"البنيان المرصوص".. هل تُحرر "سرت" من قبضة "داعش"؟

الخميس 09/يونيو/2016 - 02:50 م
طباعة البنيان المرصوص..
 
مع مواصلة مساعي قوات حكومة الوفاق الليبية، للقضاء على التنظيم الإرهابي "داعش" ليبيا، شنت أمس الأربعاء هجومًا على معاقل التنظيم الإرهابي في مدينة سرت، فيما أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أن نقيب المحامين في ليبيا ووزير الشهداء والجرحى الأسبق عبد الرحمن الكيسة قُتل أثناء اشتباكات بين قوات موالية للحكومة وعناصر داعش الإرهابية.

البنيان المرصوص..
وكانت قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة لمجلس رئاسة الحكومة وكتائب الثوار الداعمة لها سيطرت على جميع الضواحي الغربية والجنوبية وبينها موقع المحطة البخارية، لتدور الاشتباكات بين هذه القوات ومقاتلي التنظيم داخل حدود سرت الإدارية، وذلك لأول مرة منذ عام.
وقال المجلس في بيان نشره في صفحته على فيسبوك: إن الكيسة قتل مساء الأربعاء "في معركة الوطن ضد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت"، ولم يكشف البيان عن ملابسات مقتله.
من جهة أخرى أكد مصدر محلى في سرت مقتل ما يسمى بـ "أمير ديوان الزكاة" في تنظيم "داعش" ويدعى حامد ملوقة الزليتنى، في الاشتباكات التي دارت أمس الأربعاء قرب وسط مدينة سرت، قائلا: اعتقل 5 عناصر من التنظيم كانوا مختبئين داخل منزل في حي الزعفران في سرت، كما فر قياديان في التنظيم.
وكانت بدأت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني هجومًا على معقل تنظيم داعش في سرت منذ الشهر الماضي في محاولة لتحرير المدينة من قبضة التنظيم، الذي يسيطر عليها منذ نحو عام.
وارتفعت حصيلة قتلى قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية إلى 19 قتيلًا، في المعارك مع تنظيم "داعش" في مدينة سرت، وأصيب 30 آخرون.
وكانت قالت مصادر بغرفة العمليات العسكرية لعملية "البنيان المرصوص" في ليبيا: "إن المواجهات مع تنظيم داعش انتقلت إلى وسط مدينة سرت بعد سيطرة قوات الجيش وكتائب الثوار الداعمة لها على جميع الضواحي الغربية والجنوبية للمدينة".
وأضافت المصادر أن عشرة من قوات الجيش وكتائب الثوار الداعمة لها قتلوا وأصيب أكثر من ستين آخرين بجروح متفاوتة خلال الاشتباكات التي شهدتها مدينة سرت مع مسلحي التنظيم داعش.

البنيان المرصوص..
وأحرزت القوات التابعة لحكومة الوفاق أمس الأربعاء تقدمًا جنوبي المدينة وعند محطة للكهرباء  بغربها، وقالت الكتائب إنها تعرضت لتفجير أربع سيارات ملغمة، انفجرت اثنتان منها قبل بلوغ هدفيهما.
وسيطرت قوات العملية أيضًا على معسكرات تاقرفت والجالط والقرضابية والساعدي، في حين يتقدم المقاتلون كذلك على جهة ساحل مدينة سرت التي سيطر عليها تنظيم الدولة منذ عام تقريبًا، وأحكم إغلاق جميع مداخلها.
وفي الجهة الجنوبية الغربية للمدينة قُطع الطريق أيضًا أمام التنظيم بعد سيطرة قوات عملية البنيان المرصوص على وادي جارف، في حين يتمركز في بلدة النوفلية من جهة الشرق حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى بعد أنْ أُجبر مسلحو التنظيم على الانسحاب منها.
وأضاف المصدر أن القوات سيطرت على منطقة جسر الغربيات التي يستخدمها التنظيم في إعدام ضحاياه، ومنطقة الزعفران عند مدخل المدينة ومعسكر الجالط العسكري نحو 5 كم من وسط المدينة.
واستقبلت المستشفيات القريبة جثث ستة من قوات الأمن و30 مصابًا خلال المعارك الضارية بين الجانبين، وأعلنت تلك المستشفيات حالة الطوارئ، حسبما ذكرت بوابة الوسط الإخبارية المستقلة، نقلًا عن مصادر طبية.
البنيان المرصوص..
وكانت كتائب مصراتة قد شنت هجومًا مضادًّا على التنظيم الإرهابي الشهر الماضي، وردت المتشددين بطول الطريق الساحلي إلى الغرب من سرت، وتقول الكتائب إنها عازمة على استعادة المدينة.
وتحالفت هذه الكتائب مع حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تسعى لبسط سلطتها على الفصائل الليبية السياسية والمسلحة منذ وصولها إلى طرابلس في مارس الماضي.
وقالت المصادر الأمنية: "إن الاشتباكات استؤنفت في سرت الأربعاء بعد توقف قصير في مطلع هذا الأسبوع، وإن الكتائب تقدمت شمالا واستعادت معسكر تاقرفت التابع للجيش".
وعقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني في مارس الماضي، تجددت الآمال في عودة الاستقرار وإنهاء حالة الفوضى في البلاد، ولكن الصراعات زادت عقب توليها المسئولية؛ حيث رفض مجلس النواب إعطاءها الثقة، ما أدى إلى المزيد من الصراعات.
وتسيطر حكومة الوفاق على عدد من المطارات وتلقت دعم البنك المركزي وشركة النفط الوطنية، ناهيك عن حيازتها قدرات عسكرية طائرات، مدرعات ودعم الفصائل المسلحة المتمركزة في الغرب، ولكنها لا تحظى بأي قاعدة في الشرق؛ حيث تدعمها بلدة وحيدة هي إجدابيا، على ما أوضح الخبير الليبي في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط محمد الجرح.
وتصطدم حكومة السراج بالحكومة المعترف بها السابقة المتمركزة في الشرق التي ترفض تسليم السلطة بلا تصويت البرلمان الملحق بها على الثقة بالحكومة، الذي أرجئ تكرارًا.
وتسيطر هذه السلطات الموازية في المناطق الشرقية، بدعم مجموعات مسلحة محلية ووحدات موالية لها في الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر.

شارك