"السيدة المسنة" تعري الواقع الرديء وتمركز الفتن الطائفية بالمنيا

الخميس 26/مايو/2016 - 12:52 م
طباعة السيدة المسنة تعري
 
في ظل حالة من الاحتقان الطائفي الشديد بقرية الكرم في أبو قرقاص بالمنيا والتي تم فيها حرق وسرقة بيوت الأقباط، وتعرية وزف سيدة مسنة تدعى سعاد تبلغ من العمر 70 عامًا نتيجة لسريان شائعة بالقرية عن وجود علاقة بين ابنها وبين امرأة مسلمة، سببت في موجة الانتقام الجماعي الذي يتكرر من حين لآخر في المحافظة التي شهدت منذ السبعينيات نموًا كبيرًا في الفكر التكفيري الجهادي من خلال مثلث الظلام (الإخوان - الجماعة الإسلامية- السلفيين)، ومع ارتفاع مطرد في نسبة الفقر والبطالة وارتفاع أيضًا في أعداد الأقباط الذين يتم فيهم تنفيس الكراهية والغضب- تسود مشاكل بناء الكنائس وخطف البنات القبطيات وتداخل العلاقات العاطفية بينهم والاعتداء على ممتلكات المسيحيين وسيادة جلسات الصلح العرفي، وفي الوقت الذي نفى فيه العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث مديرية أمن المنيا تجدد أعمال الفتنة الطائفية بقرية الكرم بمركز أبوقرقاص مشيرًا إلى هدوء الأوضاع بالقرية وقيام حكماء وعقلاء القرية بالصلح ما بين الطرفين، وحذر العميد عبد الفتاح الشحات مما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من أكاذيب وشائعات مغرضه، بتجدد أعمال الفتنة الطائفية، وقال: هذا غير صحيح بالمرة، ويقوم به مجموعه من مروجي الفتن من خارج المحافظة، وإن قوات الشرطة متواجدة بالقرية ولم يحدث أي شيء غير الأحداث التي وقعت يوم المشاجرة.. كانت قرية الكرم قد شهدت مشاجرة بين عائلتين مسلمة وقبطية بسبب مشاكل الجيرة أسفرت عن إصابة شخصين واحتراق 5 منازل ومخزن قبل أن تنتقل قوات الأمن لموقع المشاجرة وتسيطر عليها وتفرض كردونًا أمنيًّا وتقوم بمطاردة المتهمين منذ عدة أيام وتلقى رضا طبلية مدير أمن المنيا إخطارا من العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث المديرية يفيد بتمكن قوات الأمن بقيادة العميد عصام الخضري رئيس فرع البحث للجنوب من السيطرة على مشاجرة نشبت بين عائلتين قبطية ومسلمة بقرية الكرم بسبب مشاكل الجيرة وتم ضبط 5 متهمين وبعرضهم على النيابة قررت حبس 3  أربعة أيام على ذمة التحقيق وإخلاء سبيل 2 وأشارت تحريات البحث الجنائي إلى احتراق 3 منازل ومخزن وتلفيات بمنزلين آخرين تحرر عن الواقعة المحضر اللازم.
وأصدرت مطرانية المنيا بيانًا جاء فيه: بدأت الأحداث المؤسفة في قرية "الكرم" والتي تبعد مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفكرية، مركز أبوقرقاص، بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦ يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط؛ حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها؛ (حيث تقدر الخسائر مبدئيًّا بحوالي ثلاثمائة وخمسين ألفاً من الجنيهات).
كما قام المتعدون بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على ستة أشخاص؛ حيث تباشر الآن التحقيق معهم.
ونحن نثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أي شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدماً أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهدا في القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم. كما أعلن نيافة الأنبا مكاريوس أنه يتواصل مع قداسة البابا، بشأن قضية السيدة التي تعرضت للإهانة بالمنيا، وقال نيافته:
صرح قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والموجود بالنمسا حاليا، أنه يتابع عن كثب ما تعرضت له السيدة القبطية بالمنيا ويطمئن على حالتها الصحية والنفسية، كما يتابع قداسته أحوال المتضررين في الأحداث والخسائر التي لحقت بهم، كما أن قداسته يتابع الأمر باهتمام مع القيادات السياسية والأمنية حيث وعدوا قداسته بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة، وصرح قداسته أن المسئولين في الدولة أكدوا على أن الأم مصرية، وأن صيانة شرفها واجب ومسئولية. ودعى قداسته إلى ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك، وأن نغلق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة. حمى الله مصر والمصريين من كل شر وسوء.
البابا تواضروس الثاني
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. 
وطالب عدد من الكتاب والمفكرين على رأسهم البرلماني الدكتور عبد الرحيم علي محاسبة الجناة في الواقعة. وطالب آخرون بتولي القضاء العسكري قضية السيدة المسنة. وتدخل الرئيس شخصيًّا. 

شارك