التحاق 600 امرأة بـ"داعش" يؤكد قدرة التنظيم على الاستقطاب
الثلاثاء 31/مايو/2016 - 04:54 م
طباعة
مع محاولات التنظيم الإرهابي "داعش" في استقطاب المزيد من العناصر إلى صفوفه، بات يلاحق السيدات التي تعتبر الذراع الحامي له في بعض عملياته الإجرامية؛ ولذلك بدأت المرأة بالفعل تنساق وراء الإغرءات التي يقدمها التنظيم لهن، في اعتقادهن أن حياتهن ستنعم بالرفاهية والاستقرار.
وكانت أظهرت دراسة صادرة عن معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني، بأن عدد النساء اللاتي انضممن لتنظيم داعش الإرهابي مؤخرًا يقدر بنحو 600 امرأة.
وفي تقرير من المركز الدول لأبحاث العنف السياسي والإرهاب، ألقي الضوء على الأسباب الحقيقية وراء انضمام المرأة لتنظيم داعش، متسائلة: لماذا تنضم أعداد غير مسبوقة من النساء إلى تنظيم يعتمد الأساليب الوحشية؟
وبين التقرير استنادًا إلى معلومات صادرة عن معهد السياسات العامة بالولايات المتحدة الأمريكية، بأنه من كل سبعة منضمين لداعش، هناك امرأة أوروبية انضمت للتنظيم واعتنقت الفكر الجهادي.
وأظهر التقرير أن عدد النساء اللاتي انضممن إلى التنظيم بشكل رسمي، وصل إلى نحو 600، في الوقت الذي توقعت فيه زيادة هذه الأعداد بشكل مطرد الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن النساء الفرنسيات يأتين في المرتبة الأولى بين نساء التنظيم بعدد وصل إلى 220 فتاة، بينما انضمت من أستراليا 40 فتاة.
ووفقًا للمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية فإن المجاهدات في صفوف الدولة الإسلامية داعش يأتين من عدة دول في العالم، ولا يقتصرن على دولة بعينها، فبالإضافة إلى السوريات والعراقيات، تُوجد القادمات من دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها تونس، بالإضافة إلى مصر والسعودية، كما يأتي "الداعشيات" أيضًا من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن دول أوروبا الغربية، خاصةً من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهؤلاء غالبًا من أبناء المهاجرين الذين يحملون الجنسيات الأوروبية.
وكان تم اكتشاف بعض الشبكات التي تعمل على تجنيد النساء والفتيات للانضمام إلى التنظيم من عدة دول منها تونس والسودان "إقليم دارفور"؛ حيث أعلنت سميرة مرعي وزيرة المرأة في تونس أن 700 امرأة تونسية التحقن بعصابات داعش في سوريا وليبيا والعراق.
ووفق المركز أيضًا فإن منطقة آسيا الوسطى تعد من المناطق الرئيسية المُصدرة للنساء المنضمات إلى تنظيم داعش، وغالبًا ما تُعد الشريحة العمرية ما بين 18 – 21 عامًا، أبرز الشرائح العمرية التي تقبل على الانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًّا على الأمن والسلم الاجتماعيين في بلدان العالم، إلى جانب الضرر الكبير في مجالات السياسة والأمن القوى للبلاد.
ويرى محللون أن دوافع تلك النساء الحقيقية، إذ يتم عادة تصوير هؤلاء النساء على أنهن شابات ساذجات ورومانسيات إلى حد كبير، فيكون من السهل على جهاديي تنظيم داعش التغرير بهن عن طريق وعود الحب الكاذبة، فيقعن في شراك الجهاديين وينخدعن بالمظاهر الزائفة.
وفي إحدى المقالات حول دور النساء في التنظيم نشر في مجلة دابق الإلكترونية التابعة للتنظيم، سلط الضوء على دور النساء في التنظيم، وأنهن المسئولات عن إنتاج جيل جديد من الأسود يضمن بقاء التنظيم على قيد الحياة وإقامة دولة الخلافة، وفق تعبير كاتب المقال.
لا يقتصر دور النساء في التنظيم على إنتاج جيل جديد من أبناء التنظيم وفق مقال مجلة دابق، بل إنهن يلعبن دورًا مهمًّا على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف جذب مزيد من السيدات للانضمام إلى التنظيم.
وكانت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، قالت في تقرير سابق لها: "إن النساء المنضمات لتنظيم "داعش" الإرهابي يشكل ثلث المقاتلين ويتم تدريبهن حاليًا على القتال في الصفوف الأمامية للتنظيم للمرة الأولى".
ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة البريطانية "روب وينرايت" قوله: "إن هناك تزايدًا في أعداد النساء البريطانيات اللاتي يهربن إلى سوريا والعراق للانضمام في صفوف التنظيم".
وأوضحت الصحيفة أن عدد النساء في تنظيم داعش عام 2014 يشكل واحد على سبعة من التنظيم، ويتم تزويجهن لمقاتلي داعش، إلا أن دور المرأة قد تغير حاليًا كثيرا عن السنوات الماضية.
كما أن المركز الليبي لدراسات الإرهاب يصف في تقريره الصادر مؤخراً أن ما يحدث للنساء في داعش فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، فتحولت من كائن لطيف إلى شريك في القتل، أو بحثًا عن الجنس خلف ستار الدين، وادعاء تطبيق الشريعة.. فتحَّولت المرأة من ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري، إلى أداة لتوفير المتعة الجسدية لعناصر داعش، فيما عرف بجهاد النكاح.
ووفق تقرير عالمي فإن الأعمال التي تقوم بها النساء داخل داعش، أولها خدمات الدعم، وهي أعمال غير قتالية حيث يقمن بالإشراف على سجن النساء وإعداد الطعام للمقاتلين، فقد رصد التقرير مقراً في منطقة الظهير داخل مزرعة هي بمثابة المقر الذي يتم فيه: إعداد الوجبات للمقاتلين، وتتواجد 12 امرأة تتناوب على المقر بمعدل 6 نساء كل يوم والمقر تحت إشراف امرأة تكنى بــ "أم سعد"، بالإضافة إلى الإشراف على مقر سجن النساء الموجود في منطقة الظهير؛ حيث تقبع فيه 6 سجينات والمسئولة على السجن امرأة تكنى بــ "أم أحمد" وهي تونسية زوجة "أبو عمر التونسي".
كما تطرق التقرير أن البناء على خبرات سابقيه في استخدام النساء كآلية للترويج لأفكار التنظيم وتجنيد أعضائه، مستفيدًا من التقدم التكنولوجي الذي أتاح مزيدًا من الفرص للاستفادة من وجود عناصر نسائية في التنظيم.