل المعلومات وتقديم الخدمات الاستشارية.
وسبق أن نشرت مقالات مفادها أنه تم تدمير وحدة المروحيات الروسية وعشرين شاحنة في منطقة مطار "تياس" في ريف حمص.
موسكو تواصل جهودها
قال كوناشينكوف: "جميع المروحيات القتالية الروسية المتواجدة في الجمهورية العربية السورية تواصل تنفيذ المهمات المخططة لها للقضاء على الإرهابيين. ولم يتكبد قوام القاعدة الروسية أية خسائر".، موضحا أن مصدر هذه الشائعات دعاية "داعشية"، حيث كان التنظيم الإرهابي يحاول إطلاق مزاعمه الكاذبة قبل 10 أيام.
وفيما يتعلق بصور قاعدة "تياس" الجوية المؤرخة بـ17 مايو/ الجاري، والتي نشرتها شركة "ستراتفور" لإثبات مزاعمها حول إسقاط أربع مروحيات روسية وتدمير شاحنات خلال القصف الذي شنه "داعش" في 14 مايو .
نوه كوناشينكوف: "أما صور القاعدة السورية (قاعدة "تياس" (Т4) فالطائرات والعربات المحروقة والحفرات التي تشكلت نتيجة انفجار الصواريخ موجودة هناك منذ أشهر. إنها نتيجة القتال العنيف في هذا المطار بين القوات الحكومية السورية ومسلحي التنظيمات الإرهابية".
وفى سياق متصل أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة "داعش".
وعلق لافروف على تصريحات قادة حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الكردي السوري، حول الهجوم على الرقة"لا أستطيع تأكيد ما إذا كانت الأنباء حول بدء مثل هذه العمليات تتناسب مع الواقع، إلا أنني أعلن بكامل المسؤولية أننا مستعدون لمثل هذا التنسيق".، مؤكدا على أن الرقة هي أحد أهداف التحالف المناهض للإرهاب، شأنها في ذلك شأن الموصل العراقية.
أضاف "نحن على قناعة بأنه كان من الممكن تحرير هاتين المدينتين بفعالية أكثر وبشكل أسرع في حال بدء عسكريينا تنسيق خطواتهم في مرحلة مبكرة".

موسكو تواصل جهودها
قال لافروف إن هناك فرصة لتحقق مثل هذا التنسيق، مشيرا إلى أن الطيران الحربي الروسي يجب أن يعمل بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف لمساعدة من يحارب الإرهابيين على الأرض، وقبل كل شيء الجيش السوري وكذلك مختلف وحدات القوات الكردية، بما في ذلك الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، موضحا أن موسكو وواشنطن اتفقتا على الشروع في التنسيق الفعلي لعمليات محاربة الإرهابي في سوريا، مضيفا أن عسكريي البلدين يبحثون حاليا المسائل المتعلقة بهذا التنسيق بالتفاصيل.
تابع قائلا: "إننا توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأمريكيين، ولكن ليس على الفور بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجدر تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب".
شدد الوزير الروسي بأن هناك قنوات اتصال مفتوحة دائما بين القاعدة الروسية في حميميم والعسكريين الأمريكيين العاملين في العاصمة الأردنية، كما أن هناك قناة اتصال مباشرة بين موسكو وواشنطن، والمركز الروسي الأمريكي بجنيف للرد السريع على خروقات وقف إطلاق النار في سوريا.
كان ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي، إبراهيم إبراهيم، قد أعلن في وقت سابق أن القوات الكردية تنوي قريبا بدء هجوم على مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وذلك بالتنسيق مع موسكو وواشنطن، موضحا بقوله "بلا شك، يجري التحضير للهجوم على الرقة، وهناك رغبة في بدء العملية. وسيبدأ الهجوم في القريب العاجل".
شدد على أن ائتلاف القوى العلمانية الديمقراطية السورية الذي يضم القوى الكردية، سيقوم بتنفيذ هذه العملية، مضيفا أن الأكراد سينسقون خطواتهم مع الولايات المتحدة وروسيا، منوها إلى أن القوات الكردية قد بدأت التقدم نحو الرقة وتقوم بقصف ضواحيها.

شارك