"البوندستاج" يصدق على قرار يصف مذابح الأرمن "بالإبادة الجماعية"

الخميس 02/يونيو/2016 - 02:18 م
طباعة البوندستاج يصدق على
 
صوت النواب الألمان بغالبية كبيرة على قرار يعترف بإبادة الأرمن في عهد السلطنة العثمانية، بينما تتوالى التهديدات من أنقرة حول انعكاسات هذه الخطوة على العلاقات التركية الألمانية.
صدق البوندستاج "البرلمان الألماني" بأغلبية اليوم الخميس 2 يونيو 2016 على قرار يصف مقتل الأرمن على أيدي القوات العثمانية عام 1915 بأنه "إبادة جماعية". ومن المرجح أن يغضب القرار تركيا الحليف الرئيسي لألمانيا وشركائها الأوروبيين في الجهود الرامية لوقف تدفق المهاجرين إلى غرب أوروبا بموجب اتفاق جديد بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وصوت نائب واحد ضد النص وامتنع آخر، حسبما أعلن رئيس مجلس النواب الألماني نوربرت لامرت. وبما أن التصويت جرى برفع الأيدي، لم يتم احتساب الأصوات المؤيدة. النواب الألمان يصوتون للاعتراف بإبادة الأرمن.
وقد وقف وراء مشروع القرار كتل الأكثرية البرلمانية، أي محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي إضافة إلى حزب الخضر المعارض.
وفي هذا النص الذي اطلعت وكالة فرانس برس عليه، ندد البرلمان الألماني بـ"ما قامت به آنذاك حكومة تركيا من إبادة شبه تامة للأرمن". كما يندد النص بـ"الدور المؤسف للرايخ الألماني الذي لم يفعل شيئا لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية بصفته الحليف الرئيسي للدولة العثمانية" فى هذا الوقت.
وقد حض الرئيس التركي المستشارة أنجيلا ميركل على "التعقل"؛ حيث أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء اتصالًا هاتفيًّا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حضها فيه على "التعقل"، وقال أردوغان للصحافيين في مدينة إزمير قبل أن يغادر إلى إفريقيا إنه أعرب لميركل عن "قلقه" في حال تبني هذا القرار الذي يثير استياء أنقرة الشديد. وأضاف: "في حال تم تبني هذا النص ووقعت ألمانيا في الفخ فهذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور كل علاقاتنا مع ألمانيا، حليفتنا في الحلف الأطلسي وحيث يعيش ثلاثة ملايين تركي".
وأوضح أنه "بالنسبة إلى تركيا فإن هذا النص لا ينطوي على أي طابع ملزم استنادا إلى القانون الدولي". واتهم الذين يعتبرون أن ما حصل في تركيا أعمال إبادة بأنهم "يدعمون المطالب القائمة على الأكاذيب الأرمينية".
ويؤكد الأرمن أن 1,5 مليون أرمني قتلوا بشكل منهجي قبيل انهيار السلطنة العثمانية، فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة. من جهتها تقول تركيا: إن هؤلاء سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة، وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني، فضلًا عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.
وكان الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان أعرب عن الأمل في ألا "يخضع النواب الألمان للضغوط" التي تمارسها تركيا عند تصويتهم الخميس لصالح الاعتراف بإبادة الأرمن، وذلك في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية.
وصرح سركيسيان: "لن يكون من العدل عدم تسمية إبادة الأرمن بأنها إبادة لمجرد تجنب إثارة غضب رئيس دولة أخرى"، في إشارة إلى أردوغان. وتابع أن الاتفاق حول الهجرة ضعيف و"سيكون من الصعب تطبيقه على المدى البعيد مع شريك مثل تركيا".
ويشير مشروع القرار أيضا إلى "ترحيل وإبادة مدبّرين لأكثر من مليون أرمني"، على أن يعرض على التصويت الخميس المقبل. كما يعرب مشروع القرار عن أسفه "للدور المؤسف الذي قام به الرايخ الألماني الذي، بصفته الحليف العسكري الأساسي للسلطنة العثمانية ورغم المعلومات الواضحة من دبلوماسيين ومبشرين ألمان تتعلق بالترحيل والإبادة بحق الأمن، لم يتخذ أي خطوة لوقف هذه الجرائم ضد الإنسانية".
وقد أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان فيرتز قبل التصويت أن ميركل لن تشارك في التصويت بسبب انشغالها، إلا أنها أيدت النص خلال تصويت أولي لكتلة المحافظين في البرلمان.
ومشروع القرار حول إبادة الأرمن يتحفظ عليه بعض الساسة الألمان، امثال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي قال المتحدث باسمه إنه "يأمل" ألا يؤدي إلى "تأزم العلاقات لفترة طويلة مع تركيا". حيث حذر وزير الخارجية الألماني شتاينماير من الإقدام على هذه الخطوة التي من شأنها زعزعة العلاقات الألمانية التركية وذلك في وقت في غاية الحساسية بالنسبة لأوروبا التي تعتمد على تركيا في عملية وقف تدفق اللاجئين بموجب الاتقاق التركي الأوروبي حول الهجرة.

شارك