المشهد الطائفي المتكرر.. الحشد الشيعي على أبواب الفلوجة بانتهاكات جديدة

الأحد 05/يونيو/2016 - 05:05 م
طباعة المشهد الطائفي المتكرر..
 
مع مواصلة القوات العراقية، مساعيها لتحرير الفلوجة من قبضة التنظيم الإرهابي داعش، قال مسلحون شيعة في العراق مدعومون من إيران أمس السبت 5 يونية 2016 إنهم يخططون لاقتحام الفلوجة وهي معقل تنظيم داعش الإرهابي.
المشهد الطائفي المتكرر..
وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير لها بشأن تحرير الفلوجة، أنه على الرغم من أن الأمريكيون هم من صنعوا ميليشيات الحشد الشيعي بما فعلوه بالعراق عقب الغزو، إلا أنهم حاولو التخفيف من انتشاره وقوته بمحاولة بناء الجيش النظامي العراقي وإعادة وحدته وإنشاء العديد من الوحدات القتالية الفعالة به للحد من قوة ميليشيات الحشد الشعبي، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل؛ حيث كشف مسئولون عسكريون أمريكيون من السابقين والحاليين أن الضعف المتواصل في وحدات الجيش النظامي العراقي والاعتماد على ميليشيات الحشد الشعبي المتحالفة معه، قد يقوض جهودًا أوسع نطاقًا يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي لدحر داعش وكسب تأييد باقي العراقيين، وإن كان هناك وجود لبعض النجاحات العسكرية للقوات الخاصة العراقية التي تلقت تدريبًا أمريكيًا والتي بدأت تقاتل داعش منذ عامين لكن الوجود العسكري الأمريكي وقوامه 4000 فرد فشل في تغيير مجرى السياسة العراقية الذي يذكي صعود المجموعات الطائفية وينميها.
وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد ميك بدناريك الذي قاد جهود تدريب الجيش العراقي بين 2013 و2015: إن الجيش العراقي لم يطرأ عليه تحسن كبير في الأشهر الثمانية الماضية؛ وذلك بسبب قلة عدد العراقيين الراغبين في الانضمام، ورفض عدد من الضباط العراقيين الأدنى رتبة إرسال وحدات للحصول على تدريب أمريكي؛ ولذلك فإن قدرة الجيش العراقي لم تتحسن بقدر كبير؛ لأسباب، بينها التحدي المستمر المتمثل في التجنيد والبقاء.
وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع تحت سيطرة تنظيم داعش في يناير 2014 وهي ثاني أكبر المدن التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها بعد الموصل في الشمال.
وفيما قال هادي العامري قائد منظمة بدر إحدى أبرز فصائل الحشد الشعبي الشيعية: "نحن الحشد سوف لن ندخل الفلوجة ما دام فيها عوائل."
المشهد الطائفي المتكرر..
وتأتي تصريحات العامري بينما تتواصل موجة التنديد بالانتهاكات التي تجري بحق أهالي الفلوجة الفارين من بطش تنظيم داعش الإرهابي على يد ميليشيات الحشد الشيعي.
وبشأن فرار المدنيين من المدينة السنية الواقعة على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد قال العامري "بالتأكيد سندخل ونطهر المدينة من شر هذه الغدة السرطانية ولا يمنعنا أحد."
ويقول مراقبون: إن تكرار مثل هذه الجرائم سيؤثر على سير المعارك، وإن اشتراك الميليشيات في معركة تحرير الفلوجة أضر كثيرًا بسير المعركة، وشوه الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، ومسلحو العشائر.
من جانبه قال أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي ورئيس كتلة متحدون في تصريح سابق له: إن معركة تحرير الفلوجة بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الاسلامية، تشهد انتهاكات غير مقبولة وإعدامات جماعية لا تقرها لا الشرائع والقوانين.
ومن جانبهم عبر بعض "السنة" عن قلقهم من أن وجود مسلحين شيعة يقاتلون إلى جانب الجيش العراقي في معركة استعادة الفلوجة قد يؤدي لأعمال عنف طائفية.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أول أمس: "إن الهجوم الذي يهدف إلى طرد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من الفلوجة تباطأ من أجل حماية المدنيين". 
وأعرب العبادي عن أمله في أن يكون 2016 عام النصر النهائي على الدولة الإسلامية باستعادة السيطرة على الموصل.
ويرى محللون أن معركة الفلوجة ستكون أكثر صعوبة من معركتي تكريت والرمادي؛ بسبب القيمة الرمزية للمدينة لدى المتشددين، ولأنهم لا يستطيعون التراجع إلى أماكن أخرى؛ نظرًا لحصار الجيش والميليشيات الشيعية للمنطقة بأكملها.
وفي بيان للأمم المتحدة، قالت: إن نحو 50 ألفًا محاصرون في المدينة دون ما يكفي من المياه أو الأغذية أو الرعاية الطبية.
وتعتبر الفلوجة معقل تاريخي للعمليات المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وضد السلطات التي يقودها الشيعة والتي تولت الحكم بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003.
 ويتكرر المشهد الطائفي مجددًا بانتهاكات جديدة، وفي حال تم تحرير الفلوجة بالكامل، ستكون ثالث مدينة رئيسية في العراق تستعيد الحكومة السيطرة عليها بعد تكريت مسقط رأس صدام حسين والرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب البلاد.

شارك