في إطار مساعي وزير الأوقاف المصري الدكتور مختار جمعة في مواجهة الإرهاب والقضاء على التطرف، ومن خلال كلمته على هامش مشاركته في مؤتمر الأديان ضد الإرهاب الدولي المنعقد حاليا بعاصمة كازاخستان (أستانا)، أكد وزير الأوقاف أن الوقاية من الإرهاب لا تقل أهمية عن العمل على القضاء عليه، محذرًا من أن الإرهاب ينمو في المجتمعات والبيئات الأكثر فقرًا وهشاشةً اجتماعيًّا، كما أن محاولة حصار بعض الدول أو خنقها اقتصاديا تغذي التطرف وتصب في صالح المتطرفين.

وطالب وزير الأوقاف، بالعناية بالطبقات الفقيرة والمهمشة والعمل على تحقيق أعلى درجات العدالة الاجتماعية والإنسانية ومساعدة الدول والمجتمعات الفقيرة للنهوض من كبوتها وانتشالها من براثن الفقر للقضاء على الإرهاب وعلى الهجرة غير الشرعية معًا.

كما حذر من تجنيد الجماعات الإرهابية للشباب وآثارها على المجتمعات، ما يتطلب جهودا من رجال الدين والفكر والإعلام للتوعية بمخاطر تلك الجماعات التي توهم الشباب بالمال وتستغل ظروفهم الاجتماعية وتجندهم للقيام بالأعمال الإرهابية، مطالبًا الإعلام الدولي بالتركيز على الشباب الذي تمكن من الفرار من الجماعات الإرهابية بعد تجنيدهم، واستغلالهم لتوعية الشباب من مخاطر الانضمام لتلك الجماعات مع العمل على التعامل بحسم مع المواقع التي تجند الشباب.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الأوقاف في وقت لاحق اليوم، الثلاثاء، رئيس مجلس الشيوخ في كازاخستان والأمين العام للمؤتمر الدولي للأديان ضد الإرهاب قاسم جومارت، والذي حرص على لقاء وزير الأوقاف والوفد المصري المرافق له، رغم انشغاله بأعمال المؤتمر وبالوفود من مختلف دول العالم، وذلك تقديرا لمصر ومكانتها في العالم الإسلامي، كما يلتقي الوزير بوزير الثقافة بكازاخستان وعدد من العلماء.

ويرافق وزير الأوقاف ضمن وفد مصر للمؤتمر، كل من سفير مصر بكازاخستان هيثم كامل، والدكتور جودة بسيوني، رئيس الجامعة المصرية للعلوم الإسلامية بالماطي بكازاخستان.

وتعد هذه الزيارات والمؤتمرات عاملًا مهمًّا في محاربة التطرف والإرهاب والتضييق على تلك الجماعات بخلق رأي عام عالمي ضد الظاهرة، خصوصًا في الدول الإسلامية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تقوم هذه الزيارات بتأكيد التواصل بين الدول الإسلامية لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف والتحذير منه وتبادل الخبرات في القضاء على الأفكار المتطرفة.