مع مقتل 43 جنديًا من "أميصوم".. "الشباب الصومالية" تواصل تحدي السلطة

الخميس 09/يونيو/2016 - 04:27 م
طباعة مع مقتل 43 جنديًا
 
أعلنت حركة "الشباب" الصومالية، إنها قتلت، 43 جنديًا في هجوم شنته، اليوم الخميس، على قاعدة للقوات الإثيوبية العاملة تحت مظلة بعثة قوات حفظ السلام الإفريقية بالصومال (أميصوم)، في بلدة "هلجن" بإقليم هيران وسط البلاد، فيما لم يصدر أي بيان رسمي عن البعثة أو السلطات الصومالية حول الهجوم.
مع مقتل 43 جنديًا
وبحسب ما نقله موقع "إذاعة أندلس" المحسوب على الحركة، عن قيادي بها، أنهم "شنّوا هجوما على معقل للقوات الإثيوبية التابعة لأميصوم، في بلدة هلجن بعد عملية "انتحارية".
وأضاف القيادي "لم تسمه الإذاعة" إن "مقاتلينا قتلوا نحو 43 من القوات الإثيوبية وأوقعوا عشرات آخرين بجروح إلى جانب تدمير آليات عسكرية تابعة لها".
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب، "قتلنا 43 من جنود الاتحاد الإفريقي من إثيوبيا خلال القتال"، مشيرا إلى أن عددًا من مقاتلي الشباب قتلوا أيضا، لكنه لم يحدد رقمًا للقتلى.
 وأضاف أن المهاجمين استخدموا سيارة ملغومة ثم تبادلوا إطلاق النار مع الجنود الإثيوبيين بالقاعدة. وقال: "كان انفجارا ضخما، دمر البوابة وأجزاء من القاعدة".
وفي يناير الماضي، تكبدت القوات الكينية العاملة في قوة أميصوم خسائر فادحة، عندما نفذت حركة الشباب هجوماً عند الفجر على معسكرها القريب من حدود كينيا.
وكثيرًا ما تشن حركة الشباب هجمات بالأسلحة النارية والقنابل على مسئولين وقوات الأمن الصومالية وقوات أميسوم في مسعى للإطاحة بالحكومة التي يدعمها الغرب وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في الصومال.
بدوره قال "عبدالعزيز دورو" رئيس مدينة بولوبدربي، شمالي بلدة "هلجن"، اليوم: إن "الهجوم، بدأ بعملية انتحارية أعقبتها مواجهات عنيفة بين مقاتلي الشباب والقوات الإثيوبية التي كانت تحاول التصدي للهجوم"، مضيفًا أن "المواجهات كانت عنيفة، وأسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين".
من جهته قال أحمد شيخ عثمان، أحد أعيان البلدة: إن "السكان استيقظوا على وقع هجوم انتحاري استهدف معقلًا لقوات أميصوم، تلته اشتباكات عنيفة بين الجانبين، شاركت فيها طائرات عمودية صومالية". 
هذا ولم تعلق السلطات الإفريقية، والحكومية في إثيوبيا، على الهجوم حتى الساعة 08.25 .
وسبق أن شن مقاتلو "الشباب" هجومًا مماثلًا على معاقل "أميصوم" في عدة مدن صومالية، أوقعت خلالها عشرات القتلى من القوات الإفريقية.
ويتمركز في الصومال نحو 22 ألف جندي من قوة "أميصوم"، التي تشكلت في عام 2007، بدعم من الأمم المتحدة، وبمشاركة عدة بلدان إفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا.
وتتمثل مهمة أميصوم، بحفظ السلام، والتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، لإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة "الشباب".
وكانت سيطرت القوات الصومالية على عدة مدن جنوب البلاد والتي تعد من أهم معاقل حركة الشباب الاسلامية المتشددة والتي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال، في ضربة جديدة للمتشددين بعد استعادة قوات الاتحاد الإفريقي لبلدة بارديري.
مع مقتل 43 جنديًا
وتأتي جهود الجيش الصومالي مدعومًا بالقوات الاتحاد الإفريقي لتضع حدًّا لهجمات مقاتلي الحركة المتشددة في الصومال، وتؤشر على قرب نهاية التنظيم في البلاد،
وتؤكد حركة الشباب المتشددة الذين يخوضون صراعًا مع الحكومة الصومالية منذ 2007 تصميمهم على إلحاق الهزيمة بالجيش الصومالي المدعوم عسكريا بـ 22 ألف جندي في قوة الاتحاد الإفريقي.
وبالرغم من الهزائم العسكرية التي لحقت بهم وطردهم من معظم معاقلهم في وسط وجنوب الصومال لا يزال الشباب يسيطرون على مناطق ريفية واسعة ويكثفون عملياتهم ضد المؤسسات الصومالية وقوة الاتحاد الإفريقي حتى في وسط مقديشو.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الحركة تواجه تراجع دعم مالي وعسكري، مما جعلها تنتهج أسلوب حرب عصابات وعمليات انتحارية وخصوصا في مقديشو، في إطار التخلي عن أسلوب الحرب التقليدي، مما يكون أكثر إزعاجًا لقوات الحكومة.
ولم تقف هجمات الشباب الصومالية في الداخل بل كثفت هجماتها أيضًا خارج الصومال وخصوصًا في كينيا؛ حيث شنوا هجومين ضخمين ضد مركز، ويستغيت التجاري في نيروبي 67 قتيلًا في سبتمبر 2013 وجامعة غاريسا شمال شرق البلاد 148 قتيلا في أبريل2015.
وألمحت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها السابق، أن المؤشرات تذهب إلى أن نجم حركة الشباب المتشددة بدا في الأفول في الصومال.. فالضربات الموجعة والهزائم المتتالية التي مُنيت بها الحركة في العامين الأخيرين قد خلقت حالة من الارتباك النفسي لدى القادة بعد أن فقدت الحركة عددًا من المدن الرئيسة، مثل مقديشو وبيداوة وكسمايو ومركا وجوهر وبلدوين، وانحسار نفوذها في الأرياف والمدن الصغيرة في بعض وسط وجنوب الصومال، وعندما تواجه أي حركة مسلحة هذا القدر من الخسائر المادية والبشرية وتفقد كثيرا من سطوتها، فغالبا ما تصبح عرضة لأزمات داخلية ولتصدعات، وهذا ما يصيب حاليا حركة الشباب.
نتائج الصراع على الأرض يؤكد على أن الشباب بعد أعوام من السيطرة والسطوة العسكرية في الجنوب الصومالي تمر الآن بأصعب مراحلها، حيث إنها تعاني صراعا داخليًّا مريرًا جاء في الوقت الذي فقدت معظم المواقع والمدن الاستراتيجية التي كانت تسيطر عليها، وتزداد عليها الضغوط العسكرية في كل الجبهات ما قد يؤذن باقتراب أفول نجم الحركة في الصومال.

شارك