"تسيس الحج".. أحدث الوسائل الإيرانية للصدام مع السعودية
الأحد 29/مايو/2016 - 10:36 م
طباعة
في خطوة اعتبرها كثير من المراقبين سياسة اعتاد عليها النظام الإيراني عليها في تعامله مع أكثر الدول التي يضعها نصب عينيه عدواً، المملكة العربية السعودية، إذ اعتاد النظام الإيراني توظيف كل ما هو ديني لتأجيج الفتن الطائفية في المنطقة، حيث أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني على جنتي، منع الحجاج الإيرانيين من الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج هذا العام، وذلك لدى إعلانه عدم توصل المباحثات بين الجانبين الإيراني والسعودي إلى اتفاق، بسبب تعنت ورفض بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحج.
وقد توترت العلاقة بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية على خلفية إعدام المملكة السعودية الداعية الشيعي على النمر، الأمر الذي احتجت عليه إيران، اعقبها تظاهرات أمام السفارة السعودية في إيران، انتهت باقتحام محتجون إيرانيون السفارة السعودية ونهب محتوياتها,
كما توت العلاقة بين البلدين على خلفية واقعة التدافع في الحرم المكي التي أدت إلى مقتل نحو 350 إيراني، وهو الأمر الذي دفع النظام الإيراني إلى التصعيد ضد السعودية، إلى الدرجة التي هدد فيها الرئيس الإيراني السعودية برد قاسي إذا لم تسلم السعودية النظام الإيراني جثث قتلى التدافع.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، فقد ألقى جنتي في تصريحات صحفية اليوم الأحد، بالمسئولية على الجانب السعودي، بينما أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أمس السبت، أن الجانب الإيراني هو من رفض التوقيع على الترتيبات وقالت في بيان إن الوفد الإيراني قرّر وبشكل مفاجئ مغادرة المملكة قبل التوقيع على محضر ترتيبات شئون الحجاج الإيرانيين.
الوزير الإيراني قال إنه "من غیر الممكن أداء مناسك الحج هذا العام بالنسبة للحجاج الإیرانیین بسبب سلوك وحدیث المسئولین السعودیین مع الوفد الإیرانی ووضع العقبات والعراقیل أمام الحجاج الإیرانیین، على حد زعمه.
وزارة الحج والعمرة، في المملكة العربية السعودية، حاولت من جانبها منذ اللحظات الأولى قطع الطريق على المخطط الإيراني، إذ أصدرت بيانا الجمعة الماضية، حول امتناع بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين، وأكدت فيه أن "بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها، مسئولية عدم قدرة مواطنيها من أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين"، حسبما جاء في نص البيان.
ولا أحد يعلم التفاصيل التي دارت بين الجانبين وحاول الطرفين توفيرها في الاتفاق بينهما، إلا أن الطرفين يحاول كلاهما تحقيق مكاسب على حساب الآخر، السعودية تحاول لجم توسعات إيران في المنطقة خاصة في اليمن والسورية والعراق، وإيران تستثمر الملف الديني في تأجيج فتن طائفية في المنطقة.
وكانت الرياض وطهران قد اتفقتا على إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران، بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.
تقارير أشارت إلى أن إيران كانت تصر على شروط لا تقع ضمن طقوس الحج المتعارف عليها، حيث ضمّنت فقرات في محضر ترتيبات الحج طقوسا مذهبية محددة مثل "إقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر"، حيث اعتبرت السعودية بأن هذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي، فيما اعتبر مراقبون المطالب الإيرانية، تسييس لفريضة الحج، من خلال القيام بشعائر وتصرفات وتجمعات غير مألوفة تهدد أمن الحج وتخلق مشاكل كما حدث بحادثة تدافع منى سبتمبر الماضي، الأمر الذي تصدت له الرياض بحزم.