مدينة "مارع" السورية الـ"حلم" الذي بدده ثوار حلب من "داعش"

الأربعاء 08/يونيو/2016 - 01:03 م
طباعة مدينة مارع السورية
 
شكلت مدينة مارع على مدار تاريخها أهمية جغرافية واستراتيجية مهمة؛ بسبب موقعها في محافظة حلب والتي تبعد عن مركزها بـ 35 كيلومتر، وعن الحدود التركية السورية مسافة 25 كيلومترًا، بالإضافة إلى أنها من أولى المدن التي انضمت إلى الاحتجاجات السورية في 22/4/2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ ولذلك سعى تنظيم داعش الدموي إلى محاولة السيطرة عليها، ولكن سرعان ما فشلت محاولته؛ حيث تمكن الثوار يوم الأربعاء 8-6-2016م من فك الحصار عن المدينة مارع بريف حلب الشمالي بعد السيطرة على قريتي كل جبرين وكفر كلبين، إثر اشتباكات مع التنظيم الدولة. 
مدينة مارع السورية
وقال شهود عيان: إن تنظيم الدولة انسحب من كل جبرين وكفركلبين بعد معارك مع الثوار، ليتم فك الحصار عن المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية بعد حصارها منذ نهاية شهر مايو 2016م في مناطق وقرى "كل جبرين وتل جبرين وطامية وبريشة وتل حسين و كفر كلبين"؛ ما أسفر عن حصارها بشكل كامل من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية وفصلها بشكل كامل عن منطقة إعزاز كبرى معاقل الثوار في ريف حلب الشمالي، ويقوم الثوار حاليًا بتفكيك جميع الألغام التي زرعها تنظيم داعش على الطريق الواصل بين مارع وإعزاز.
 وتشكل مدينة مارع أهمية خاصة لتنظيم داعش؛ حيث كان يسعى من خلال هجومه إلى إبطال مفعول معركة الرقة من جهة والسيطرة على إعزاز من جهة أخرى؛ وذلك للسببين التاليين:
1- السيطرة على 
مدينة مارع السورية
المنطقة التي تقطع تواصل منطقة الحكم الذاتي الكردي المعلن عنها من قبل وحدات حماية الشعب في سوريا، وهي مثلث الشهباء الواقع بين عفرين في أقصى الشمال وعين العرب في الشمالي الشرقي من سوريا.
2- الوصول إلى الحدود التركية عبر الريف الشمالي لحلب وقطع الإمداد نهائيًّا عن خصوم التنظيم من التنظيمات السورية المعارضة في مدينة حلب، ما يسمح لقوات البغدادي بدخول المدينة والتمركز في الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون ومحاولة الحصول على البيعة من قياداتهم.
3- لتكون مارع البداية للهدف النهائي للتنظيم وهو السيطرة على حلب وإعلان المدينة عاصمة لداعش في سوريا، مع ما تعنيه من أهمية تفوق بعشرات المرات الرقة، وهنا تكمن أهمية مارع ومعركتها بالنسبة لكل الأطراف في سوريا.
مدينة مارع السورية
 يذكر أن المدينة كانت معقلًا للعديد من القيادات الجهادية وعلى رأسهم عبد القادر الصالح الملقب بحجي مارع، والذى ولد في مارع في عام 1979، وعمل في التجارة والزراعة في مدينة مارع، وانتسب لجماعة الدعوة وسافر إلى مصر والسعودية وبنجلاديش لينشط في مجال الدعوة الإسلامية، ولدى اندلاع الأزمة السورية في 2011 قاد المظاهرات السلمية في مدينة مارع، وفي أواخر 2011 عندما تحول الحراك إلى ثورة مسلحة، عمل على تشكيل وقيادة كتائب الجيش في مدينة مارع، وفي 2012 اندمج مع الكتائب الأخرى في الريف الشمالي مشكلا لواء التوحيد، وكان القائد العسكري له الذي عمل على تحرير الريف الشمال ومدينة حلب، وقتل في ثكنة يوسف الجادر "مدرسة المشاة" مقر قيادة لواء التوحيد نتيجة قصف جوي على مبنى القيادة أثناء اجتماعه بقيادات اللواء بتاريخ 16-11-2013م، بالإضافة إلى مضر عبدالرحيم البكري النجار وهو من قاد الحراك في مدينة مارع وما حولها ثم أصبح قائد المؤسسة الأمنية في الجبهة الإسلامية، وعين قائدًا عامًّا على حلب المدينة في أكتوبر 2014م. 
مدينة مارع السورية
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بفك الحصار عن مدينة "مارع" السورية يكون ثوار حلب قد بددوا حلم داعش للسيطرة على المدينة التي شكلت على مدار تاريخها أهمية جغرافية واستراتيجية مهمة؛ بسبب موقعها المهم في محافظة حلب، وهو الأمر الذي سيدفع التنظيم إلى مراجعة حساباته مرة أخرى في منطقة ريف حلب بالكامل. 

شارك