تصعيدات جديدة في صراعات الإخوان الداخلية

الأربعاء 01/يونيو/2016 - 12:45 م
طباعة تصعيدات جديدة في
 
من يملك المال داخل الجماعة يتصرف كما شاء ويمتلك زمام الأمور، وهذا ما حدث داخل جماعة الإخوان مؤخرا؛ حيث تتركز أموال الجماعة في يد جبهة محمود عزت المرشد المؤقت للجماعة، ونظرًا للخلافات المستمرة والتي ظهرت على السطح وتداولتها وسائل الإعلام بشكل مكثف بداية من مايو 2015، وحتى الآن، ورغم التدخلات الكثيرة لمحاولات حل الأزمة الداخلية بداية من القرضاوي وأردوغان والغنوشي إلا أن كل المحاولات لرأب الصدع الحادث داخل صفوف الجماعة باءت بالفشل، ولم يلتزم أحد طرفي الأزمة بما تم الاتفاق عليه في جلسات ومؤتمرات الحل، وهذا ما جعل محمود عزت مؤخرا يضغط بالملف المالي على جبهة محمد كمال للالتزام بوحدة الصف داخل الجماعة، فقد كشفت مصادر داخل جماعة الإخوان الإرهابية، أن محمود عزت المرشد المؤقت للجماعة، بدأ إجراءات حاسمة مع معارضيه في التنظيم، وبالتحديد التابعين لجبهة رئيس ما يعرف باسم اللجنة الإدارية العليا للإخوان داخل مصر "محمد كمال"، وأكدت تلك المصادر أن عزت أرسل خطابات تهديدية لـ٤٠ قيادة إخوانية بتجميد عضويتهم، بعدما وقعوا على الوثيقة التي أطلقتها جبهة محمد كمال المعروفة باسم «على بصيرة»، والمطالبة بإجراء انتخابات شاملة في الجماعة، على غرار تجميد ٨ قيادات إخوانية سابقة في حال استمرارهم في معارضته.
لم يكتف عزت بهذه الرسائل، فحسب بل أعطى أوامره لقيادات الجماعة التابعين له في مختلف دول العالم، باتخاذ إجراءات رادعة ضد مؤيدي محمد كمال لمنعهم من نشر أفكارهم داخل الجماعة، وبالفعل قام مكتب الإخوان في السودان بطرد شباب التنظيم المصريين المعارضين للمرشد المؤقت، والداعمين لجبهة كمال من سكنهم وعملهم، وطالبوهم بالبحث عن عمل وسكن آخر بعيدا عن الإخوان طالما لا يلتزمون بالسمع والطاعة للقيادة.
فيما اشتكى عدد كبير من شباب الإخوان في قطر وتركيا، بالطرد من وظائفهم لمجرد قيامهم بالمشاركة بالتعليقات على ما ينشره شباب الإخوان المعارضين لمحمود عزت، والمؤيدين لمحمد كمال على صفحاتهم الخاصة، بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
تصعيدات جديدة في
إلا أن جبهة محمد كمال لم تتخذ أي رد فعل حتى الآن فقد أربك قرار محمود عزت حسابات جبهة محمد كمال، خاصة أن الجبهة الأخيرة لم تمتلك موارد مالية لتغطية احتياجاتها، كذلك ليس لها الثقل السياسي والإعلامي في الخارج، مقارنةً بجبهة محمود عزت، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مناداة جبهة محمد كمال باستخدام العنف في الداخل المصري يباعد بينها وبين صانعي القرار الدولي، ويقلل من فرص عودة الجماعة للعبة السياسية في الداخل، كما يؤثر في علاقات الجماعة على المستوى الدولي، وهذا ما يخالف توجهات جماعة "محمود عزت"، التي تحاول جاهدة المصالحة مع النظام المصري والعودة للعبة السياسية مرة أخرى.

شارك