دواعش وسط اللاجئين يخططون لهجمات إرهابية في مدينة دوسلدورف الألمانية
الإثنين 06/يونيو/2016 - 01:06 م
طباعة
كشف القبض على ثلاثة سوريين يشتبه بتخطيطهم لهجمات إرهابية في مدينة دوسلدورف عن حقيقة التحذيرات السابقة من استهداف تنظيم "داعش" لألمانيا. التحقيقات كشفت عن وصول اثنين منهما إلى ألمانيا عن طريق البلقان.
جاء إعلان النائب العام الألماني القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش الأسبوع الماضي تأكيدًا لتحذيرات سابقة لأجهزة الأمن الألمانية من احتمال استهداف التنظيم الإرهابي المعروف لألمانيا. وكشف مكتب النائب العام أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على خلية مكونة من أربعة أشخاص كانت تخطط لاستهداف مدينة دوسلدورف.
وتضم الخلية أربعة أشخاص من سوريا.. اثنان منهم رحلا إلى تركيا عام 2014 بعد "مباركة" قادة تنظيم "داعش" لخططهما الإرهابية. وأخذ الاثنان ما يعرف بطريق البلقان عام 2015 في طريقهما إلى ألمانيا. لتقوم الخلية المكونة من شخصين بعد ذلك بتجنيد شخص آخر.
وطبقًا لمجلة دير شبيجل، من بين أفراد الخلية، خبير متفجرات سابق لدى "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، ويُدعى عبد الرحمن أ.ك (31 عامًا) ويقيم في ألمانيا منذ عام 2014. وكشف النائب العام عن أن الشخصين اللذين قدما من تركيا هما حمزة س. (27 عاما) ومحمود ب. (25 عاما) ويحملان الجنسية السورية.
وكان رجل رابع على صلة بهذا المخطط اسمه صالح أ. (25 عاما) اعتقل في فبراير في فرنسا؛ المسجون حاليا هناك وستطلب ألمانيا تسليمه.
وسلم الأخير نفسه للسلطات الفرنسية بعد اعتداءات بروكسل وكشف عن خطط الخلية، الأمر الذي دفع السلطات الفرنسية إلى إخبار نظيرتها الألمانية.
ووفقًا لخطط صالح أ. وحمزة س. اللذين تلقيا في سوريا أوامر لتنفيذ هذا الاعتداء كان يفترض أن يفجر انتحاريان "يرتديان أحزمة ناسفة" نفسيهما في ميدان "هاينريش – هاينه" الرئيسي في وسط مدينة دوسلدورف كما قالت النيابة. ووفق مصادر أمنية لم يكن هناك موعد قريب لتنفيذ الهجمات، وأن هذه الخطط لا علاقة لها ببطولة كأس أوروبا للأمم الأوروبية والتي ستنظمها فرنسا اعتبارًا من العاشر من الشهر الجاري.
ويقول موقع " مجلة شبيجل أونلاين": إن اكتشاف هذه الخلية دليل إضافي على أن تنظيم داعش وضع ألمانيا على قائمة أهدافه. غير أن جميع المعلومات المتوفرة لدى السلطات تعتمد على عنصر التنظيم المحتجز في فرنسا.
وأثار تدفق أكثر من مليون مهاجر إلى البلاد في 2015 واعتداءات باريس مخاوف من أن يكون جهاديون دخلوا ألمانيا بين عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.
ألمانيا على قائمة "داعش"
رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل
لم تتأثر ألمانيا حتى الآن بهجوم إرهابي كبير خلافًا للدول المجاورة كفرنسا وبلجيكا، لكن السلطات أشارت مرارًا إلى احتمال تعرضها لاعتداء. وكانت مداهمات عدة للشرطة استهدفت عددا من المشتبه بهم في الأشهر الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد، لكنها لم تكشف مخططات ملموسة. وكانت إنذارات في ميونيخ ليلة رأس السنة وفي هانوفر بعد أيام على اعتداءات باريس في 13 نوفمبر الماضي أثارت قلق السلطات.
وقد أعلنت وزارة الداخلية أنها أحصت في البلاد "499 فردًا قد يكونوا جهاديين محتملين"، كما أن "820 جهاديًّا ألمانيًّا" غادروا ألمانيا قصد "الجهاد" في سوريا والعراق، عاد منهم الثلث تقريبًا فيما قتل نحو 140. وبذلك، فإن نحو 420 على الأقل لا يزالون في الأراضي السورية أو العراقية، وفق تأكيدات السلطات الألمانية.
هذه الأرقام والمعلومات توضح مدى خطورة التهديد الإرهابي سواء عبر الألمان العائدين من القتال في صفوف "داعش" أو المقاتلين الذين يجندهم التنظيم الإرهابي ويرسلهم كلاجئين إلى أوروبا لتنفيذ هجمات إرهابية. وهو ما يبرز من خلال الخلية، التي تم إلقاء القبض على أعضائها، والذين دخل عناصرها إلى ألمانيا بالتنسيق مع قادة تنظيم "داعش" لخططهم الإرهابية.
وكانت التهديدات الموجهة لميركل أشهر التهديدات؛ حيث تحدث مقاتلان بالألمانية أكدا أنهما ينتميان إلى تنظيم داعش في سوريا وهددا ألمانيا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وطلب الجهاديان في شريط فيديو من "إخوانهما" تنفيذ اعتداءات حتى "بسكين المطبخ" إذا انعدم السلاح ضد من وصفوهم بـ "الكفار". وأكدا أنهما يريدان الثأر من ألمانيا لدعمها محاربة تنظيم "داعش ".
إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب
الشرطة الألمانية
إعلان إلقاء القبض على الخلية الإرهابية جاء بعد يوم واحد فقط على موافقة الحكومة الألمانية على حزمة إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب. وتنص الإجراءات الجديدة على إتاحة هيئة حماية الدستور الألمانية "الاستخبارات الداخلية" إمكانية تبادل المعلومات على نطاق أوسع مع الوكالات الاستخباراتية الأجنبية. كما تسمح الإجراءات الجديدة للشرطة الاتحادية بالاستعانة بمحققين سريين لمكافحة جرائم تهريب البشر على وجه الخصوص.
وبشأن التعاون الاستخباراتي يقول ماركوس كايم الباحث في شئون الإرهاب في المعهد الألماني للدراسات السياسية والأمنية ببرلين لموقع دويتشه فيله، بأن "هناك فعلًا تحسنًا في التعاون بين الاستخبارات الأوروبية، خاصة بعد أحداث باريس وبروكسل، ولكن هناك قوانين داخلية تعرقل هذا التعاون"، وهو ما تحاول برلين تغييره حاليًا، على حد تعبيره.
من جهة أخرى أثار تورط سوريين في التخطيط للهجوم الإرهابي على مدينة دوسلدورف، ردود فعل متباينة حول تأثير ذلك على اللاجئين في ألمانيا.
وفي هذا السياق، طالب عضو برلمان الولاية عن الحزب المسيحي الديمقراطي غريغور غولاند تقصيًا أمنيًّا حول كل اللاجئين المقيمين في ولاية شمال الراين فيستفاليا. وانتقد النائب وخبير الشئون الأمنية في حزبه، تصريحًا سابقًا لوزير داخلية الولاية رالف ييغر قال فيه: "عن طريق البلقان لم يدخل ألمانيا أي إرهابي"، واصفًا تصريح الوزير بالساذج. وأضاف غولاند: "لا نستطيع حتى اليوم التأكد من هويات كل اللاجئين".
في المقابل، حذر رئيس اتحاد الشرطة راينار فيندت من وضع المهاجرين جميعا في دائرة الاشتباه العام، حيث قال: "نعلم أنه منذ هجمات باريس وبروكسل يريد تنظيم الدولة الإسلامية التأثير على قضية الهجرة في أوروبا وإثارة مشاعر العداء ضد اللاجئين...هذا جزء من استراتيجيتهم، ويجب ألا نقع في هذا الفخ".
وشدد فيندت على أن تنظيم داعش الإرهابي "يقوم بشكل استراتيجي بتشويه سمعة اللاجئين وإثارة الخوف منهم، عبر تهريب مقاتليه كطالبي لجوء إلى أوروبا"؛ ولهذا يطالب فيندت بالتدخل بحزم لمنع وقوع ذلك: "سيكون أمرًا رهيبًا، إذا تمّ اتهام الناس، الذين جاءوا لألمانيا طلبًا للحماية، بالإرهاب"، محذرًا أيضًا حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي من عدم استغلال هذه الأحداث لخدمة مصالحه السياسية. وسبق لهذا الحزب أن حذر من دخول إرهابيين إلى ألمانيا عبر طريق البلقان وطالب بإغلاق الحدود.