"الناتو" يهدد جهود الجيش الليبي في محاربة الإرهاب بدعم "حكومة الوفاق"

الخميس 26/مايو/2016 - 05:12 م
طباعة ينس ستولتنبرغ الأمين ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف
 
مع مواصلة مساعي حكومة الوفاق الليبية للحصول على أكبر دعم ممكن من الدول سواء الغربية أو الخليجية، قررت أثينا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الليبية لمدة 3 أشهر على خلفية استعدادات الناتو لشن عملية عسكرية في ليبيا.
الناتو يهدد جهود
وأصدر الناتو اليوم الخميس 26 مايو 2016، بلاغًا بإغلاق مجال التحليقات التابع لـ "أثينا" أمام الطائرات الليبية، ويعني ذلك حظر كافة تحليقات الطيران الليبي كما تم إغلاق المجال الجوي لإيطاليا ومالطا".
ووفق متابعين فإن هذا الإجراء مرتبط باستعداد الناتو لشن عملية في ليبيا، وأشار إلى احتمال انطلاقها خلال الأيام القريبة القادمة.
يأتي ذلك فيما تستمر حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميًا بالعمل من العاصمة طرابلس رغم عدم حصولها على الثقة من البرلمان الشرعي في طبرق، الأمر الذي قد يهدد عمل أي جهة تدعم حكومة الوفاق.
ويرى مراقبون أن تدخل الناتو في المرحلة الحالية سيساعد على زيادة الأزمة في البلاد كما حدث في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي.
وكان الحلف الأطلسي قد نفذ في مارس 2011 غارات على ليبيا في إطار قرار لمجلس الأمن يهدف إلى حماية المدنيين من قمع النظام حينها، لكن بعض أعضاء مجلس الأمن وخصوصا روسيا والصين، اعتبروا أن الغارات الأطلسية تجاوزت تفويض القرار الدولي.
ووفق مراقبين فإن تدخل حلف الناتو في عام 2011، جعل ليبيا دولة فاشلة وقادها واقتصادها إلى حالة من الفوضى، كما أن الميليشيات المسلحة تعمل الآن لصالح الحلف والولايات المتحدة وتهرب النفط لهذه الدول، لافتين إلى أن الميليشيات المحلية بأشكالها المختلفة والقبلية، ابتليت بها ليبيا منذ تدخل حلف الناتو، والذي قاد إلى تقسيم ليبيا لحكومتين، سواء بين رئيس الوزراء نفسه أو البرلمان والجيش.
وكان حلف الناتو قد أعلن أن عملية تدخله في ليبيا في عهد القذافي من أنجح عملياته؛ وذلك ربما لأنه قد ينشأ قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية على غرار غزو أفغانستان وباكستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
وكان أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد أعلن أول أمس الثلاثاء 24 مايو 2016 بعد لقاء جمعه مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في روما أن الناتو مستعد للتدخل في الوضع بليبيا تلبية لطلب حكومة الوفاق الوطني.
ونقل التليفزيون الرسمي الإيطالي عن ستولتنبرغ القول: "نحن مستعدون للتدخل في ليبيا، لبناء هياكل دفاعية جديدة في البلاد، بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني، لافتًا إلى أن تدخل الحلف سيكون ضمن جهد مشترك بالتعاون مع أوروبا والولايات المتحدة"، مضيفا أن الناتو يدرس المزيد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي، لمشروع صوفيا في وسط البحر الأبيض المتوسط.
الناتو يهدد جهود
وكان مجلس الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي قد وافق خلال انعقاد اجتماعه في بروكسل، الاثنين الماضي على تمديد مهمّة العملية البحرية للاتحاد الأوروبي ضد المهربين وتجار البشر في البحر الأبيض المتوسط المسماة اختصارًا صوفيًّا لسنة أخرى، مرحبًا بما عبّر عنه رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج من استعداد حكومته للتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
ويرى عبدالباسط بن هامل، كاتب ومحلل سياسي ليبي، أن تصريحات تدخل الناتو، هو أسلوب ضغط من أجل الدفع بأطراف سياسية في ليبيا، لإعلان موافقتها على التشكيل الحكومي المقترح من قبل السراج.
واعتبر بن هامل، خلال لقائه عبر فضائية الغد، أن تدخل الناتو خطأ كبير، وأوجد التنظيمات الإرهابية وأدى إلى انتشار السلاح والهجرة غير الشرعية، ويضيف في حال حدوث تدخل آخر للناتو فإن ليبيا ستكون أكبر كارثة في المنطقة.
وأكد مراقبون، في ذلك الوقت، أن الهدف الاستراتيجي لحلف الناتو من خلال عملياته العسكرية في ليبيا هو السيطرة على مقدرات وموارد الدولة من نفط وغاز، ولجعل ليبيا موطئ قدم للأوروبيين في منطقة شمال إفريقيا في ظل ضعف النفوذ الأوروبي الحاصل منذ سنوات بفعل التنافس الأمريكي الصيني على هذه القارة، بالإضافة إلى الموقع الجيواستراتيجي الليبي وطول الساحل البحري، الذي يؤهل ليبيا لأن تكون محطة أوروبية جديدة للنقل البحري من وإلى إفريقيا؛ الأمر الذي شجع الأوروبيين على القيام بتدخل عسكري، مبرّره الظاهري حماية المدنيين.
وقد يؤثر تدخل الناتو في هذه المرحلة على جهود الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، وبالأخص بعد أن حقق الأخير نجاحات في تحرير لبعض المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، بينما قد يشكل التدخل نجاحًا للحكومة الوفاق الليبية.

شارك