الرياض تُلجم توسعات طهران عسكرياً واقتصادياً وسياسياً

الأحد 05/يونيو/2016 - 11:14 م
طباعة الرياض تُلجم توسعات
 
بدا أن المعارك الدائرة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تعد تعتمد على الأسلحة التقليدية، بينهما، إذ أن السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز باتت تعتمد على توسيع نطاق مواجهتها مع إيران، فيما يتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط دون أن تعتمد اعتمادا كبيرا على حلفائها في الغرب في قمع طموحات طهران خارج العالم العربي.
تقارير أشارت إلى أن الملك سلمان عدّل من سياسة الرياض الاستراتيجية في التصدي لجهود إيران الشيعية، عبر إيجاد مناطق نفوذ في إفريقيا وآسيا بل في أمريكا اللاتينية، كما استخدمت السعودية شبكات إسلامية في دفع الدول لقطع اتصالاتها مع إيران، بما في ذلك إنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب دون دعوة طهران للمشاركة فيه.
الرياض تُلجم توسعات
وتتهم السعودية إيران بدعم الإرهاب، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في أكثر من محفل دولي إن إيران هي التي عزلت نفسها بتأييدها للإرهاب، وإن هذا هو السبب في ردود الفعل من الدول الأخرى، خصوصاً في العام الإسلامي، فيما تحرص إيران على نفي دعمها للإرهاب وتشير إلى سجلها في محاربة تنظيم "داعش" من خلال دعم الفصائل الشيعية في العراق والرئيس بشار الأسد في سورية.
وقال تقرير نشرته وكالة أنباء "رويترز" أن الاستراتيجية السعودية رداً جزئياً على تنفيذ الاتفاق النووي في يناير، وأعربت الرياض عن خشيتها من أن يتيح ذلك لطهران مجالا أكبر لتعزيز مصالحها على المستوى الدولي بإعفائها من كثير من العقوبات التي عرقلت اقتصادها.
وبعد أن أصبحت الولايات المتحدة نفسها تردد أن بوسع البنوك الغربية إبرام التعاملات المشروعة مع إيران، يعتقد السعوديون أن واشنطن حليفهم الرئيسي في الغرب بدأ تنسلخ تدريجياً عن المنطقة.
الرياض تُلجم توسعات
ورغم أن هذا التحالف الإسلامي، ليس الهدف منه صراحة التصدي لإيران، فهو لم يضم في عضويته طهران ولا حكومة العراق المتحالفة معها. كذلك يهدف التحالف إلى التصدي لتعليقات في بعض وسائل الإعلام الغربية تردد أن السعودية تؤيد تطرف الجهاديين في بعض المستويات في الوقت الذي تعمل فيه إيران وحلفاؤها من الشيعة على محاربة تنظيم "داعش".
وبخلاف مبادرة التحالف الإسلامي تحاول الرياض الفوز بدعم الهند وتشجيعها على عزل إيران. وحققت حتى الآن نتائج متباينة في هذا المجال. فبعد أن زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي البلدين الشهر الماضي زادت مبيعات الطاقة السعودية للهند، لكن نيودلهي وافقت على إنشاء ميناء في إيران.
كما اقتدت بعض الدول الإفريقية بدول كثيرة من أعضاء الجامعة العربية في الشهور الأخيرة، فقطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في أعقاب اقتحام سفارة الرياض في طهران، رداً على إعدام السعودية رجل دين شيعيا في يناير.
الرياض تُلجم توسعات
وكانت إيران قد خصصت أموالا للسعي إلى الفوز بأصدقاء في مختلف أنحاء إفريقيا، فاستثمرت في صناعات محلية، وأنفقت على نشر المذهب الشيعي في الدول السنية. وبدا أن الهدف الإيراني فاز بدعم أوسع في الأمم المتحدة باللعب على مناهضة الامبريالية، وليست القوة الناعمة وحدها المعرضة للخطر، ففي عام 2012 رست سفينتان حربيتان إيرانيتان في ميناء بور سودان في أعقاب سنوات من العلاقات الوثيقة بين الخرطوم وطهران.
ومنذ ذلك الحين استثمرت الرياض نحو 11 مليار دولار في السودان، وتجاهلت الأمر الدولي بالقبض على الرئيس عمر البشير فسمحت له بزيارة المملكة. وفي يناير قطعت الخرطوم علاقاتها مع طهران، وفعلت جيبوتي والصومال الشيء نفسه. وأظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" في يناير أن مقديشو تلقت مساعدات قيمتها 50 مليون دولار قبل صدور القرار، لكن جيبوتي نفت في فبراير أن قطع العلاقات كان حافزه ماليا، واتهمت طهران بنشر التوترات الطائفية في القارة الإفريقية. 

شارك