الوجه الطائفي "القبيح" لتحرير الفلوجة من داعش
الإثنين 30/مايو/2016 - 05:25 م
طباعة
على الرغم من المعارك الطاحنة التي يخوضها الجيش العراقي في الفلوجة والتي ستؤدى حتمًا إلى تحريرها ومحيطها من تنظيم داعش الدموي، إلا أن هناك وجه قبيح لعملية التحرير، وهو ما ترتكبه الميليشيات التابعة لإيران من جرائم تكشف عن طائفية مقيتة لدى رجالها رغم قرار رئيس مجلس الوزراء العراقي والتحالف الدولي بحصر مشاركة ميليشيات الحشد في حصار المدينة وعدم مشاركتها في الأعمال العسكرية.
ميليشيات "الحشد" الشيعية التابعة في معظمها لإيران لم تتوانَ في دخول مدينة الفلوجة من ثلاث نقاط في وقت مبكر من صباح يوم 30-6-2016م ، وذلك بعد أكثر من أسبوع من القصف المركز عليها من قبل قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى سقوط نحو 200 قتيل وجريح بين المدنيين، لم يتم الاكتفاء بهم بل قامت ميليشيات الحشد الشعبي بارتكاب عمليات انتقامية من أهالي المدينة، عبر تنفيذ سلسلة من الاعدامات الميدانية وحرق للمنازل والمساجد بحجة طرد تنظيم "داعش" هذا في الوقت الذي يتخوف سكان الفلوجة ذات الغالبية السنية، من عمليات قتل وانتقام وخطف من قبل ميليشيات "الحشد" الشيعية؛ حيث دفعت العمليات العسكرية في المدينة بمئات السكان المدنيين للنزوح، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين هناك وسط تأكيدات بأن الميليشيات الشيعية تخطف كل المدنيين النازحين.
ومما أكد هذه التخوفات قيام الميليشيات بإعدام 17 من أبناء بلدة الكرمة، الواقعة شمال شرق الفلوجة بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش؛ حيث أكدت مصادر عشائرية أن ميليشيا "رساليون" التابعة لـ"الحشد الشعبي" أعدمت سبعة عشر من أبناء بلدة الكرمة بتهمة الانتماء إلى داعش، وذلك من بين ثلاثة وسبعين من الرجال اختطفتهم المليشيات من المدينة بعد عزلهم عن عائلاتهم ونقلتهم إلى منطقة الرشاد شمال شرق الكرمة، وأنه على المجتمع الدولي الضغط على الحكومة العراقية لإيقاف هذه الجرائم.
فيما ذكرت مصادر عراقية أن مسلحين من عناصر ميليشيات فيلق بدر وحزب الله العراقي، المدعومين من إيران، ارتدوا ملابس الشرطة الاتحادية وشاركوا في هذه المعارك وطالت انتهاكاتهم عدداً من المباني الحكومية، منها حرق دائرة إصدار الجنسية والأحوال المدنية وسط بلدة الكرمة، إضافة إلى حرق وسلب منازل المدنيين وكشف الشيخ "مؤيد الجميلي" أحد شيوخ ووجهاء مدينة الكرمة أن "ميليشيات الحشد الشعبي اختطفوا 73 مدنياً من سكان الكرمة بعد استعادتها من تنظيم داعش في الأسبوع الاخير من مايو 2016م، واحتجزوهم في أحد مقراتهم بالمدينة بعد اتهامهم بالانتماء لداعش كما قاموا تفجير مسجدين ونهب عشرات المنازل في الكرمة".
وأبدت العديد من الجهات الدينية والدولية قلقها من دخول الميليشيات الطائفية إلى الفلوجة، واحتمال ارتكاب انتهاكات كتلك التي وقعت العام الماضي في تكريت وديالى، خصوصاً أن قادة في الحشد الشعبي قد وصفوا الفلوجة بمعقل "الإرهاب وتعهدوا بإبادتها". وحذَّر الأزهر الشريف من الخلط بين المدنيين والتنظيمات الإرهابية واستهدافهم من قبل ميليشيات تحمل أجندات طائفية وتمارس أعمال عنف وإرهاب وتطهير ممنهج وقتل على الهوية، وأنه يبدد جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، ويحول هذه العمليات من حرب على تنظيم إرهابي لحصار للمدنيين الأبرياء وعلى السلطات العراقية، العمل على تجنيب المدنيين ويلات هذه الحرب؛ لأن الزج بهم في أتون هذه الحرب يوسع من دائرة التأييد للتنظيمات الإرهابية بدلا من القضاء عليها.
من جهتها تحفظت دولة الإمارات العربية المتحدة على «استخدام قوات الحشد الشعبي في تحرير المناطق التي تقع تحت سيطرة وشجبت هيئة علماء المسلمين في العراق بشدة إقدام مليشيا الحشد الشعبي على إحراق مسجدين في بلدة الكرمة قرب مدينة الفلوجة. وقالت الهيئة في بيان: إن هذه العملية «تمت تنفيذاً لتوجيهات طائفية بتوجيه مباشر من إيران».
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من المعارك الطاحنة التي يخوضها الجيش العراقي في الفلوجة والتي ستؤدى حتمًا إلى تحريرها ومحيطها من تنظيم داعش الدموي، الا أن الوجه القبيح لعملية تحرير المدينة سوف يظل العار الذي يلاحق أي انتصار على "داعش" لما ترتكبه هذه الميليشيات من طائفية مقيتة.