بات عناصر تنظيم ما يعرف بـ"داعش ليبيا" بين فكي كماشة، إذ يواجه عناصر التنظيم تقدم القوات الحكومية من الغرب، وعناصر حرس المنشآت النفطية المتحالف مع حكومة طرابلس من الشرق؛ وذلك بعد سيطرة عناصر الحرس سيطرة تامة على مدينة هراوة (70 كلم شرقي سرت) وتقدمها في اتجاه المدخل الشرقي للمدينة، فيما دعا رئيس مجلس النواب الليبي عقيله صالح النواب لحضور جلسة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين بمدينة طبرق دار السلام والمقررة من كل أسبوع وذلك من أجل تحقيق الوفاق الوطني.

ورجّح مراقبون حسم العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، معركة السيطرة على مدينة سرت خلال ساعات، بمجرد السيطرة على مجمع واغادوغو الذي حوصر فيه عدد كبير من مسلحي "داعش"؛ حيث ينتشر عدد من القناصة التابعين للتنظيم على أسطح المباني.

وستتضمن جلسة مجلس النواب المقبلة العمل على تعديل الإعلان الدستوري وتضمين الاتفاق السياسي قانونيًّا ودستوريًّا واعتماد التشكيلة الوزارية المقترحة، وإعطائها الثقة على أن تؤدي اليمين القانونية والدستورية وذلك بحضور المجلس الرئاسي تحت قبة مجلس النواب في طبرق. 

وبدا أن القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية وضعت خطة مُحكمة لتحرير مدينة سرت من يد تنظيم "داعش"؛ إذ شددت القوات البحرية سيطرتها على ساحل سرت بالكامل، منعاً لهروب مسلحي التنظيم بحراً، فيما شكلت الحكومة قوة لحماية جبهة الجفرة- سرت، للحيلولة دون تسلل الإرهابيين جنوباً.

وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) اعتبرت التقدم الذي حققته القوات الحكومية الليبية ضد الإرهابيين "مشجعاً"، وقال الناطق باسم "البنتاغون" بيتر كوك في مؤتمر صحافي: "نحن نراقب الوضع عن كثب ونراه يشجعنا". واعتبر أن التقدم في سرت يشير إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تتقدم على غرار القوات التي تدعمها.

ورصدت تقارير اكتظاظ مستشفيات مصراتة، بجرحى القوات الحكومية، فيما دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته في توفير الدعم الطبي اللازم والعاجل للقوات التي تقاتل "داعش" في سرت.

وأفاد المجلس الرئاسي في بيان بأنه "نظراً إلى سير المعارك التي تخوضها القوات لتحرير مدينة سرت من شبح الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أعداد الجرحى، والذي فاق 400 بين إصابات متوسطة وخطيرة، ندعو إلى توفير الدعم الطبي اللازم للمصابين".

وأكد المجلس أنه على تواصل دائم مع عدد من الدول لتوفير كل متطلبات إسعاف الجرحى، علماً أن حجم الخسائر في الأرواح في صفوف القوات الحكومية ناهز المئة وعشرين قتيلاً منذ بدء عملية تحرير سرت في 12 مايو الماضي.

كانت قوات حكومة الوفاق الليبية، أعلنت اليوم السبت 11 يونيو 2016، سيطرتها الكاملة على ميناء سرت معقل تنظيم "داعش" في ليبيا، كما تمكنت القوات الحكومية من طرد عناصر تنظيم "داعش" من منطقة السواوة التي تضم مجموعة من الأحياء السكنية في شرق سرت.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلًا عن مصدر غرفة العمليات أن الاشتباكات التي وقعت في سرت يوم الجمعة أدت إلى سقوط 11 قتيلًا و35 جريحًا في صفوف القوات الليبية.

ويشار إلى أن تنظيم "داعش" بدأ في التوسع في ليبيا في عام 2014  وسيطر على سرت في عام 2015، بينما أشارت تقارير إلى أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية تقدمت من مدينة مصراتة الأسبوع الماضي إلى أطراف قلب مدينة سرت بعدما شنت هجومًا مضادًّا ضد "داعش" الشهر الماضي، وأجبرت التنظيم على التراجع على امتداد الطريق الساحلي بين المدينتين.