تحرير "الخالدية" من قبضة "داعش".. هل يحسم معركة "الفلوجة" في العراق؟

الأربعاء 25/مايو/2016 - 04:33 م
طباعة تحرير الخالدية من
 
مع مواصلة العمليات التي تقوم بها القوات العراقية، لتحرير المدن من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، انطلقت اليوم الأربعاء 25 مايو 2016، عمليات تحرير جزيرة الخالدية، والتي تعتبر ثاني أخطر معاقل تنظيم "داعش" بعد الفلوجة في الأنبار، غرب العراق.

تحرير الخالدية من
وأعلن عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، اليوم، أن معركة طرد تنظيم "داعش" والقضاء عليه في جزيرة الخالدية، شرقي الرمادي مركز المحافظة، ضمن عمليات تحرير الفلوجة.
وفيما أعلن قائد عمليات الانبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، اليوم، عن بدء عملية امنية لتحرير جزيرة الخالدية، مشيرا إلى التقدم من جنوب الفلوجة، بمحافظة الأنبار غرب العراق.
وقال المحلاوي: إن قطعات الفرقة العاشرة بدأت صباح اليوم، بعملية عسكرية لتحرير مناطق وقرى جزيرة الخالدية (23 كم شرق الرمادي)، ومن ثم الوصول إلى الجسر الياباني للالتقاء بقطعات الفرقة 14 في الجيش شمال الفلوجة". مؤكدًا أن العملية تمت بمشاركة مقاتلي العشائر وطيران التحالف الدولي والقوة الجوية ومروحيات الجيش والدبابات والمدفعية"، مضيفًا أن قطعات الفرقة الثامنة تواصل تقدمها نحو نهر الفرات المحيط الجنوبي لمدينة الفلوجة.
وشرعت القوات الأمنية منذ يومين بعمليات عسكرية واسعة لتحرير مدينة الفلوجة من تنظيم "داعش"، فيما تواصل قطعات عسكرية أخرى بعمليات تحرير جزيرة الخالدية شرق الرمادي.
من جانبه قال العقيد أحمد الدليمي: "إن القطعات العسكرية بقيادة الفرقة العاشرة والفرقة 14 التابعة لعمليات الأنبار، وبإسناد من أفواج الشرطة وأبناء العشائر وقصف مكثف من طيران التحالف الدولي والعراقي، تتقدم صوب منطقة جزيرة الخالدية لتطهير قرى ومناطق الجزيرة"، بحسب وكالة اﻷنباء اﻷلمانية.

تحرير الخالدية من
وأضاف الدليمي أن "العملية ستكون من ثلاثة محاور: محور من منطقة البوبالي، والثاني من الجسر الياباني، والمحور الثالث عبر نهر الفرات، بقيادة الفرقة الـ8 والتي ستواصل تقدمها نحو جنوبي الفلوجة"، موضحاً أن "الهدف الرئيسي من تحرير الجزيرة هو قطع الإمدادات عن تنظيم داعش، وتمكين القطعات العسكرية من اقتحام المدينة".
وتعتبر جزيرة الخالدية، معقلا مهما لتنظيم "داعش"، ومنها يقصف التنظيم قضاء الخالدية الفاصل بين الرمادي، والفلوجة، بقذائف الهاون المُصنعة محليًّا والمسماة بـ"قذائف جهنم" استهدف بها المدنيين طيلة الفترة الماضية، وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال آخرهم قبل نحو أسبوع.
في سياق متواصل، لا تزال معركة السيطرة على الفلوجة مستمرة بمشاركة وحدات من الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي، إذ قدرت مصادر عراقية عدد عناصر الحشد المشاركين في العملية بنحو 30 ألف مقاتل.
وحققت القوات العراقية تقدمًا كبيرًا في معركة تحرير الفلوجة الوكر الأخطر لـ"داعش" في الأنبار التي تُشكل وحدها ثلث مساحة البلاد غربًا، وحررت مساحات كبيرة بعد يوم فقط على انطلاق العملية في الساعات الأولى من الاثنين الماضي، فيما حررت القوات العراقية قضاء الكرمة، شرقي الفلوجة بالكامل، من سيطرة تنظيم "داعش" ورفعت العلم العراقي فيه بمشاركة الحشد الشعبي والمتطوعين من أبناء عشائر الأنبار.

تحرير الخالدية من
الناشط العراقي حيدر الخالدي قال في تصريح له: "يبدو أن التحالف الدولي يشرف بشكل أساسي على العمليات العسكرية ضد داعش في كل من سوريا والعراق؛ إذ تزامنت عملية تحرير الفلوجة وجزيرة الخالدية في الأنبار مع إطلاق قوات سوريا الديمقراطية حملة عسكرية لتحرير شمالي محافظة الرقة معقل التنظيم الرئيسي في سوريا بإسناد من طائرات التحالف الدولي – العربي".
الخالدي أضاف أن هذه العمليات سوف تستنزف قوة التنظيم وستشتت تركيزه في أي هجوم مضاد قد يريد القيام به، ويبدو أن الحرب ضد التنظيم قد دخلت مرحلة جديدة بات فيها التحالف الدولي أكثر فعالية.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أمس، أن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي اعتبر أن عمليات تحرير الفلوجة تسير بشكل يفوق التوقعات، موضحًا بأن حسم المعركة سيكون سريعًا للغاية، لا سيما في ظل انهيار معنويات مقاتلي "داعش"، وأن القوات العراقية تسعى للسيطرة على منطقة النعيمية جنوب المدينة والقريبة من سد الفلوجة، وأيضاً ناحية الصقلاوية شمالاً، وذلك عبر الضربات الجوية والمدفعية للجيش، والتي استهدفت مواقع المتطرفين طوال ساعات الليل في تلك المناطق.
وقد أعلن مجلس إنقاذ الفلوجة، أن عدد مقاتلي العشائر المشاركين في تحرير المدينة وصل إلى 1200 مقاتل، فيما يتوقع تحريرها خلال 7 أيام وقال رئيس المجلس عبد الرحمن النمراوي: إن "الحشد العشائري من أبناء عشائر الأنبار، مشارك في عمليات تحرير الفلوجة وعددهم 1200 مقاتل"، مبيناً أن "هؤلاء المقاتلين من عشائر المحامدة وجميلة والمعاضيدي وآل نمر وآل عيسى وغيرها من العشائر".
كان التنظيم الإرهابي داعش قد سيطر على مساحات واسعة من محافظة الأنبار غربي العراق منذ عام ونصف، قبل أن تستعيد القوات الحكومية العراقية السيطرة على مدينة الرمادي ونواحٍ وأقضية أخرى بعد معارك ضد التنظيم بمساندة من التحالف الدولي.
وتشكل الخالدية ثاني أخطر معاقل تنظيم "داعش" بعد الفلوجة في الأنبار، غرب العراق، أحد أهم المدن ذات الأهمية الخاصة التي يركز عليها الجيش العراقي.

شارك