أوقفوا الحرب يا عقلاء العالم
الأحد 29/مايو/2016 - 09:58 م
طباعة
فى الوقت الذى تكثف فيه دمشق وموسكو من عملياتهم العسكرية على حلب تحت ستار محاربة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تواصل المعارضة المسلحة تعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها، حتى اضطر أكثر من ستة آلاف مدني من الهرب من ريف حلب الشمالي خوفا من عناصر تنظيم"داعش"، بعد سماح قوات سوريا الديموقراطية لهم بالمرور في مناطق تحت سيطرتها.
وحسب ما توفر من معلومات، أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، ولفت نظرى ما نسب للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذى أكد أنه يقتل خلال المعارك الأخيرة بحلب كل 25 دقيقة مواطنا سوريا.
ومن حلب السورية إلى الفلوجة العراقية، وصلت قوات مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلي العشائر بالحشد إلى مشارف المدينة، فى إطار عملية استعادتها من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذى يسيطرعليها منذ أكثر من عامين، وسط استغاثة المدنيين وسقوط الكثير من القتلى والمصابين.
ولا يختلف الأمر كثيرا فى سرت الليبية، فى ضوء التقدم الذي حققته القوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية نحو مدينة سرت، تساؤلات عديدة حول العوامل التي ساعدتها على إجبار مسلحي داعش على التراجع خلال أقل من شهر، وسط حديث عن دعم أوروبي سري لهذه القوات، بهدف خلط الأوراق وإفشال جهود الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، في معركته المنتظرة لتحرير المدينة.
وهناك إشارات إلى أن دولا أوروبية على رأسها إيطاليا وبريطانيا، تدعم مليشيات مصراتة في معاركتها ضد داعش، بهدف إفشال والتشويش على خطط الجيش ، والغريب فى الأمر استمرار حظر توريد السلاح إلى الجيش الليبي، فيما تواصل دول أوروبية مد السلاح ومشاركة قوات خاصة لها، مع مليشيات مصراتة التي لا تعترف بالجيش، وتحاول كسب التأييد الدولي على حساب الشرعية العسكرية والسياسية.
ومع اشتداد المعارك المسلحة من جانب، وبين استمرار النزاع على الشرعية بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا وقوات الجيش الليبي برئاسة حفتر، تزايدت مؤخرا وتيرة نزوح المدنيين من مدينة سرت إلى زلتين، حتى بلغ عدد النازحين نحو 3 آلاف شخص بإجمالي 520 أسرة، وسط تفاقم أزمة السكن التى تعد هي الأبرز خلال هذه الفترة.
وفى تعز اليمينة الحال أصبح عسيرا على الفهم، فى ضوء اشتداد المعارك بين الحوثيين ومعهم أنصار على عبد الله صالح وقوات التحالف بقيادة السعودية، وبالرغم من تزايد الاتهامات للرياض بارتكاب جرائم حرب فى اليمن، إلا أن الحرب مستمرة ونزيف الدماء سيد الموقف، ومعاناة السيدات والفتيات تتزايد، وتتفاقم أزمات السكن والأدوية والغذاء والمياه النظيفة.
حتى الآن لم يضع الساسة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن الحلول المناسبة لإنهاء الحروب، ولا تزال هناك دول غربية لديها مصالح فى استمرار الصراع حتى ولو على حساب سقوط مزيد من المدنيين، مع نزيف مؤسسات الدولة، وهدم البنى التحتية، والتى تحتاج إلى عقود كى تعود كما كانت.
لابديل عن وقف الحرب فورا، معاناة المواطنين تتزايد، مع اقتراب الشهر الكريم، لابد من توفير السلع الغذائية والأدوية، والمناخ الآمن للعبادة.. "أوقفوا الحرب يا عقلاء العالم".