حكومة الوفاق الليبية.. بين تسليح قواتها والتدخل العسكري

الأحد 05/يونيو/2016 - 02:13 م
طباعة حكومة الوفاق الليبية..
 
في ظل التحديات التي يواجهها رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، بات الوضع متآزمًا للغاية، فمع المطالبات بتسليح قواته لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وعقب الضمانات التي اشترطها مجلس الأمن لتسليح الحكومة بأن لا تقع الأسلحة في الأيدي الخطأ، استبعد السراج تدخلًا عسكريًّا دوليًّا لمكافحة داعش الذي يزداد تهديده في ليبيا منذ بروزه فيها أواخر العام 2014.
حكومة الوفاق الليبية..
وفي مقابلة نشرتها صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، اليوم الأحد، قال السراج: "صحيح أننا نحتاج إلى مساعدة من المجتمع الدولي في حربنا ضد الإرهاب، وصحيح أننا تلقينا المساعدة، لكننا لا نتحدث عن تدخل عسكري".
وأشار السراج إلى أن تدخل قوات برية "يتناقض مع مبادئنا؛ لذا نأمل في تجنب هذا الخيار" مضيفًا: "نحتاج في المقابل إلى صور بالأقمار الاصطناعية، وإلى مساعدة استخباراتية وتقنية وليس إلى القصف".
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن السراج دعا الدول العربية لدعم بلاده من أجل رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إليها، وتمكينها من مكافحة إرهاب تنظيم داعش، قائلا: إنه "من غير المعقول أن يؤيد المجتمع الدولي حربنا ضد الإرهاب ويمنع عنا التسلح" .
كما طالب السراج، الدول بتوفير الدعم العربي لفك تجميد الأموال التي تخص ممتلكات الدولة الليبية؛ نظرًا للمعاناة الشديدة التي يعانيها الشعب الليبي، بينما أمواله مجمدة .
ودعا السراج إلى زيارة الوفود العربية لليبيا في القريب العاجل، وفتح أفق جديد لإرجاع ليبيا على الخارطة السياسية والاقتصادية، وعودة البعثات الدبلوماسية، واستئناف رحلات الطيران المباشر؛ وذلك لإرسال رسالة طمأنة وتشجيع للشعب الليبي .
وأكد السراج أن حكومة الوفاق الوطني هي حكومة جميع الليبيين الذين يؤيدون الاتفاق السياسي والذين يعارضونه، مشددًا على استعداد حكومته لمواجهة تنظيم داعش في معركة حاسمة تتطلب التنسيق الكامل بين كافة الليبيين وعلى امتداد الوطن شرقًا وجنوبًا وغربًا لتتحرك جميعها، وفقًا لاستراتيجية واحدة وتحت قيادة موحدة.
وفي مارس الماضي انتقلت الحكومة إلى طرابلس منذ شهرين، وتحاول توحيد ليبيا وممارسة سلطتها على كل أنحاء البلاد، لكنها تصطدم بمعارضة حكومة طبرق بقيادة عبدالله الثني.
ولفت السراج إلى أن الانتصار الكامل على تنظيم "داعش" في سرت قريب، قائلًا: "بالتالي سيكون بإمكاننا السيطرة على كل المناطق التي انتشر فيها، ونأمل في أن تسمح هذه الحرب ضد الإرهاب بتوحيد ليبيا، لكنها ستكون طويلة، والمجتمع الدولي يعلم ذلك".
وأعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية السبت أنها استعادت من تنظيم داعش قاعدة جوية مهمة قرب سرت، معقل الجهاديين والتي تبعد 450 كلم إلى شرق طرابلس.
حكومة الوفاق الليبية..
وكانت أعلنت جامعة الدول العربية بأن حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج هي الجهة الشرعية الوحيدة في البلاد، حتى لو تحصل الأخيرة على ثقة البرلمان المعترف به دوليًّا.
ونجح السراج خلال الاجتماع في انتزاع اعتراف بحكومة الوفاق الوطني المُنبثقة عن مجلسه الرئاسي من مجلس جامعة الدول العربية؛ حيث وصف الأخير على مستوى وزراء الخارجية، حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، بأنها "الحكومة الشرعية الوحيدة لليبيا"، رغم أنها لم تحصل بعد على ثقة مجلس النواب البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا.
والشهر الماضي وافقت 25 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وإيطاليا ومصر، على مساعدة حكومة فايز السراج بتسليح نفسها، لمواجهة تنظيم "داعش" المتمركز في سرت على الشريط الساحلي الشمالي بليبيا.
واتفقت هذه الدول على دعم طلب مقدم إلى لجنة العقوبات في الأمم المتحدة لرفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، والسماح لحكومة السراج بشراء الأسلحة.
وأفاد البيان الصادر في ختام اجتماع وزاري دولي في فيينا بأن "حكومة الوفاق الوطني عبرت عن عزمها على تقديم طلب إعفاء من حظر الأسلحة إلى لجنة الأمم المتحدة للعقوبات حول ليبيا لشراء الأسلحة الفتاكة اللازمة والمعدات لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تحددها الأمم المتحدة ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد".
حكومة الوفاق الليبية..
وتواجه حكومة السراج صعوبة في إنهاء أزمة المؤسسة العسكرية والمرتبطة بمصير قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، باعتبار أن الاتفاق السياسي، ينص على شغور المناصب العسكرية العليا على أن يتولى المجلس الرئاسي صلاحياتها إلى حين اختيار قيادة جديدة للجيش، وهو ما أسهم في تعميق الأزمة، ودفع مجلس النواب إلى رفض تشكيلة حكومة الوفاق، وطلب تعديل المادة الثامنة المتعلقة بصلاحيات المجلس الرئاسي.
والجدير بالذكر أن الغرب يواصل مساعيه للتدخل عسكريًّا في ليبيا، وبات من الواضح أن هناك مؤشرات تلوح باقتراب موعد هجوم دولي على البلاد، وبالأخص مع مطالبة حكومة الوفاق بتسليح قواتها؛ وكان كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد عن أن الولايات المتحدة وليبيا قد تتوصلان قريبًا إلى اتفاق بشأن إرسال مستشارين أمريكيين إلى ليبيا.
وأوضح آنذاك الجنرال دانفورد أن المستشارين الأمريكيين سيساعدون القوات الليبية في محاربة التنظيم الإرهابي "داعش"، قائلًا: "تجري عملية تفاوضية مكثفة، وحتى الآن لم نتمكن من إرسال هذه القوة إلى هناك؛ بسبب عدم وجود اتفاق بهذا الشأن، ولكن ذلك قد يحدث في أي لحظة من اللحظات".
ويرى محللون أن خروج ليبيا من مأزقها الحالي لن يفلح إلا بتوحد الجيوش المتصارعة على أسبقية مواجهة داعش، وأنه لا بد من انضمام صف الجيش الليبي مع قوات الوفاق، للظهور في حالة قوية لا تسمح بتنامي التنظيم مرة أخرى.

شارك