مخاوف من عرقلة مهام التحالف العربي بتقرير أممي
الأحد 05/يونيو/2016 - 08:33 م
طباعة
في تطور جديد، ربما يكون له تداعيات كبيرة على الأرض فيما يخص مجريات أحداث الحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلامية آخرى على المتمرديين الحوثيين في اليمن، قال الأمين العام للمنظمة بان كي مون، إن الأمم المتحدة أدرجت التحالف العربي الداعم للرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق على عبدالله صالح، على "اللائحة السوداء للأمم المتحدة"، بتهمة التسبب بمقتل مئات الأطفال في اليمن منذ بدء تدخله نهاية مارس 2015.
وعلى الرغم من ان المملكة العربية السعودية تعلن دائماً أنها على حذر شديد في عمليات القصف التي تقوم بها لتجمعات ميلشيا الحوثي، إلا أن العديد من التقارير تُشير إلى أن أكثر من 6 ألاف شخص قتلوا، نصفهم من المدنيين والملايين هجروا ، و83 في المئة من السكان في حاجة ملحة للمساعدات، سواء الغذاء والماء والوقود أو قنوات الصرف الصحي.
وقد ناشدت الأمم المتحدة دول العالم المختلفة، تقديم المساعدات العينية لليمن، لكنها لم تستطيع جمع سوى 16 بالمائة من المساعدات المطلوبة، وقد نشرت تقارير أن حجم الدمار في اليمن واسع، والمدنيين محاصرين بعمليات تبادل إطلاق النار، بين القوات الموالية للشرعية، وميليشيا جماعة الحوثي.
المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المتمردين اليمنيين، انتقد إدراج مون التحالف العربي على اللائحة السوداء للأمم المتحدة للبلدان التي تنتهك حقوق الأطفال، بحسب تصريحات نقلها الإعلام الرسمي السعودي الأحد، وقال العميد الركن أحمد عسيري إن تقرير الأمم المتحدة "غير متوازن ولا يعتمد على احصائيات موثقة ولا يخدم الشعب اليمني"، وذلك بحسب تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء السعودية.
العسيري رأى أن التقرير يضلل الرأي العام بأرقام غير صحيحة تعتمد في معظمها على معلومات من جهات تابعة للمليشيات الحوثية والمخلوع صالح، مو ضحاً أن التحالف سعى منذ بداية عملياته في اليمن إلى التعاون مع الأمم المتحدة لتطوير برامج تهدف إلى حماية المواطنين اليمنيين، وفي مقدمتهم الأطفال، منها البرنامج الذي وقع مع (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسيف بتكلفة 30 مليون دولار.
وبحسب مراقبين فإن الأمم المتحدة تحاول التأثير على قيادة التحالف العربي، الأمر الذي سيكون له أثار سلبية على الأداء على الأرض، وبدا أن التحالف العربي لم يتأثر كثيراً باتهامات الأمم المتحدة، وأن التقرير الاممي يستهدف في الأساس تعطيل تقدم التحالف العربي على الأرض، إذ مكن التحالف منذ بدء عملياته في اليمن، قوات الرئيس هادي من استعادة السيطرة على خمس محافظات جنوبية أبرزها عدن، إلا أن المتمردين لا يزالون يمسكون بمناطق أخرى واسعة، أبرزها صنعاء التي سيطروا عليها في سبتمبر 2014.
كانت الأمم المتحدة أدرجت التحالف على اللائحة السوداء، كما تم ادراج الحوثيين، ضمن التقرير السنوي الذي يعرض محنة الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في العام 2015 في 14 بلداً، وبحسب التقرير، فإن التحالف مسئول عن 60 في المئة من حصيلة تبلغ 785 طفلاً قتيلاً، و1168 قاصراً جريحاً العام الماضي في اليمن.
كما اتهمت المنظمة الحوثيين بتجنيد معظم الأطفال المشاركين في القتال، وفي عددها الصادر اليوم الأحد، اتهمت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بـ "زج" اسم التحالف في التقرير، ونقلت عن مصادر لم تسمها في نيويورك أن "القائمة كانت تخلو من اسم التحالف، وأن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زج به في اللحظات الأخيرة".
وكررت الأمم المتحدة تحذيرها من "كارثة إنسانية" في اليمن حيث أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 6400 شخص منذ مارس 2015، ومنذ 21 أبريل، يخوض طرفا النزاع في مشاورات سلام في الكويت برعاية الأمم المتحدة، دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.