تحرير الفلوجة.. بين تقدم القوات العراقية وتقهقر "داعش"

الأحد 29/مايو/2016 - 01:18 م
طباعة تحرير الفلوجة.. بين
 
مع مساعي القوات العراقية لتحرير مدينة الفلوجة من قبضه التنظيم الإرهابي "داعش"، وصل الجيش العراقي على مشارف المدينة الفلوجة، ليطلق ساعة الصفر لتحرير المدينة.
تحرير الفلوجة.. بين
وكانت بدأت القوات العراقية الاثنين الماضي عملية واسعة النطاق لاستعادة مدينة الفلوجة من قبضة التنظيم الإرهابي التي تبعد 50 كلم غرب بغداد، ويسيطر عليها الإرهابيون منذ يناير 2014.
ووفق إحصائيات فإنه يسيطر ما بين 500 وألف مقاتل داعشي على الفلوجة؛ حيث لا يزال يعيش 50 ألف مدني. ويمنع المتطرفون المدنيين من الفرار لكن مئات منهم نجحوا في مغادرة المدينة الجمعة بمساعدة القوات العراقية، وفق مسئولين محليين.
 وتمكنت القوات العراقية، مساء أمس السبت 28 مايو 2016، من الوصول إلى نهر "الفرات"، المحاذي للجهة الجنوبية من مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد، ضمن عمليتها العسكرية لاستعادة المدينة من سيطرة تنظيم "داعش".
أعلنت مصادرُ عسكرية عراقية وصول قوات مكافحة الإرهاب إلى معسكري طارق والمزرعة على مشارف مدينة الفلوجة للمرة الأولى منذ بدء عملية استعادة المدينة مطلع الأسبوع الحالي، بينما اشتدت المعارك في محيط المدينة، وتكبدت القوات العراقية خسائر هي الأكبر منذ بدء عملية معركة استعادة الفلوجة الاثنين الماضي.
ووصلت قوات مكافحة الإرهاب العراقية إلى مشارف مدينة الفلوجة استعدادا لاقتحامها وبدء مرحلة حرب الشوارع مع تنظيم داعش.
وقال اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، قائد "عمليات الأنبار" في الجيش العراقي: إن "القوات العراقية تمكنت من الوصول إلى نهر الفرات في محيط مدينة الفلوجة الجنوبي". موضحًا أن القوات الأمنية أصبحت ترى مدينة الفلوجة، ولا يفصلها عنها سوى نهر الفرات.
وأشار إلى أن الجيش والقوات المساندة له، تمكنت من تحرير الطريق الرابط بين "ناحية العامرية"، ومدينة الفلوجة، ويبلغ طوله 23 كم، لافتا إلى أن عملية التحرير، أسفرت عن مقتل 11 عنصرًا من تنظيم "داعش"، وتدمير أربعة سيارات تابعة للتنظيم، على حد تعبيره.
وتعتبر الفلوجة أحد أبرز معاقل "داعش" في العراق، حيث تقع على بعد نحو 50 كم غرب العاصمة بغداد، وتسعى الحكومة لاستعادتها ومن ثم التوجه شمالًا نحو الموصل لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد داعش من الموصل، معقل التنظيم الرئيسي في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري.
تحرير الفلوجة.. بين
ويرى مراقبون أن هناك 90 ألف مدني في الفلوجة لا بد من إخراجهم قبل إطلاق العملية؛ حيث تقول القوات العراقية إنها تعمل على فتح ممرات آمنة لإخراجهم منها، وسط اتهامات للقوات العراقية والحشد الشعبي، بقصف عشوائي يطال المدنيين.
كانت الأمم المتحدة، دعت الخميس الماضي جميع الأطراف المتحاربة في العراق، إلى ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحماية المدنيين في مدينة الفلوجة، والحفاظ على البنية التحتية للمدينة، وفقًا لمبادئ القانون الدولي.
وسيطر التنظيم الإرهابي داعش على شمال وغرب العراق في يونيو 2014، لكنه خسر الكثير من المناطق في الحملة العسكرية، المضادة التي تشنها قوات الجيش العراقي، والبيشمركة، بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
في سياق متصل أكد قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي إن قطعات عسكرية كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب تابع للجيش، وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر، وصلت إلى معسكر طارق ومعسكر المزرعة جنوب شرق الفلوجة غرب بغداد، مضيفًا أن القوات المذكورة ستقتحم المدينة في الساعات القليلة المقبلة لاستعادتها من تنظيم الدولة. وتخضع الفلوجة لسيطرة التنظيم منذ يناير 2014 وتعد مع الموصل أبرز معاقله في العراق.
فيما قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان لوكالة الصحافة الفرنسية: إن قطاعات من الجهاز وصلت إلى مشارف الفلوجة لكنه لم يؤكد وقت اقتحامها، وأوضح أن "العملية الآن أصبحت حرب شوارع، خصوصا بعد أن تم تطويق المدينة وسنباشر باقتحام المدينة، وقواتنا متخصصة في حرب الشوارع.
وفي سياق مواز، ارتفع عدد قتلى القوات الحكومية والميليشيات المساندة لها جراء هجمات تنظيم داعش بالفلوجة إلى 80 مقاتلًا، كما أصيب نحو مئة وفق مصادر عسكرية وطبية.
 ووفق مصادر فإن التنظيم الإرهابي شن هجمات انتحارية متزامنة على مواقع الجيش في المحاور الأربعة المحيطة بالفلوجة وأوقع خسائر هي الأكبر منذ بدء الهجوم قبل بضعة أيام.
ونفذ التنظيم في الساعات الأخيرة هجمات على مواقع الجيش، خصوصا في منطقتي السجر شمال الفلوجة والبوعزيز في الشمال الشرقي من الفلوجة، وكلتاهما قرب الكرمة. كما تعرض الجيش لهجوم مباغت في البوشجل في الصقلاوية شمال شرقي الفلوجة.
تحرير الفلوجة.. بين
وتسعى الحكومة العراقية لاستعادة الفلوجة بالكامل ومن ثم التوجه شمالًا نحو الموصل، لشن الحملة العسكرية الأوسع بطرد داعش من الأخيرة، المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق، وذلك قبل حلول نهاية العام الجاري، وتقع الفلوجة على بعد نحو 50 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد، وتعد أحد أبرز معاقل داعش في العراق.
ويقول متابعون: إن القوات العراقية حققت مكاسب في حملتها لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة، وأصبحت بلدة الكرمة، التي تعد خط الدفاع الأول للتنظيم، في قبضة الجيش العراقي.
وأصبحت الكرمة تحت سيطرة القوات الحكومية التي تشمل قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية.
وكتب مسلحون من ميليشيات مدعومة من إيران، شاركت في القتال، بعض العبارات على جدران مبان في البلدة، منها "شكرا إيران".
لكن الكرمة صارت حاليًا بلدة أشباح، إذ لا يوجد فيها أثر لمدني واحد، كما أن هناك العديد من المتاجر المحطمة والمحروقة، فيما لحقت أضرار بالغة بعدد من المباني الأكبر حجمًا، بحسب مراسلنا.
وفي حال تحرير الفلوجة بالكامل سيتبقي المدينة الأم في العراق وهي "الموصل" والتي تعد من أكبر وأهم المدن الذي سيطر عليها التنظيم الإرهابي ويصعب تحريرها في الوقت الحالي، ولكن تحرير الفلوجة سيكون عاملًا قويًّا للدفع بالقوات العراقية نحو الأخيرة لتحقيق أهدافه وتحريرها من قبضه "داعش".

شارك